غراند رابيدز
كشفت حاكمة ميشيغن، غريتشن ويتمر، في مؤتمر صحفي عقدته الخميس الماضي، عن خطة من أربع مراحل للتعافي تماماً من وباء كورونا والعودة إلى الحياة الطبيعية في الولاية، عبر إلغاء كافة القيود المفروضة على الأعمال التجارية والأنشطة الاجتماعية تدريجياً، استناداً إلى معايير وحيد هو نسبة السكان الذين يتلقون الجرعة الأولى من لقاح «كوفيد–19».
ووصفت ويتمر الخطة التي تحمل اسم MI Vacc to Normal، بأنها خارطة طريق للخروج من الوباء الذي تسبب بوفاة حوالي 17,575 من سكان ميشيغن منذ تفشيه في أواسط آذار (مارس) 2020، فضلاً عن تعطيل معظم مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الولاية.
تفاصيل الخطة
وبحسب الخطة، ستبدأ إدارة ويتمر بتخفيف قيود كورونا بعدما يتناول 4.5 مليون شخص من سكان ميشيغن –أو ما يعادل 55 بالمئة من البالغين في الولاية– جرعة واحدة على الأقل من لقاحات كورونا، وهو هدف يمكن تحقيقه في غضون أسبوع أو عشرة أيام من الآن، وفقاً لويتمر.
وبعد تحقيق الهدف بحوالي أسبوعين، ستقوم الإدارة بإلغاء شرط العمل عن بُعد على موظفي الشركات الذين يمكنهم إنجاز عملهم من المنزل، مما سيفسح المجال أمام عودة عشرات آلاف الموظفين إلى أعمالهم المكتبية في مختلف أنحاء الولاية.
أما المرحلة الثانية من الخطة فستبدأ بعد مرور أسبوعين على تلقي 4.9 مليون نسمة (60 بالمئة من البالغين) الجرعة الأولى من اللقاح، حيث سيتم تخفيف حدود السعة المفروضة على الملاعب والنوادي الرياضية والصالات العامة وغيرها، فضلاً عن إلغاء الحظر المعمول به حالياً بعد الساعة 11 ليلاً.
وفي المرحلة الثالثة، التي تتطلب حصول 5.3 مليون شخص (65 بالمئة من البالغين) على الجرعة الأولى، سيتم إلغاء جميع القيود المفروضة على الأماكن المغلقة مثل المطاعم والحانات، إضافة إلى تخفيف القيود على التجمعات في الأماكن السكنية.
أما المرحلة الأخيرة من الخطة فستبدأ بعد حصول 5.7 مليون شخص على الجرعة الأولى من اللقاح، أي ما يعادل 70 بالمئة من السكان البالغين، وهو الهدف الذي حددته إدارة ويتمر للتغلب على الوباء.
وعندها سيتم إلغاء جميع القيود المفروضة على التجمعات، بما في ذلك إلزامية ارتداء الكمامات.
وقالت ويتمر إن «الخطة تحدد بوضوح، الخطوات التي يمكننا اتخاذها للخروج من الوباء وفي الوقت نفسه نحقق أهداف التطعيم»، لافتة إلى أن الهدف هو تلقيح 70 بالمئة من السكان الذين تتجاوز أعمارهم 16 عاماً «للعودة إلى الحياة الطبيعية مع الحفاظ على سلامة الناس».
وحثت الحاكمة الديمقراطية التي تلقت الجرعة الثانية من اللقاح يوم الخميس الماضي في غراند رابيدز، جميع سكان الولاية على أخذ اللقاح بأسرع وقت ممكن، متوجهة إليهم بالقول «إذا لم تكن قد فعلت ذلك حتى الآن، فأنا أشجعك على الارتقاء إلى مستوى التحدي وأن تكون جزءاً من الحل، حتى نتمكن من مواصلة انتعاشنا الاقتصادي والاستمتاع بالصيف الذي نتوق إليه جميعاً».
ولفتت ويتمر إلى أنه بالنسبة للمرحلتين الثانية والثالثة من الخطة، قد تلجأ وزارة الصحة بالولاية إلى الإبقاء على القيود دون تغيير في مناطق معينة في حال كان متوسط الإصابات الجديدة فيها أكبر من 250 إصابة يومياً لكل مليون نسمة. واستدركت بالقول: «نعتقد أن هذا غير مرجح ، لكنه صمام أمان مهم، إذا حدث شيء غير متوقع».
في المقابل، رحب زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس شيوخ الولاية، السناتور مايك شيركي، بالخطة الجديدة، لافتاً إلى أن «الأمر استغرق 400 يوم لتكون الحاكمة صريحة بشأن كيفية تعاملها مع هذا المرض».
وعندما سُئلت خلال المؤتمر الصحفي عن سبب تغييرها لاستراتيجية التعامل مع الوباء بعد أن رفضت سابقاً ربط إعادة فتح الاقتصاد بمقاييس محددة، قالت ويتمر إن الاختلاف هو توفر اللقاحات، موضحة أنه على مدى 11 شهراً من الأشهر الـ15 الماضية، لم تكن لدينا لقاحات، وبالتالي لم نتمكن من ربط أي شيء ما بمقياس موثوق للعودة إلى الحياة الطبيعية».
كذلك، قوبل إعلان الحاكمة، بترحيب من جمعية الأعمال التجارية الصغيرة في ميشيغن. وقال رئيس الجمعية براين كالي: «على مدى شهور، طالبت الشركات الصغيرة بتحديد مقاييس واضحة لإعادة فتح اقتصادنا وهذه الخطة تفعل ذلك بالضبط»، مشدداً على أن «التطعيمات على نطاق واسع هي السبيل للخروج من هذا الوباء».
وحتى إعداد هذا التقرير، تلقى حوالي 3.9 مليون شخص من سكان ميشيغن، أي حوالي 49 بالمئة من السكان البالغين، جرعة واحدة على الأقل من لقاح «كوفيد–19»، فيما تم تطعيم حوالي 2.9 مليون شخص، أي 36 بالمئة من السكان البالغين، بشكل كامل، وفقاً للبيانات الرسمية.
وبحلول الخميس الماضي، بلغ إجمالي إصابات كورونا في ميشيغن 837,514 حالة، توفي منهم 17,575 شخصاً، بحسب وزارة الصحة.
والجدير بالذكر أنه منذ أواخر مارس الماضي، تواصل ميشيغن تصدر قائمة الولايات الأميركية في معدل إصابات «كوفيد–19» الجديدة، فضلاً عن اكتظاظ المستشفيات التي بلغ بعضها طاقته القصوى، في ظل تدفق المصابين إليها خلال الأسابيع القليلة الماضية.
Leave a Reply