لانسنغ
يوماً بعد آخر تقترب ميشيغن أكثر فأكثر من التغلب على وباء كورونا، من خلال تطعيم المزيد من السكان، وفق الخطة التي وضعتها الحاكمة غريتشن ويتمر للعودة إلى الحياة الطبيعية، والتي تستند إلى معيار وحيد هو نسبة البالغين الذين يتلقون الجرعة الأولى من اللقاح. غير أن بلوغ أهداف حملة التطعيم قد لا يكون أمراً سهلاً وسريعاً كما كان يتوقع البعض، خاصة بعد تسجيل تراجع كبير في وتيرة الإقبال على تناول اللقاح خلال الأسبوع الماضي، وذلك رغم التسهيلات العديدة في هذا المجال وتوفر اللقاح بأنواعه الثلاثة على نطاق واسع.
وبانقضاء الأسبوع الأول من شهر أيار (مايو) الجاري، لا تزال ميشيغن بحاجة إلى تطعيم أكثر من 300 ألف شخص بجرعة واحدة على الأقل، لدخول المرحلة الأولى من خطة التعافي المكونة من أربع مراحل، والتي تنتهي برفع كافة قيود كورونا، بما في ذلك ارتداء الكمامات، بعد تحقيق الهدف النهائي المتمثل بتطعيم 70 بالمئة من سكان الولاية البالغين، أي ما يعادل 5.7 مليون شخص فوق سن 16 عاماً.
ويوم الثلاثاء الماضي، تبنى الرئيس الأميركي، جو بايدن، الاستراتيجية نفسها على المستوى الوطني، واضعاً هدفاً جديداً لحملة التطعيم ضد «كوفيد–19» في الولايات المتحدة، وهو تلقيح 70 بالمئة من السكان الراشدين بحلول عيد الاستقلال الأميركي في الرابع من تموز (يوليو) القادم. وقال بايدن في البيت الأبيض: «إذا نجحنا في هذا الجهد، فسيكون الأميركيون قد اتخذوا خطوة جادة نحو العودة إلى الوضع الطبيعي».
تراجع الإقبال على التطعيم
تشير كل من البيانات سواء في ميشيغن أو على المستوى الوطني إلى أن وتيرة التطعيم بلغت ذروتها خلال الأسبوع الثاني من أبريل قبل أن تبدأ بالانخفاض منذ ذلك الحين.
ففي ميشيغن، تراجع الإقبال على التطعيم خلال الأسبوع المنتهي في 1 مايو الجاري إلى حوالي 300 ألف شخص فقط، منخفضاً بنسبة 52 بالمئة، مقارنة بالأسبوع المنتهي في 10 أبريل، عندما حصل حوالي 668 ألف شخص على لقاحات «كوفيد–19»، وفقاً للبيانات الرسمية.
ورغم توفير شحنات كبيرة من جرعات اللقاح، ولجوء أنظمة المستشفيات ومراكز التطعيم إلى تسهيل عملية التلقيح، لم يشهد الأسبوع الأول من مايو الجاري، أية زيادة فعلية في الإقبال على التلقيح.
وكانت الحاكمة ويتمر قد أعلنت في بيان صحفي، يوم الاثنين الماضي، أن الولاية حصلت حتى الآن على أكثر من سبعة ملايين جرعة من لقاحات كورونا الثلاث، «فايزر» و«موديرنا» و«جونسون آند جونسون» الذي تم استئناف توزيعه في ميشيغن بعد تعليقه مؤقتاً بسبب مراجعة فدرالية لسلامة اللقاح الذي يتطلب جرعة واحدة على عكس اللقاحين الأولين.
وفي السياق، أعلنت عدة مستشفيات من بينها مجموعة «بومانت» إلى جانب مراكز تطعيم أخرى، من بينها مركز «تي سي أف» واستاد «فورد فيلد» في وسط ديترويت، عن البدء بتطعيم السكان فورياً دون الحاجة إلى تحديد مواعيد مسبقة.
كذلك أصبح بإمكان سكان ميشيغن الحصول على لقاحات «كوفيد» فورياً عبر التوجه إلى أي من متاجر «سي ڤي أس» و«وولمارت» و«سامز كلوب» دون الحاجة إلى تحديد موعد مسبق.
وتحتوي ميشيغن على حوالي 300 فرع لصيدليات «سي ڤي أس»، و115 متجراً لـ«وولمارت» و«سامز كلوب».
كما باشرت عدة حكومات محلية من بينها مقاطعة وين وبلدية ديترويت بإطلاق برامج خاصة للتشجيع على التطعيم من ضمنها تقديم حوافز مالية أو توفير خدمات التلقيح في المنازل.
وبحلول الخميس الماضي، بلغ عدد الأشخاص الذين تناولوا جرعة واحد على الأقل من لقاح «كوفيد–19»، حوالي 4.2 مليون شخص، أي ما يعادل 51 بالمئة من إجمالي السكان البالغين فوق سن 16 عاماً، في حين حصل ٤٠ بالمئة منهم على اللقاح بالكامل.
وتحتاج ميشيغن إلى تطعيم 4.5 مليون شخص بجرعة واحدة على الأقل قبل البدء بتخفيف قيود كورونا على الشركات، بإلغاء شرط العمل عن بعد للأعمال الوظيفية التي يمكن إنجازها عن بعد، وفق خطة الحاكمة ويتمر.
وحتى الآن، تحتل ميشيغن المرتبة 29 بين الولايات الأميركية الخمسين في معدل التطعيم. وبحسب البيانات المتوفرة تعتبر مقاطعات ليلانو وغراند ترافيرس وأميت وواشطنو وأوكلاند الأكثر إقبالاً على تناول اللقاح بمعدل يتراوح بين 60 و70 بالمئة تقريباً، في حين سجلت أدنى معدلات الإقبال في مدينة ديترويت، عند حوالي 32 بالمئة، وفقاً لأحدث البيانات.
حال الوباء
إلى جانب تباطؤ وتيرة التطعيم، يعتبر انتشار النسخ المتحورة من الفيروس على نطاق متزايد في ميشيغن، تحدياً حقيقياً أمام عودة الحياة الطبيعية إلى الولاية في القريب العاجل. إذ تعتبر ميشيغن ثاني أكثر ولاية أميركية في عدد الإصابات بالنسخة البريطانية، فضلاً عن ظهور خمس نسخ أخرى كان آخرها المتحور الهندي الذي تم رصده في مقاطعة كلينتون (شمال لانسنغ).
وسجلت ميشيغن بحلول مطلع الأسبوع المنصرم، نحو 5,600 إصابة بالفيروس البريطاني، إضافة إلى 66 إصابة بالنسخة البرازيلية، و26 إصابة بالنسخة الأفريقية الجنوبية (26 إصابة)، إضافة إلى نسختين متحورتين في ولاية كاليفورنيا الأميركية.
ورغم تطعيم نسبة كبيرة من السكان، تواصل ميشيغن تصدر قائمة الولايات الأميركية بعدد الإصابات الجديدة مقارنة بعدد السكان للأسبوع السادس على التوالي، لكن المعدل الأسبوعي انخفض إلى 254 إصابة لكل مئة ألف نسمة بعد أن بلغ ذروته أوائل الشهر الماضي عند 519 حالة لكل مئة ألف نسمة.
غير أن مستشفيات ميشيغن شهدت، خلال الأسبوع الماضي، خبراً ساراً بتسجيل انخفاض ملحوظ في أعداد الأسرة المشغولة بمرضى كورونا، التي تراجعت إلى حوالي 2,800 مريض بينهم 500 شخص تقريباً على أجهزة التنفس الاصطناعي، علماً بأن ذروة أعداد المرضى في مستشفيات الولاية بلغت 4,158 حالة في 19 أبريل المنصرم.
ويشغل مرضى «كوفيد–19» حالياً ما يقرب من 18 بالمئة من أسرة المستشفيات في الولاية. غير أن بعض المستشفيات، لاسيما في منطقة ديترويت الكبرى، قد قاربت أقصى طاقتها الاستيعابية، حيث يشغل مرضى كورونا 90 بالمئة من أسرّتها.
وبحلول الخميس 6 مايو الجاري، بلغ إجمالي إصابات كورونا في ميشيغن، 858,050 حالة، توفي منهم 18,054 شخصاً منذ بداية الوباء في أواسط مارس 2020.
خطة الخروج
وكانت الحاكمة ويتمر، قد كشفت مؤخراً عن خطة من أربع مراحل للعودة إلى الحياة الطبيعية وإلغاء كافة القيود الوقائية المتعلقة بمكافحة وباء كورونا بما في ذلك ارتداء الكمامات، وذلك استناداً إلى معيار وحيد، هو نسبة السكان الذين يتلقون الجرعة الأولى من اللقاح.
وتبدأ المرحلة الأولى من الخطة، بعد مرور أسبوعين من حصول 4.5 مليون شخص –أو ما يعادل 55 بالمئة من البالغين في الولاية– على الجرعة الأولى من اللقاح، وبموجبها سيتم إلغاء شرط العمل عن بُعد للأعمال الوظيفية التي يمكن إنجازها من المنزل، مما سيفسح المجال أمام عودة عشرات آلاف الموظفين إلى أعمالهم في مختلف أنحاء ميشيغن.
أما المرحلة الثانية من الخطة فستبدأ بعد مرور أسبوعين على تلقي 4.9 مليون نسمة (60 بالمئة من البالغين) الجرعة الأولى من اللقاح، حيث سيتم تخفيف حدود السعة المفروضة على الملاعب والنوادي الرياضية والصالات العامة وغيرها، فضلاً عن رفع الحظر المعمول به حالياً بعد الساعة 11 ليلاً.
وفي المرحلة الثالثة، التي تتطلب تلقيح 5.3 مليون شخص (65 بالمئة من البالغين) بالجرعة الأولى، سيتم إلغاء جميع القيود المفروضة على الأماكن المغلقة مثل المطاعم والحانات، إضافة إلى تخفيف القيود على التجمعات في الأماكن السكنية.
أما المرحلة الأخيرة من الخطة فستبدأ بعد حصول 5.7 مليون شخص على الجرعة الأولى من اللقاح، أي ما يعادل 70 بالمئة من السكان البالغين، وهو الهدف الذي حددته إدارة ويتمر للتغلب على الوباء. وعندها سيتم إلغاء جميع القيود المفروضة على التجمعات، بما في ذلك إلزامية ارتداء الكمامات.
Leave a Reply