ديربورن
تحت عنوان «مسيرة من أجل القدس»، دعت منظمات عربية أميركية إلى إقامة فعالية تضامنية مع الشعب الفلسطيني، أمام مبنى «مركز فورد للفنون» في ديربورن، الساعة الواحدة من ظهر يوم الأحد، 16 أيار (مايو) الجاري.
وضمت قائمة المنظمين عدداً من المؤسسات الثقافية والإعلامية والطلابية، بينها «جيل جديد من أجل فلسطين»، «طلاب من أجل العدالة في فلسطين» بـ«جامعة وين ستايت»، صحيفة «صدى الوطن»، «جمعية النجدة الفلسطينية»، «المركز العربي الأميركي للثقافة والفنون»، «إرشاد»، «سايف»، و«الحراك الاغترابي اللبناني».
وتشن إسرائيل منذ بداية الأسبوع الجاري هجوماً صاروخياً متواصلاً على قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى المدنيين، بينهم الكثير من الأطفال والنساء.
وأشار رئيس منظمة «جيل جديد من أجل فلسطين» NGP، الناشط عامر زهر، إلى أن ما يحدث حالياً في فلسطين هو الحلقة الأخيرة من محاولات الكيان الإسرائيلي لتطهير القدس من سكانها الأصليين. وقال أستاذ القانون بـ«جامعة ديترويت ميرسي»: لقد مارس الإسرائيليون سياسات التطهير العرقي ضدنا منذ عام 1948، ولكن مخططاتهم باءت بالفشل لأننا صمدنا ودافعنا عن وجودنا وحقوقنا بعزيمة وإصرار، لا مثيل لهما».
وأضاف الكوميديان، الفلسطيني الأصل: «نحن الفلسطينيين نرفض أن تتم إبادتنا ومحونا، وعلى العكس مما يُراد لنا.. نحن الآن أقوى من أي وقت مضى».
وحث زهر، العرب الأميركيين في منطقة ديترويت على المشاركة في مسيرة الأحد القادم في ديربورن نصرة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض –هذه الأيام– لقمع الآلة العسكرية الإسرائيلية، وقال: «أدعو جميع العرب الأميركيين في منطقة ديترويت إلى الخروج والتضامن مع فلسطين، أعرف أن فلسطين عموماً، والقدس بشكل خاص، في قلب كل عربي أينما كان، لذلك دعونا نظهر هذه الحقيقة للعالم أجمع».
من جانبها، أوضحت الرئيسة السابقة لمنظمة «طلاب من أجل العدالة في فلسطين» بـ«جامعة وين ستايت» في ديترويت، شيرين شكوكاني، أن «المسيرة من أجل القدس» هي رسالة إلى الإدارة الأميركية، وإلى جميع الأميركيين، بأن العرب –مسلمين ومسيحيين– لن يقفوا صامتين أمام الانتهاكات الإسرائيلية للحقوق الفلسطينية، المدنية والإنسانية.
شكوكاني المولودة في أميركا لأبوين فلسطينيين من مدينة اللّد، أكدت أن ممارسات الدولة العبرية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، خلال الفترة الماضية، شكلت تحدياً لأبسط المفاهيم الإنسانية التي لا تقبل طرد الناس من بيوتهم تحت ذرائع وهمية، متجاهلين أن أصحابها يتوارثونها عن آبائهم جيلاً بعد جيل.
وقالت شكوكاني إن التضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني هو مسألة «عابرة للسياسة والدين، لأن منطلقها إنساني بحت»، لافتة إلى أن هدف «مسيرة من أجل القدس»، يتمثل في استقطاب الناس، من جميع الخلفيات والثقافات، لنشر رسالة موحدة، مضمونها: «أنه لا يمكن التفريط بحقوق الفلسطينيين».
وأعربت شكوكاني عن خيبة أملها من موقف الإدارة الأميركية تجاه التطورات الأخيرة، وقالت: «بكل أسف، موقف إدارتنا ومسؤولينا مخيب للآمال»، مضيفة أن الكثير من الأميركيين لا يعرفون حقيقة ما يجري في الشرق الأوسط. وقالت: «لعدة أيام، كان الفلسطينيون يتعرضون لاعتداءات الإسرائيليين، وكان الإعلام الأميركي في صمت مطبق، ولكن عندما قامت «حماس» بإطلاق الصواريخ، قامت قيامة الإعلام».
وأضافت شكوكاني: «لكوني أعيش في مدينة أميركية ليست فيها كثافة عربية، فيمكنني التأكيد على أن أغلب الأميركيين ليسوا على دراية بما يجري في فلسطين، ولذا فإن أحد المهام الملقاة على عاتقنا، هي تثقيف الأميركيين وإعلامهم بحقيقة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد شعوب المنطقة، وفي مقدمتهم الفلسطينيون».
وأكدت شكوكاني أن منظمة «طلاب من أجل العدالة في فلسطين» تضع مهام التثقيف بالقضية الفلسطينية في المقام الأول، منوهة بأن المنظمة الطلابية تضم عشرات الطلاب من مختلف البلدان العربية، إضافة إلى بعض الطلاب اليهود المؤيدين لحق الشعب الفلسطيني.
ولفتت شكوكاني إلى أن صفحات «طلاب من أجل العدالة في فلسطين» على وسائط التواصل الاجتماعي تستقطب آلاف المتصفحين الذين يزداد عددهم بمرور الأيام، وكذلك تتعمق معرفتهم بطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، وقالت: «يجب على المؤسسات العربية الأميركية ألا تتهاون في نشر الوعي حول ما يجري في أوطاننا الأم، لأن الكثير من الأميركيين يتخذون مواقف خاطئة من قضايا كثيرة، بسبب الإعلام الأميركي المتحيز والداعم –بلا حدود– لإسرائيل».
بدوره، قال ناشر «صدى الوطن»، الزميل أسامة السبلاني، إن «مسيرة من أجل القدس» هي رسالة تأكيد على «التزام العرب الأميركيين وأجيالهم الجديدة في المهجر الأميركي بعدالة القضية الفلسطينية، وحق الفلسطينيين بالعيش على أرضهم التاريخية، بحرية وكرامة، كما أنها تنطوي على تذكير المسؤولين والمنتخبين الأميركيين في ولاية ميشيغن بأن قضايانا العربية في أوطاننا الأم، لا تقل أهمية عن قضايانا الوطنية في بلدنا، أميركا».
وأوضح السبلاني أن الأحداث الأخيرة في الأراضي المحتلة فضحت هشاشة التطبيع مع دولة الاحتلال، وأكدت بما لا يدع مجالاً للشك بأن الفلسطينيين هم أصحاب الحق في تقرير مصيرهم الوطني، وأن الملتحقين بقطار التطبيع خلال الفترة الماضية، كالإمارات والبحرين، لا يمثلون الموقف العربي الحقيقي، المؤيد للحق الفلسطيني».
وانتقد السبلاني مواقف المسؤولين الأميركيين الذين «بلعوا ألسنتهم» عندما كان الفلسطينيون يتعرضون لأبشع أنواع الاعتداءات في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، ثم سرعان ما استيقظوا من غيبوبتهم بعد «صواريخ حماس»، وانبروا «يدافعون –بكل صفاقة– عن حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها».
وختم بالقول: «القدس لنا، وفلسطين لنا، ولا يضيع حق وراءه مطالب.. نحن نطالب بحقنا في أرض الرسالات، ولن نتنازل عن ذلك الحق، مهما كانت التضحيات».
Leave a Reply