ديترويت
في خطوة مفاجئة، أعلنت حاكمة ميشيغن، غريتشن ويتمر، يوم الخميس الماضي، عن تسريع خطة إدارتها للخروج من وباء كورونا والعودة إلى الحياة الطبيعية، محددةً مطلع تموز (يوليو) القادم موعداً لرفع كافة القيود المتعلقة بالجائحة، على الرغم من تباطؤ وتيرة التطعيم ضد «كوفيد–19».
واختارت ويتمر الإعلان عن تخفيف القيود في ملعب رياضي بمدينة ميدلاند في وسط الولاية، حيث أكدت للصحفيين أنه سيتم إلغاء جميع القيود المتعلقة بالتجمعات في الأماكن المفتوحة، ابتداء من أول حزيران (يونيو) القادم، على الرغم من عدم تحقيق نسبة التطعيم التي اشترطتها سابقاً لاتخاذ هذا القرار.
كذلك، أشارت ويتمر إلى أنه سيتم السماح بزيادة التجمعات في الأماكن المغلقة إلى 50 بالمئة من طاقتها الاستيعابية ابتداء من الشهر المقبل، مما سيخفف القيود المفروضة على الأعراس والجنائز وحفلات التخرج.
وأضافت أيضاً أنه سيتم إلغاء الحظر الليلي المعمول به حالياً في المطاعم والحانات بعد الساعة 11 ليلاً.
وجاءت قرارات الحاكمة بعد أيام قليلة من إعلانها عن إعفاء السكان المحصنين بالكامل ضد كورونا من إلزامية ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة والمفتوحة على حد سواء، وذلك بناءً على أحدث توصيات «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» (سي دي سي).
غير أن إلزامية ارتداء الكمامات ستبقى سارية على الأشخاص غير الملقحين طوال شهر يونيو المقبل، وصولاً إلى إلغائها بالكامل في مطلع يوليو القادم، وفقاً لويتمر.
وأكدت الحاكمة في كلمة ألقتها، إلى جانب نائبها غلين غيلكريست، في ملعب «داو دايموند» للبيسبول بمدينة ميدلاند، أن «الحياة سوف تعود إلى طبيعتها»، لكنها شددت على أهمية مواصلة حملة تطعيم السكان فوق سن 12 عاماً.
تباطؤ التطعيم
ويأتي تراجع ويتمر عن خطتها للعودة إلى الحياة الطبيعية، المستندة إلى نسبة السكان الملقحين، بعدما حملت الأيام الماضية بعض المؤشرات السلبية على إمكانية بلوغ أهداف حملة التطعيم، لاسيما بعد إغلاق مركز التلقيح الفدرالي في ملعب «فورد فيلد» بوسط ديترويت، دون تحقيق أهدافه المتمثلة بتقديم 350 ألف جرعة من لقاحات كورونا، حيث لم يتم استخدام سوى 275 ألف جرعة على مدى الأسابيع الثماني من عمل المركز تحت إشراف إدارة الطوارئ الفدرالية (فيما).
كذلك أظهر استطلاع رأي لقياس نسبة الإقبال على لقاح كورونا، تم نشره بمناسبة إغلاق مركز «فورد فيلد»، يوم الإثنين الماضي، أن 70 بالمئة فقط من البالغين في ميشيغن ينوون أخذ اللقاح أو قد أخذوه بالفعل، وهو الرقم نفسه الذي تستهدفه حكومة الولاية للتغلب على الوباء والعودة إلى الحياة الطبيعية.
وأشار الاستطلاع الذي أجرته حكومة ميشيغن بين 5 و9 أيار (مايو) الجاري، إلى وجود مقاومة واسعة لتناول اللقاح في أوساط السكان الذين لم يحصلوا على أية جرعة منه بعد، حيث أعرب 64 بالمئة منهم عن رفضهم المطلق للقاح، في حين أبدى 36 بالمئة انفتاحهم على إمكانية تناوله «في ظل ظروف ودوافع مختلفة».
وبحسب المسؤولين الحكوميين، ستواصل ميشيغن جهود حملة التطعيم في مختلف المراكز الطبية والاجتماعية والصيدليات المرخصة، فضلاً عن توظيف فرق ميدانية وتوفير برامج تحفيزية لإقناع المزيد من السكان بتناول لقاح كورونا.
وبحلول الخميس الماضي، ارتفعت نسبة السكان الحاصلين على جرعة واحدة على الأقل من لقاح كورونا، إلى حوالي 57 بالمئة من إجمالي السكان البالغين، أي أن الولاية كانت لاتزال بحاجة إلى تطعيم أكثر من 200 ألف شخص إضافي لبلوغ المرحلة الثانية من خطة ويتمر المكونة من أربع مراحل للتعافي من أزمة وباء كورونا.
وكانت ميشيغن قد تجاوزت نسبة 55 بالمئة خلال الأسبوع الثاني من مايو الجاري، مما أتاح لها البدء بالمرحلة الأولى من الخطة عبر السماح للشركات بإعادة الموظفين إلى مكاتبهم ابتداء من 25 مايو الجاري، حتى لو كان باستطاعتهم إنجاز وظائفهم عن بعد.
ولبلوغ المرحلة الثانية من خطة ويتمر الأولية للخروج من الوباء، كانت الولاية بحاجة إلى تطعيم 4.9 مليون نسمة بالجرعة الأولى على الأقل، أي ما يعادل 60 بالمئة من السكان البالغين، ليصار –بعد أسبوعين– إلى تخفيف حدود السعة المفروضة على الملاعب المغلقة والصالات العامة ودور الجنازات إلى 25 بالمئة من طاقتها الاستيعابية، فضلاً عن زيادة حدود السعة في النوادي الرياضية (الجيم) إلى 50 بالمئة، وإلغاء الحظر الليلي المفروض على المطاعم والحانات بعد الساعة 11 مساء.
أما المرحلة الثالثة من خطة ويتمر فكانت تتطلب تلقيح 5.3 مليون شخص (65 بالمئة من البالغين) بالجرعة الأولى، ليتم بعد ذلك بأسبوعين، إلغاء جميع القيود المفروضة على الأماكن المغلقة مثل المطاعم والحانات، إضافة إلى تخفيف القيود على التجمعات في الأماكن السكنية.
وفي المرحلة الأخيرة التي كانت ستبدأ بعد مرور أسبوعين على تطعيم 5.7 مليون شخص بالجرعة الأولى من اللقاح، أي ما يعادل 70 بالمئة من السكان البالغين، كان سيتم إلغاء جميع القيود الوقائية المفروضة على الأعمال التجارية والتجمعات.
غير أن ويتمر قررت تعديل الخطة والبدء بتخفيف القيود الوقائية قبل بلوغ النسب المستهدفة في ظل الانخفاض الملحوظ في معدل الإصابات والوفيات اليومية بفيروس كورونا بعد أن تصدرت ميشيغن بقية الولايات الأميركية بمعدل الإصابات الجديدة لأكثر من ستة أسابيع.
ومنذ بداية الوباء في مارس 2020، بلغت حصيلة إصابات كورونا في ميشيغن 881,057 حالة، في حين وصل عدد الوفيات المرتبطة بالفيروس إلى 18,815 شخصاً وفق أحدث البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في الولاية، يوم الخميس المنصرم.
الكمامة
ابتداءً من يوم السبت الماضي، لم يعد لزاماً على المحصنين بالكامل ضد كورونا، ارتداء الكمامات سواء في الأماكن المغلقة أو في الهواء الطلق، استناداً إلى إرشادات جديدة أصدرتها «سي دي سي».
وكانت «سي دي سي» قد أوصت بالسماح للأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل بعدم ارتداء الكمامات أو الحفاظ على مسافة ستة أقدام من الآخرين، في معظم الأماكن، إلا في حال وجود أوامر قانونية تمنع ذلك.
وجاء قرار ويتمر مترافقاً مع ولايات أخرى سارعت إلى اعتماد توصيات «سي دي سي» رغم أنها أثارت جدلاً واسعاً، ورأى البعض أنه قد تكون «متسرعة».
وقالت الحاكمة ويتمر في بيان «لأكثر من عام، كنا نعتمد على أفضل البيانات والعلوم المتوفرة لإبطاء انتشار «كوفيد–19» وإنقاذ الأرواح من خلال وثوق الغالبية العظمى منا بالعلماء والخبراء لإبقائنا آمنين أثناء الوباء، وقد نجح ذلك»، موضحة أنه مع تلقيح ملايين السكان بالكامل، «بات يمكننا الآن –بأمان وثقة– اتخاذ الخطوة التالية للعودة إلى الوضع الطبيعي».
ووفقاً لتوجيهات وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية في ميشيغن، لن يحتاج سكان الولاية بعد الآن إلى ارتداء الكمامات في الهواء الطلق بغض النظر عن حالة التطعيم. أما في الأماكن المغلقة، فسيتوجب على غير الملقحين بالكامل الاستمرار بارتداء الأقنعة لغاية مطلع تموز (يوليو) القادم على الأقل، على عكس المحصنين بالكامل الذين بإمكانهم التخلي تماماً عن الكمامة.
ورغم تخفيف شروط الكمامة بقرار وزارة الصحة في ميشيغن، إلا أن العديد من المؤسسات والدوائر الحكومية والمتاجر العملاقة لا يزال يطالب الجميع بارتداء الأقنعة لاسيما في وسائل النقل العام والحافلات ودور رعاية المسنين وملاجئ المشردين والمرافق الإصلاحية والمدارس ومرافق الرعاية الصحية.
وقامت متاجر تجزئة كبرى مثل «وولمارت» و«كوسكو» و«ماير» و«تريدر جو» بإلغاء فرض الكمامات على الزبائن بناء على توصيات «سي دي سي»، في حين أشارت متاجر أخرى مثل «تارغت» و«كروغر» و«هوم ديبو» وصيدليات «سي ڤي أس» إلى أنها ستستمر في هذا الشرط خلال الفترة الراهنة.
كذلك أعلن العديد من الجامعات والدوائر الحكومية وشركات صناعة السيارات عن الاستمرار في فرض ارتداء الكمامة خلال الفترة الحالية.
وفي السياق، دعت ويتمر سكان الولاية إلى مراعاة واحترام الآخرين سواء قرروا مواصلة ارتداء الكمامات أو لم يفعلوا، مستدركة بالقول إن الشركات وأماكن العمل لا زال بإمكانها فرض ارتداء الكمامة على الموظفين والزبائن.
وقالت: «بعد عام من التعايش مع مرض كوفيد–19 مع الأقنعة والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين ، أعرف مدى صعوبة التعامل مع التغييرات الجديدة في حياتنا»، لافتة إلى أن الناس «يتأقلمون بسرعات وطرق مختلفة».
Leave a Reply