بعد إعجابه بمنشور مؤيد لإسرائيل على فيسبوك
ديربورن
نشر قائد شرطة ديربورن رونالد حداد اعتذاراً على صفحته بموقع «فيسبوك»، بعد تعرضه لحملة انتقادات واسعة في أوساط الجالية العربية الأميركية بمنطقة ديترويت، بسبب وضعه علامة «إعجاب» (لايك) على منشور مؤيد لإسرائيل.
وأوضح حداد أنه شديد الاعتزاز بهويته العربية الأميركية وأنه مؤيد لنضال الفلسطينيين من أجل نيل حقوقهم المشروعة، داعياً إلى «فلسطين حرة».
قائد الشرطة اللبناني الأصل، كان قد ضغط على زر الإعجاب (لايك) على منشور لمسؤول في شرطة مدينة أخرى، كُتبت عليه عبارة: «أنا أقف مع إسرائيل»، مرفقة بصورة للعلم الإسرائيلي على شكل قلب.
كما حمل المنشور الحروف الإنكليزية «أي جاي سي»، في إشارة إلى «اللجنة اليهودية الأميركية»، وهي منظمة مناصرة لإسرائيل، وقامت خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، الشهر الماضي، بترويج شعارات مؤيدة لدولة الاحتلال عبر وسائط التواصل الاجتماعي.
وشنت إسرائيل عدواناً مدفعياً وصاروخياً على قطاع غزة طيلة أحد عشر يوماً (9–20 أيار/مايو الماضي)، ترافق مع احتجاجات شعبية مؤيدة للشعب الفلسطيني في جميع أنحاء العالم، وكان بينها مظاهرات ضخمة في ولاية ميشيغن، في مدن: وورن وآناربر وديترويت، إضافة إلى ديربورن التي شهدت سلسلة تظاهرات كان من بينها المظاهرة الأكبر من نوعها في الولايات المتحدة، وضمت ما يزيد عن عشرة آلاف متظاهر.
وكتب حداد، في منشور الاعتذار الذي رفعه خلال العدوان على غزة: «قبل بضعة أيام، وضعت علامة الإعجاب لبروفايل صديق وزميل محترف، وقد علمت –الآن– أن بروفايله تضمن رسالة أزعجت الكثير من الناس»، مضيفاً: «أنا آسف، وأعتذر عن أي إيذاء أو إرباك بسبب ذلك الخطأ».
وأشار حداد إلى جذوره اللبنانية المارونية، مؤكداً أنه عربي أميركي فخور، وأنه يدعم النضال الفلسطيني، كما نشر صورة لمكتبه وقد ظهر فيها العلم الفلسطيني على هيئة وشاح يتوسط دروعاً تكريمية تؤكد اعتزازه بأصوله المشرقية.
وقال حداد: «إن هذا العلم موجود في مكتبي منذ سنوات، لقد رباني والدايّ اللبنانيان على دعم النضال الفلسطيني من أجل نيل الحقوق، لذلك دعوني أكون واضحاً: أنا عربي أميركي فخور، وأقول بصوت عالٍ.. فلسطين حرة».
وفي غضون ساعات، نال منشور حداد قرابة 600 إعجاب وعشرات التعليقات المرحبة بموقفه الداعم للقضية الفلسطينية.
لكن في المقلب الآخر، أثار منشور حداد غضب واستياء الكثير من المنظمات والأفراد الداعمين لإسرائيل، وأبدى الحاخام آشر لوباتين ما أسماه «الأسف لأجل حداد»، وقال: «إنه يضع العلم الفلسطيني في مكتبه بدائرة شرطة ديربورن.. ثم يواجه كل تلك المتاعب لمجرد الإعجاب ببروفايل شخص ما».
وأضاف لوباتين، وهو المدير التنفيذي لـ«مجلس علاقات الجالية اليهودية في مترو ديترويت»: «سوف نختلف قليلاً لأننا نمتلك سرديات متناقضة، لذلك.. لنمنح بعضنا البعض الحق بالشك في رواية الآخر».
وعلّق أحد المتصفحين الغاضبين على حساب حداد بموقع «فيسبوك»، ويدعى تشارلز زالتا: «أنت لست رجلاً، تعال إلى نيويورك، وسوف نرى كم من الوقت ستصمد بمنشوراتك الجبانة». وأضاف زالتا، وهو من سكان نيويورك: «النضال من أجل الحقوق؟ إسرائيل هي أمة الله، وهي هنا لكي تبقى».
وتأكيداً على موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، نشر حداد –بعد بضعة أيام– صورة يظهر فيها وهو يتشارك برفع العلم الفلسطيني مع فتاة عربية أميركية، خلال المظاهرة التي أقامتها منظمات عربية بمدينة ديربورن، قبل قرابة أسبوعين.
وتداولت صفحات مؤيدة للكيان الصهيوني الصورة الآنفة الذكر، وكتب أحد المتصفحين قائلاً: «عندما يدعم قائد شرطة ديربورن الفلسطينيين، نعلم عندئذ كم تغيرت أميركا».
Leave a Reply