ديترويت
تشهد أسعار السيارات المستعملة في منطقة ديترويت الكبرى ارتفاعاً مضطرداً تجاوز المستويات المسجلة خلال الفترة نفسها من العام الماضي بأكثر من 20 بالمئة، بحسب مسح أجراه موقع iSeeCars المتخصص بمبيعات السيارات في الولايات المتحدة.
وكشف المسح الذي شمل 1.2 مليون مركبة مستعملة أعيد بيعها عبر وكالات السيارات في عموم الولايات المتحدة خلال نيسان (أبريل) الماضي، ارتفاع متوسط الأسعار وطنياً بحوالي 16.8 بالمئة مقارنة بالشهر نفسه من العام 2020. أما في منطقة ديترويت بولاية ميشيغن فقد بلغت الزيادة 20.8 بالمئة خلال الفترة نفسها.
وارتفع متوسط أسعار السيارة المستعملة في ديترويت بحوالي 4,482 دولار، مدفوعة بأزمة النقص الحاد في الرقائق الإلكترونية التي تنعكس سلباً على إنتاج السيارات الجديدة في الولايات المتحدة والعالم.
وقال كارل براور، المحلل التنفيذي في iSeeCars، «إن الزيادة الحالية في أسعار السيارات المستعملة لا مثيل لها، ومن المرجح أن تظل الأسعار مرتفعة في المستقبل المنظور بسبب النقص العالمي في الرقائق الذكية وتراجع المعروض من السيارات الجديدة».
ولفت براور إلى أن المسح حدد أيضاً أنواع السيارات المستعملة التي حققت أكبر قفزة بالأسعار مقارنة بالعام الماضي، «والتي يمكن أن تمثل فرصاً تجارية مربحة لأصحابها».
ووجد المسح أن سيارات «شيفروليه كورفيت» حققت أكبر زيادة بنسبة 33.9 بالمئة، تليها «مرسيدس بنز» (جي كلاس) عند 33.2 بالمئة، ثم «رام 1500» (28.8 بالمئة) و«جي أم سي سييرا» (28.6 بالمئة) و«مرسيدس بنز» (أس كلاس) عند 28 بالمئة تقريباً.
كذلك ضمت اللائحة «شيفروليه سيلفرادو 1500» التي ارتفع سعرها بحوالي 27 بالمئة، تليها «شيفروليه كامارو» (26.7 بالمئة) و«تويوتا توندرا» (26 بالمئة) و«ميتسوبيشي ميراج» (25.9 بالمئة) و«رانج روفر سبورت» بحوالي 25 بالمئة.
يشار إلى أن مسح iSeeCars شمل السيارات التي تم بيعها عبر وكالات السيارات المستعملة وليس التجار المستقلين.
وقد رصدت «صدى الوطن» ارتفاعاً مماثلاً في أسعار السيارات المستعملة في المعارض المستقلة بمنطقة ديترويت، حيث يشكو الكثيرون من أن شراء مركبة مستعملة أصبح أكثر كلفة بكثير مقارنة بأسعار ما قبل الوباء.
وبحسب أحد التجار، فإن مرتجعات الضرائب مصحوبة بشيكات التحفيز الفدرالية جعلت تصريف مخزون السيارات المستعملة لدى التجار أمراً بغاية السهولة نظراً لوفرة المال لدى المستهلكين.
وفي السياق، أفاد الخبير في موقع «أوتولاين»، جون ماكيلروي، بأن أسعار السيارات المستعملة تواصل مساراً تصاعدياً منذ عامين تقريباً، لكنها في الآونة الأخيرة ارتفعت بوتيرة مفاجئة متجاوزة كل التوقعات. وأرجع ماكيلروي ذلك إلى قلّة السيارات المستعملة الجيدة المعروضة للبيع، إلى جانب الطلب غير المسبوق على شراء السيارات خلال الفترة الحالية.
ويشير الخبراء إلى أن وباء كورونا لم يتسبب فقط بتعطيل إنتاج السيارات الجديدة نتيجة الإغلاق المؤقت للمصانع والنقص اللاحق في إمدادات الرقائق الإلكترونية، بل ساهم أيضاً في انخفاض مخزون السيارات المستعملة من جراء امتناع شركات تأجير السيارات عن بيع أساطيلها إلى وكالات السيارات المستعملة.
فعادةً ما تقوم شركات التأجير ببيع سياراتها بعد تجاوزها لعدد محدد من الأميال، لكن مع الركود الذي أصاب قطاع السياحة والسفر خلال الوباء، فضلت شركات عديدة الإبقاء على أساطيلها، بل وتعزيزها بشراء سيارات جديدة لتلبية الطلب المتزايد من المستهلكين مع رفع قيود كورونا والتعافي التدريجي لحركة السياحة والسفر.
وبحسب شبكة «أي بي سي»، يستبعد الخبراء أن تعود سوق السيارات المستعملة إلى حالتها الطبيعية قبل العام 2022 كحد أدنى.
Leave a Reply