لانسنغ
أظهر استطلاع للرأي نشرته غرفة التجارة الإقليمية في ديترويت، الإثنين الماضي، تراجعاً ملحوظاً في شعبية حاكمة ولاية ميشيغن، غريتشن ويتمر، خلال الأشهر القليلة الماضية.
وبحسب المسح الذي أجرته مؤسسة «غلينغاريف» للاستطلاعات، انخفضت شعبية ويتمر بمقدار 8 نقاط مئوية خلال الفترة الممتدة بين شباط (فبراير) وأيار (مايو) الماضيين، لتصل إلى حوالي 50 بالمئة، مقابل رفض 44 بالمئة وتردد 6 بالمئة.
وشمل المسح 600 ناخب مسجل في ميشيغن بين 22 و26 مايو المنصرم بهامش بلغ خطأ 4 بالمئة.
وكانت نتائج استطلاع مماثل أجري بين 3 و6 فبراير الماضي قد أظهرت شعبية الحاكمة الديمقراطية عند مستوى 58 بالمئة مقابل رفض 38 بالمئة.
وقال ريتشارد تزوبا، مؤسس «غلينغاريف»، ومقرها لانسنغ، إن ويتمر لا تزال تتمتع بشعبية كافية للاحتفاظ بمنصبها لأربع سنوات إضافية في الانتخابات المقررة العام القادم، ولكن في حال شهدت شعبيتها نكسات إضافية خلال الفترة القادمة فإن حظوظ الجمهوريين في إزاحتها عن المنصب ستكون أكثر واقعية.
وأوضح تزوبا بأن تطورات الأشهر القادمة سيكون لها الأثر الأكبر على شكل سباق الحاكمية في خريف العام 2022.
ووفقاً لاستطلاعات سابقة أجرتها «غلينغاريف» خلال وباء كورونا، حافظت ويتمر على معدل شعبية يقرب من 60 بالمئة كما اكتسبت إدارتها شهرة وطنية بسبب القيود الصارمة التي فرضتها بشكل أحادي لمكافحة الجائحة الصحية دون استشارة السلطة التشريعية المتمثلة بمجلسي النواب والشيوخ في الولاية.
لكن الحاكمة الديمقراطية تعرضت خلال الأشهر القليلة الماضية لسلسلة من النكسات التي تسببت على ما يبدو بتراجع ملحوظ في شعبيتها، على الرغم من تعافي الولاية نسبياً من الوباء بفضل حملة التطعيم.
ففي مطلع آذار (مارس) الماضي، تبين أن ويتمر عقدت اتفاقاً سرياً مع وزير الصحة السابق في إدارتها، روبرت غوردون، حصل بموجبه على أكثر من 155 ألف دولار مقابل التزامه الصمت بشأن خلافاته مع الحاكمة حول كيفية التعامل مع الوباء.
وفي 19 نيسان (أبريل) الماضي، اعترف مكتب الحاكمة بزيارة سرية قامت بها ويتمر إلى فلوريدا في مارس لتفقد والدها المريض في الوقت الذ كان تمنع فيه سكان ميشيغن من زيارة أحبائهم في دور رعاية المسنين في الولاية. وقد تبين أيضاً أن الحاكمة استعملت طائرة خاصة غير مرخصة فدرالياً طارحة تساؤلات متزايدة حول كيفية تمويل الرحلة.
وفي 23 مايو المنصرم، اضطرت ويتمر إلى الاعتذار علناً بعد نشر صورة لها في مطعم محلي بمدينة إيست لانسنغ، تظهرها برفقة أشخاص آخرين في انتهاك صريح للعديد من القيود الوقائية التي فرضتها إدارتها على المطاعم والحانات للحد من انتشار «كوفيد–19».
واكتفت ويتمر حينها بالقول: «أنا إنسان، لقد ارتكبت خطأ، وأنا أعتذر» رافضة معاقبة المطعم الذي سمح لها بخرق القواعد مع أصدقائها، على الرغم من أن عشرات المطاعم الأخرى اضطرت إلى دفع غرامات مالية بسبب انتهاك القيود نفسها.
ويرى تزوبا أن أخطاء ويتمر هي السبب الرئيسي وراء تراجع شعبية الحاكمة الديمقراطية، لاسيما وأن الاستطلاع الأخير أُجري بالتزامن مع نشر الصورة «الفضيحة».
لكن في المقابل، يرى خبراء آخرون في لانسنغ –بحسب صحيفة «ديترويت نيوز»– أنه ليس من المستغرب أن تتراجع شعبية ويتمر لأنها في الأصل كانت مرتفعة جداً، مؤكدين أنها لا تزال الأوفر حظاً للفوز بسباق الحاكمية في العام القادم.
وقال أدريان هيموند، مؤسس «غراسروتس ميدوست» للاستشارات السياسية، «إذا وصلت أرقام ويتمر إلى أقل من 50 بالمئة في استطلاعات رأي متعددة، عندها سيكون ذلك مدعاة للقلق».
وتأكيداً على ذلك، ذكر تزوبا أن شعبية حاكم ميشيغن السابق، الجمهوري ريك سنايدر، بلغت ذروتها خلال ولايته الأولى عند 50 بالمئة، ومع ذلك أعيد انتخابه عام 2014، بفارق 4 نقاط مئوية عن منافسه الديمقراطي آنذاك، مارك شاور.
Leave a Reply