تفضيل قدامى السكان في منح التراخيص إجراء غير دستوري
ديترويت
أصدر قاضٍ فدرالي، الأسبوع الماضي، أمراً قضائياً بمنع بلدية ديترويت من تطبيق المراسيم التي أقرتها لتنظيم تجارة الماريوانا الترفيهية في المدينة، باعتبار أن منح الأفضلية لقدامى السكان في الحصول على التراخيص التجارية لهذه النبتة المخدرة، قد يمثل «انتهاكاً للدستور الأميركي على الأرجح».
وأشار القاضي في محكمة ديترويت الفدرالية، برنارد فريدمان، إلى أن بند «الأقدمية» ضمن مرسوم تنظيم الماريوانا الترفيهية في ديترويت –والذي يمنح الأولوية للسكان الذين عاشوا في ديترويت لمدة 10 إلى 15 سنة من السنوات الثلاثين الماضية– يشكل «تمييزاً صريحاً ضد الأشخاص الذين لم يعيشوا في المدينة لفترة طويلة».
وكتب القاضي فريدمان في رأيه أن مرسوم تنظيم الماريوانا الذي لم يبدأ تطبيقه بعد، يعتبر «أكثر حمائيةً مما هو عادل»، لافتاً إلى أن تفضيل سكان ديترويت على غيرهم «يجسد بدقة نوع الحمائية الاقتصادية التي حظرتها المحكمة الأميركية العليا منذ فترة طويلة».
كما وجد القاضي أن بند الأقدمية، «ينتهك الحق الأساسي في السفر بين الولايات وداخلها، ويعيق الحركة التجارية بين الولايات.
وكان المسؤولون في بلدية ديترويت قد عملوا لمدة عامين لاعتماد مرسوم تنظيم الماريوانا الترفيهية في المدينة، واضعين نصب أعينهم، منح ميزة تفضيلية لقدامى السكان لاسيما منخفضي الدخل منهم وأصحاب الإدانات السابقة بالماريوانا، وذلك في إطار مساعي المسؤولين لتعويض أهالي ديترويت عن معاناتهم الطويلة مع «الحرب على المخدرات» والتي تسببت بزج عشرات الآلاف منهم خلف القضبان بتهم تتعلق بالنبتة المخدرة قبل تشريعها لأغراض ترفيهية في ولاية ميشيغن.
وقبل سريان المرسوم التنظيمي الذي كان مقرراً مطلع نيسان (أبريل) الماضي، اضطرت بلدية ديترويت إلى تعليق العمل به، بسبب مقاضاتها من قبل مجموعة مستثمرين طعنوا بدستورية بند الأقدمية. علماً بأن المرسوم البلدي كان يجيز فتح 75 متجراً لبيع الماريوانا الترفيهية في المدينة، بشرط أن يكون نصفها مملوكاً لقدامى السكان. كما كان يجيز فتح 35 موقعاً لاستهلاك منتجات هذه النبتة (لاونج).
وبناءً على قرار القاضي فريدمان، ستحتاج بلدية ديترويت إلى إقرار مرسوم جديد لتنظيم تجارة الماريوانا الترفيهية في المدينة، بحسب عضو المجلس البلدي، جيمس تايت، الذي أكد على مواصلة جهوده لمساعدة سكان ديترويت على الاستفادة من هذه التجارة المربحة بأفضل الطرق الممكنة.
والجدير بالذكر أن الناخبين في ميشيغن كانوا قد وافقوا على تشريع الماريوانا الترفيهية للبالغين في استفتاء انتخابي أجري عام 2018.
وبينما انطلقت مبيعات نبتة القنب للبالغين في العديد من مدن وبلدات الولاية، منذ كانون الأول (ديسمبر) 2019، لا تزال ديترويت تخلو إلى اليوم من أي متجر للماريوانا الترفيهية رغم أن المدينة تشكل سوقاً أساسياً لاستهلاك هذه النبتة المخدرة في ميشيغن.
ويشار إلى أن ديترويت تضم حالياً عشرات متاجر الماريوانا الطبية، التي تم تشريعها في ميشيغن منذ العام 2010. لكنها لاتزال حتى الآن غير قادرة على الاستفادة من الإيرادات الضريبية الهائلة التي تدرّها تجارة الماريوانا الترفيهية، وذلك بسبب عدم قدرة البلدية على إصدار التراخيص التجارية إلى حين اعتماد مرسوم جديد لتنظيم هذه التجارة التي بات يقدر سوقها في ميشيغن بحوالي ملياري دولار سنوياً.
Leave a Reply