بريانا غازورسكي – «صدى الوطن»
يراهن المرشح غاري وورنتشاك على مسيرته الطويلة في خدمة ديربورن، سواء من خلال العمل الصحفي أو المناصب السياسية التي تولاها على مدى عقدين من الزمن، معتبراً أن خبرته العميقة في شؤون المدينة ستشكل علامة فارقة لدى الناخبين في سباق رئاسة بلدية ديربورن، التي تحتضن –اليوم– الجيل الرابع من عائلته البولونية الأصل.
وكان وورنتشاك قد مثّل «الدائرة 15» التي تضم مدينة ديربورن في مجلس نواب ميشيغن، لثلاث دورات متتالية (1999–2004)، كما خدم في مجلس مفوضي مقاطعة وين ممثلاً «الدائرة 13»، التي تضم مدينة ديربورن، بين العام 2005 وحتى نهاية العام 2018، واختير رئيساً لمجلس المفوضين من 2011 حتى نهاية خدمته.
قبل ذلك، عمل وورنتشاك محرراً في صحيفة «برس أند غايد» لمدة 16 عاماً، واكتسب خلال تلك الفترة خبرة زوّدته بـ«منظور تاريخي لمدينة ديربورن» والتحديات التي تواجهها، وهي تجربة فريدة يفتقدها المرشحون الآخرون في انتخابات رئاسة بلدية ديربورن، بحسب ما أفاد لـ«صدى الوطن».
ومن المقرر أن تشهد ديربورن –هذا العام– انتخاب رئيس بلدية جديد بعد إعلان رئيس البلدية الحالي جاك أورايلي عدم ترشحه للاحتفاظ بمنصبه، وهو ما فتح باب المنافسة على مصراعيها بين العديد من القيادات المحلية.
وبالإضافة إلى وورنتشاك، تضم قائمة المتنافسين على منصب رئيس بلدية ديربورن ستة مرشحين آخرين، بينهم ثلاثة عرب أميركيين، هم رئيسة المجلس البلدي سوزان دباجة وعضو مجلس نواب ميشيغن عبد الله حمود وعضو مجلس ديربورن التربوي حسين بري، بالإضافة إلى رئيس مجلس بلدية ديربورن السابق توم تافيلسكي، ورجل الأعمال جيم باريللي، والمرشحة الإفريقية الأميركية كاليت ويليس.
وسوف يخوض المرشحون السبعة، الجولة التمهيدية من السباق في الثالث من شهر آب (أغسطس) القادم، والتي ستسفر عن تأهل مرشحين إثنين فقط إلى الجولة النهائية التي ستقام في الثاني من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وورنتشاك، الذي انتقل في طفولته المبكرة مع عائلته من الجانب الشرقي بمدينة ديترويت للعيش في مدينة ديربورن، أكد لـ«صدى الوطن» على أهمية الخبرة في قيادة مدينة بحجم ديربورن التي سوف «تفقد» رئيس بلدية مخضرماً وستكسب ثلاثة وجوه جديدة على الأقل في مجلسها البلدي، بعد الانتخابات الحالية.
وفي هذا السياق، قال وورنتشاك: «لقد شغلت مناصب عامة على مستوى الولاية والمقاطعة طيلة 20 عاماً، كما أنني أمتلك خبرة في القيادة، سواء في العمل الصحفي أو كرئيس لمجلس مفوضي مقاطعة وين»، لافتاً إلى أن السنوات التي أمضاها كمحرر صحفي منحته «إحساساً بالمنظور التاريخي لديربورن، وهو ما لا يملكه أيّ من المرشحين الآخرين».
واعتبر وورنتشاك، انتخابات رئاسة بلدية ديربورن الحالية «مهمة للغاية»، وأن تجارب المرشحين ستلعب دوراً حاسماً. وأضاف: «السبب وراء أهمية التجربة في هذا السباق هو أننا نفقد رئيس بلدية خدم لفترة طويلة، كما أن مجلس مدينتنا سيكون لديه على الأقل ثلاثة وجوه جديدة في الفترة المقبلة، فضلاً عن أنه ضم عضوين جديدين قبل أربع سنوات فقط»، مستخلصاً أن «وجود سجل للخدمة والقيادة الثابتة سيكون مهماً بالنسبة للناخبين».
وفي سياق آخر، أعرب وورنتشاك الذي يتمتع بعلاقات وطيدة مع الجالية العربية في ديربورن عن اعتقاده بأن مجتمع المدينة «منقسم» بشكل عميق، لافتاً إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل «أن تكون لدينا ديربورن واحدة فعلاً، وليس قولاً». وقال: «لدينا تنوع كبير في المدينة، وقد أثرى ذلك مجتمعنا، لكنني أشعر بأننا لم نترابط بعد، هنالك اختلافات ثقافية وفواصل جغرافية تمنعنا من الاندماج الكامل».
واعتبر وورنتشاك أن «التعليم» هو مفتاح التلاقي الثقافي بين جميع مكونات المدينة، وقال: «كلما عرفنا أكثر، كلما فهمنا أكثر».
وأشار وورنتشاك إلى وجود الكثير من المباني الشاغرة في مدينة ديربورن، مشدداً على ضرورة إشغالها وضمها إلى سوق العمل لكي لا تكون مؤشراً على الركود الاقتصادي، وقال: «من المهم جداً إعادة توظيف تلك المباني، لاسيما وأنه يوجد لدينا الكثير منها».
وساق أمثلة على تلك المباني، منها «فندق حياة» سابقاً، و«فيليدج بلازا»، و«فارمر جاك/كروغر» سابقاً، وقال: «إن ملء هذه الأماكن وإعادة تشغليها أمر مهم ليس فقط للوظائف والقاعدة الضريبية، ولكن لكي لا تصبح رموزاً للركود، نريد مجتمع أعمال نابضاً بالحياة، كما أننا سنعمل بنشاط لجذب أعمال جديدة إلى مدينتنا».
ولفت وورنتشاك إلى أن دعم عائلته كان السبب الرئيس وراء ترشحه في انتخابات رئاسة بلدية ديربورن، وقال: «زوجتي فيفيان وأنا متزوجان منذ حوالي 39 عاماً، وابنتنا تعيش المدينة مع زوجها وحفيداتنا اللواتي يمثلن الجيل الرابع من عائلتي».
وأضاف: «عملت محرراً في «برس آند غايد»، وخدمت ممثلاً عن المدينة في مجلس نواب الولاية، كما انتخبتُ عضواً في مجلس مفوضي مقاطعة وين.. لقد قضيت معظم حياتي في مناصب القيادة والمسؤولية… ومع تقاعد رئيس البلدية، أدركت أنه لدي الخبرة والخلفية لأخدم مدينتي بشكل جيد، لاسيما وأنني أمتلك الرغبة والعزيمة لخدمة ديربورن».
كما أشار وورنتشاك إلى تشجيع ودعم الكثير من سكان المدينة لقراره في الترشح، معتبراً أن ذلك شكل أيضاً دافعاً حقيقياً لدخول السباق، وقال: «لقد كان من المهم للغاية أن يحثني الكثير من الناس على الترشح، من هؤلاء الذين خدمتهم لسنوات طويلة، لكن دعم وتشجيع زوجتي كان الأهم بالنسبة لي في اتخاذ هذا القرار».
وفي حال انتخابه رئيساً للبلدية، تعهد وورنتشاك بإجراء «مراجعة شاملة من أعلى إلى أسفل لجميع عمليات البلدية، للتأكد من أن ديربورن تعمل بكفاءة وفعالية مقارنة بالمدن الأخرى».
وقال: «أريد أن يمثل الموظفون سكاننا، لذلك سننظر في أساليب التوظيف واستبقاء العاملين لدينا»، لافتاً إلى أنه سيعمل على الاحتفاظ بالمواهب الشابة و«تنميتها في مناصب قيادية ضمن حكومة المدينة».
وأكد وورنتشاك أيضاً أنه سيحافظ على التواصل مع السكان في جميع الظروف، وقال: «أريد أن يشعر الناس بأنهم أكثر ارتباطاً بحكومة مدينتهم، وأن يعرفوا أن مخاوفهم لا يجري الاستماع إليها فقط، وإنما تتم الاستجابة لها أيضاً». وختم قائلاً: «أريد المزيد من التعاون والتواصل مع المجتمع، حتى يعرف السكان أسباب وكيفية اتخاذ القرارات، وأن يكون لهم صوت في تلك القرارات».
يشار إلى أن وورنتشاك انتقل مع عائلته للعيش في ديربورن خلال سني طفولته الأولى، حيث درس مرحلة الحضانة في «ابتدائية وايتمور–بولس»، ثم انتقل إلى مدرسة «أديسون» قبل أن يتخرج من «ثانوية أدسل فورد».
وخلال المرحلة الثانوية، بدأ وورنتشاك بالتقاط الصور لصحيفة «ديربورن غايد»، التي أصبحت فيما بعد «برس آند غايد»، وحافظ على عمله في الصحيفة خلال دراسته بـ«كلية هنري فورد»، و«جامعة ميشيغن»–ديربورن، التي تخرج منها بشهادة بكالوريوس في العلوم السياسية.
وبعد ذلك أصبح محرراً لدى صحيفة «برس أند غايد»، واستمر في ذلك المنصب لمدة 16 عاماً قبل أن يتحول إلى غمار السياسة.
Leave a Reply