ديربورن
يسعى المرشح العربي الأميركي كامل القادري إلى الفوز بعضوية مجلس ديربورن البلدي من خلال حملة انتخابية تحت عناوين تعزيز السلامة العامة ومكافحة القيادة المتهورة بالإضافة إلى تشجيع المشاريع التجارية الناشئة في المدينة.
ومن المقرر أن تشهد ديربورن –هذا العام– انتخاب كامل أعضاء مجلس البلدية المكون من سبعة مقاعد، حيث يخوض 18 مرشحاً، الجولة التمهيدية من السباق في الثالث من شهر آب (أغسطس) القادم، والتي ستسفر عن تأهل 14 مرشحاً إلى الجولة النهائية التي ستقام في الثاني من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وتضم قائمة المتنافسين على عضوية المجلس البلدي، أربعة أعضاء حاليين يسعون للاحتفاظ بمقاعدهم لفترة إضافية من أربع سنوات، بالإضافة إلى 14 مرشحاً من خارج المجلس، معظمهم من أصول عربية.
القادري، الذي وُلد ونشأ في ديربورن، أشار إلى أن والده هاجر من لبنان إلى ميشيغن قبل 40 عاماً، وقال: «عندما قدم والدي إلى هذه المدينة الجميلة، تعرّف على والدتي التي ولدت وترعرعت في حي الساوث أند.. لقد رحبت ديربورن بأبي بقلب مفتوح، وكان محظوظاً بما يكفي ليس فقط لتنشئة أسرته، وإنما أيضاً لمساعدة الآخرين، كما كان قادراً على بدء مسيرة مهنية طويلة في شركة «فورد»، التي تقاعد منها بعد 30 عاماً من العمل».
وأضاف القادري: «مثل أبي، تمكنت من تكوين عائلة مع زوجتي مريم التي تعمل منذ فترة طويلة في مدارس ديربورن العامة، والآن، لدينا ثلاثة أبناء، ونأمل أن يُنشئوا –بدورهم– عائلاتهم في هذه المدينة».
وكونه رب عائلة، فقد أكد القادري بأن السلامة العامة ستكون ضمن قائمة أولوياته في حال تم انتخابه لعضوية المجلس البلدي، وقال: «السلامة العامة مسألة مهمة للغاية»، لافتاً إلى أن السرعة والقيادة المتهورة هما مشكلتان كبيرتان في جميع أنحاء مدينة ديربورن.
وفي حديث مع «صدى الوطن»، أضاف القادري: «نحن بحاجة إلى العمل مع دائرة الشرطة ليس من أجل فرض القانون فقط، وإنما لتثقيف شبابنا حول مخاطر القيادة المتهورة، وكذلك القيادة تحت تأثير المخدرات والكحول».
وفي سياق آخر، أوضح القادري أن الترحيب بالمقيمين الجدد وتشجيع الأعمال التجارية المبتكرة سيكون ضمن اهتماماته الرئيسية كعضو في المجلس، وقال: «في شهر رمضان، يفتتح الكثير من الشباب أكشاك الطعام.. التي هي بالفعل فكرة جديدة ومبتكرة»، متسائلاً عن أسباب إغلاقها بعد انقضاء الشهر الفضيل.
وأضاف القادري: «إنه لأمر رائع أن ندعم رواد الأعمال الشباب هؤلاء، نحن بحاجة إلى خلق برامج لدعم المستثمرين وتشجيع الشباب وتطوير أعمالهم وعلاماتهم التجارية المبتكرة».
واستفاض القادري بالقول: «الكثير من المدن الأخرى تفعل هذا الأمر، مما يسفر عن توليد أعمال تجارية ناجحة جداً، أما نحن فنواصل النزيف السكاني لمصلحة المدن المجاورة، ولكن إذا قمنا بتحسين خدماتنا ورفع كفاءتنا وواصلنا الحفاظ على السلامة العامة في ديربورن، فسوف نحتفظ بهؤلاء السكان، كما أننا سنجذب مقيمين جدداً».
وتجدر الإشارة إلى أن «صدى الوطن» أجرت اللقاء مع القادري حول برنامجه الانتخابي قبل فيضانات الأمطار الأخيرة في ديربورن.
وفيما يتعلق بمشكلة التلوث البيئي وتأثيرها على جودة الحياة في مدينة ديربورن، لفت القادري إلى أن «التلوث لا يقتصر على الهواء فقط، وإنما يتعداه إلى المياه والضوضاء»، وقال: «يجب معالجة هذه المشاكل في أسرع وقت، كما يجب محاسبة الشركات التي تسبب تلوث الهواء والمياه وتزيد من مستوى الضوضاء في المدينة».
وأكد القادري على ضرورة رفع مستوى الخدمات العامة في ديربورن، عبرالاستفادة من برامج المنح والاعتماد على التكنولوجيا العصرية. وقال: «مدينتنا هي مدينة هنري فورد.. وشركة «فورد» اليوم تستثمر بكثافة في مجال التكنولوجيا، ويجب أن تعكس ديربورن هذه الحقيقة».
وأردف قائلاً: «لقد كشفت «فورد» مؤخراً عن النسخة الكهربائية من شاحنة أف–150، ولذلك دعونا ننشئ محطات لشحن السيارات في مناطق الأعمال والمنتزهات في مدينتنا».
القادري الذي تخرج من ثانوية «فوردسون»، أكد أنه ملتزم تجاه جميع الشرائح المجتمعية في ديربورن، منوهاً إلى أنه ساهم –طوال حياته– في مساعدة الشباب وكبار السن بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والاجتماعية.
وقال القادري: «لدي شهادة في التكييف والتبريد من كلية هنري فورد، ولدي شهادة بكالوريوس في الأعمال، وشهادة ماجستير في القيادة، وأعمل –حالياً– كمدير لخدمات الطعام في مجمع «هنري فورد فيليدج» السكني للمسنين، مضيفاً: «لقد عملت هناك على مدار 22 عاماً بخدمة كبار السن في مجتمعنا، وقد بدأت العمل منذ كنت في الرابعة عشر من عمري، كطالب جديد في المرحلة الثانوية، وأشرف حالياً على أربعة مطابخ تضم أكثر من 200 موظف».
وخلال وباء كورونا، أكد القادري أنه عمل مع فريقه –بلا كلل– لتأمين حوالي ألف لقاح ضد الفيروس التاجي، وأنهم أنشأوا عيادتين كبيرتين لتطعيم السكان، بحسب الأولوية، ووفقاً لخطة الولاية.
إضافة لذلك، أوضح القادري أنه لا يتوانى عن مساعدة الشباب في ديربورن، وقال: «على مدى السنوات الثماني الماضية، قمت أيضاً بتدريب اليافعين على لعبة البيسبول، وعلى التحلي بالقيم التي يجب أن يتمتعوا بها، مثل الاحترام والنزاهة والإخلاص والتفاني والعمل الجماعي».
وختم القادري بالقول: «تلك القيم.. هي نفسها التي عشت كامل حياتي متمسكاً بها، وهي نفس القيم التي سأحرص عليها خلال قيادتي وعملي في المجلس البلدي».
Leave a Reply