حسن عباس – «صدى الوطن»
استجابة للتساؤلات المتزايدة حول غيابه المتكرر عن المشهد العام في ديربورن، لاسيما بعد فيضانات الأمطار الأخيرة، أقرّ رئيس البلدية، جاك أورايلي، في بيان صحفي أصدره الأسبوع الماضي، بأنه يعاني من مشاكل صحية تعيقه عن ممارسة نشاطه السياسي المعهود، رغم تأكيده على أنه يواصل تأدية جميع مهامه الرسمية المنصوص عليها في ميثاق المدينة.
وأشار بيان أورايلي إلى أن المشاكل الصحية أثّرت في قدرته على «حضور المشاركات العمومية، وإبداء التعليقات العامة».
ولم يوضح البيان طبيعة المشاكل الصحية التي يعاني منها رئيس البلدية الذي طلب من السكان «احترام خصوصيته الشخصية»، في هذا الشأن.
وجاءت تعليقات أورايلي في أعقاب نشر القناة المحلية السابعة التابعة لشبكة «أي بي سي»، تقريراً يتساءل عن أسباب غياب أورايلي خلال الفيضانات الكارثية التي ضربت ديربورن أواخر حزيران (يونيو) المنصرم، في الوقت الذي انبرى فيه العديد من المسؤولين المحليين للتخفيف من أضرار الفيضانات التي تسببت بخسائر فادحة لأكثر من 12 ألف منزل، والتي تركت أحياء بأكملها دون كهرباء لعدة أيام.
وفاقمت الفيضانات الأخيرة نقمة وغضب العديد من السكان الذين اتهموا الحكومة المحلية بالتقصير في مسؤولياتها الخدماتية، كما سلطت الضوء على التفاوتات المتزايدة بين أحياء غرب ديربورن، والأحياء الشرقية ذات الكثافة العربية الأميركية.
وفي ظل غياب أورايلي، قام أعضاء المجلس البلدي ومسؤولو الخدمات البلدية في ديربورن، وكذلك مسؤولون في مقاطعة وين وولاية ميشيغن، بجولات ميدانية لتفقد أضرار الفيضانات، ودفع الجهود لإعلان حالة الطوارئ الفدرالية، لتأمين إغاثة حكومية للأسر المتضررة.
وفي هذا الإطار، عقدت رئيسة مجلس ديربورن البلدي، والمرشحة لمنصب رئاسة البلدية، سوزان دباجة، اجتماعاً طارئاً، في أعقاب الفيضانات الكارثية، لإيضاح الأسباب التقنية التي أدت إلى غرق آلاف المنازل، إضافة إلى غرق العديد من الشوارع الرئيسية في المدينة.
كما انخرط المرشح الآخر لمنصب رئيس البلدية، عضو مجلس نواب ميشيغن، عبدالله حمود، ضمن جهود التنظيف صبيحة اليوم التالي للفيضانات، وشارك في تنظيم فرق ميدانية لخدمة السكان المعرضين للخطر.
وفي ديربورن هايتس، أطلع رئيس البلدية بيل بزي، السكان على استجابة إدارته للفيضانات عبر القنوات الإعلامية في بلدية المدينة، كما قام بجولة تفقدية للأحياء الغارقة بالمياه، فضلاً عن عقده عدداً من الاجتماعات مع مسؤولي مقاطعة وين ومسؤولي ولاية ميشيغن، لتعزيز سبل مساعدة السكان.
ومع أن أورايلي تغيّب عن العديد من الأنشطة العمومية خلال الكارثة، إلا أنه حضر –الخميس قبل الماضي– اجتماعاً مع ممثلي «وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية» (فيما) الذين زاروا ديربورن لتقييم الأضرار الناجمة عن الفيضانات، تمهيداً للمطالبة بإعلان فدرالي عن الكارثة.
رئيس البلدية.. غائب
وكان سكان ديربورن قد لاحظوا الغياب المتكرر لرئيس البلدية عن فعاليات المدينة وأنشطتها واستحقاقاتها البارزة، ابتداء من أزمة كورونا ومروراً بإحجام أورايلي عن التحدث خلال حفل استقبال الرئيس جو بايدن خلال زيارته الأخيرة لمدينة ديربورن، رغم دعوته لإلقاء كلمة.
وأوضح ناشر «صدى الوطن»، الزميل أسامة السبلاني، بأن أورايلي كان بعيداً عن الأنظار خلال وباء كورونا، وقال: «لقد كان غائباً عن المشهد بعدما تحول فيروس كورونا إلى وباء قاتل، وقد علم السكان بأن رئيس البلدية أصيب بالفيروس، ولكنهم عرفوا ذلك وهو في مرحلة التماثل للشفاء».
وأضاف السبلاني: «لقد مات 56 شخصاً في ديربورن متأثرين بالفيروس المستجد، ولكن لم يعرف –حينها– أحد أين هو رئيس البلدية»، لافتاً إلى أن شخصاً آخر ربما كان يتولى إدارة بلدية ديربورن في تلك الفترة.
وتابع السبلاني بالقول: «لقد جاء الرئيس إلى هنا، ولكن رئيس البلدية لم يتفوه بكلمة حتى»، في إشارة إلى زيارة الرئيس جو بايدن إلى مقر شركة «فورد» عشية حفل إطلاق النسخة الكهربائية من شاحنة «أف–150».
وكان بايدن قد سأل أورايلي إن كان راغباً في التحدث خلال الحفل، إلا أن الأخير أومأ بعدم رغبته بذلك.
وفشلت «القناة السابعة» عدة مرات بالوصول إلى أورايلي للحصول منه على تعليق، لافتة إلى أنه تغيب عن الاجتماع الطارئ لمجلس ديربورن البلدي، في أعقاب الفيضانات الأخيرة، قبل أن يحضر جلسة الثلاثاء الماضي دون أن يدلي بأية مداخلة.
وخلال اجتماع المجلس البلدي، الأخير، أشار مايك هاشم –وهو من سكان ديربورن– إلى أن أورايلي يعاني من مشاكل في الذاكرة، وأنه عاجز عن اتخاذ قرارات حاسمة بسبب تراجع صحته العقلية.
ولفت هاشم إلى أن رئيس البلدية واجه مصاعب في تذّكر محطات رئيسية في مسيرته التعليمية والمهنية، كما عجز عن تذكر عدد أبنائه، وذلك خلال إدلائه بشهادة في دعوى قضائية بين بلدية ديربورن وصالة «غرينفيلد مانور» عام 2019.
وقال أورايلي خلال الشهادة آنفة الذكر، إنه حصل على شهادة القانون عام 1920، وإنه تخرج من المدرسة الثانوية عام 1926، بحسب وثائق القضية.
من جانبها، قالت عضو مجلس ديربورن البلدي ليزلي هيريك –والتي تسعى إلى إعادة انتخابها هذا العام– إن المجلس البلدي لم يتم إخطاره بأي تغيير في الحالة الصحية لرئيس البلدية.
وكان المرشح لمنصب رئيس بلدية ديربورن، الرئيس السابق لمجلس ديربورن البلدي، توم تافيلسكي، قد شكك –في مقابلة سابقة مع «صدى الوطن»– بقدرة أورايلي على أداء واجباته كمسؤول وكمتحدث باسم مدينة ديربورن. وقال: «من الواضح أن أورايلي ليس بطاقته الكاملة، خلال السنوات الثلاث الماضية».
كما شكك تافيلسكي ببيان الدعم الذي أصدره أورايلي لدعم المرشحة لمنصب رئاسة البلدية، سوزان دباجة، وقال: «لقد كان هناك بيان حيث دعم أورايلي أحد المرشحين»، مضيفاً: «لقد شاهدت توقيع أورايلي ألف مرة، والتوقيع على ذلك البيان ليس توقيعه».
بيان أورايلي كاملاً
وفيما يلي تنشر «صدى الوطن» نص بيان أورايلي كاملاً:
تماشياً مع خدمتي –طيلة حياتي– لسكان ديربورن وأصحاب المصلحة، أريدكم أن تعلموا بأنني أتعامل مع مشكلة صحية تؤثر في قدرتي على حضور الاجتماعات العامة وإبداء التعليقات العامة بشكل متكرر، خلافاً لما كنت أفعل على مدار الـ31 عاماً الماضية في المناصب التي تسلمتها (كرئيس للبلدية ورئيس للمجلس البلدي).
مازلت أؤدي بشكل كامل المسؤوليات المترتبة عليّ بحسب ميثاق مدينة ديربورن. أنا أعمل في المكتب كل يوم، وأشارك في اجتماعات رفيعة المستوى تتعلق بعمليات إدارة البلدية.
إنني أشارك هذه الأخبار الآن، لأنني أريد أن يثق سكاننا بأن البلدية تبذل كل ما في وسعها لمساعدتهم على التعافي من آثار العواصف المدمرة في 25 و26 حزيران (يونيو)، حتى لو لم يروني في التقارير الإخبارية. لقد كان أسلوبي طوال الـ31 عاماً الماضية هو التركيز على العمل الذي أقوم به، دون البحث عن الأضواء.
لقد ركّزت على إتاحة موارد البلدية على نطاق واسع استجابة للفيضانات التاريخية، وأعلنت على الفور حالة الطوارئ المحلية في 26 يونيو لمنح البلدية سلطة الاستجابة السريعة، بكل الأساليب الممكنة.
لقد مكّنت موظفي البلدية من ذوي الخبرة الأكبر، لتنفيذ عمليات التنظيف بأكثر الطرق ذكاء وفعالية، وكانت نتيجة هذه الجهود ناجحة بشكل لا يصدق. فلقد تمت إزالة المواد التالفة والأكوام المتراكمة لأكثر من 12 ألف منزل، في غضون 10 أيام فقط.
إنني مستمر في الدفاع عن السكان من خلال الاجتماع مع مسؤولي الولاية والمسؤولين الفدراليين على أمل إعلان رئاسي للكارثة، والذي من شأنه أن يجلب أموال الإغاثة الفدرالية إلى أصحاب المنازل المتضررين مباشرة.
طوال مسيرتي المهنية، غالباً ما عيّنت مدراء أقسام أو غيرهم، كمتحدثين رسميين، وطلبت منهم استخدام خبراتهم لشرح القضايا للجمهور ووسائل الإعلام، وهذا (السلوك) سيكون هو الممارسة المعتادة للمضي قدماً.
أطلب منكم –رجاءً– احترام خصوصيتي فيما يتعلق بالمسائل الصحية الشخصية.
اعتقد بأنني خدمت المدينة بشكل جيد خلال 31 عاماً في منصبي كرئيس البلدية ورئيس المجلس البلدي، وإنني أتطلع إلى مواصلة خدمتي العامة طالما أنني قادر على القيام بذلك.
إنه لشرف لي، وامتياز لي، أن أواصل إرث عائلتي من الخدمة العامة لهذه المدينة، وأريد أن يعرف سكان ديربورن أنهم سيظلون دائماً أولوية في حياتي.
Leave a Reply