ديربورن
تعبيراً عن غضبهم من الفيضانات الأخيرة التي ضربت آلاف المنازل في ديربورن، ملأ حشد من السكان المستائين قاعة المجلس البلدي، مساء الثلاثاء الماضي، حيث صبّوا جام غضبهم على مسؤولي المدينة الذين اتهموهم بالإهمال وعدم الكفاءة، وحملوهم مسؤولية الإضرار بحياتهم وبمستقبل المدينة.
وخلال الاجتماع الذي امتد قرابة أربع ساعات، أمعن المتحدثون –خلال فترة التعليقات العمومية– بانتقاد أعضاء المجلس ورئيس البلدية لفشلهم في حماية منازلهم من العواصف المطرية التي تسببت بهطول 7.5 إنش من الأمطار، ما أسفر عن غرق آلاف المنازل في شرقي وجنوب ديربورن.
وتساءل السكان الحانقون عن أسباب تكرار الفيضانات طوال العقد الماضي، رغم إنفاق البلدية مئات ملايين الدولارات لحل مشاكل الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار دون جدوى.
وازدادت سخونة المداخلات والاتهامات إلى حد دفع رئيسة المجلس سوزان دباجة إلى التهديد –عدة مرات– بإنهاء الاجتماع، وقالت دباجة وهي تحاول الحفاظ على النظام، «إنني أفعل أقصى ما بطاقتي لكي لا أطلب من الشرطة إخراج المتحدثين»، مضيفة: «أنا هنا لأخدم وأقوم بعملي، وإذا كنت هنا لأُصلب، فليكن!».
وكانت دباجة قد أخّرت فقرة المداخلات العمومية حوالي ساعتين ونصف، لحين مناقشة 60 بنداً من جدول الأعمال، ما ساهم في رفع وتيرة الاستياء لدى السكان المتضررين من فيضانات حزيران (يونيو) الماضي، لدرجة دفعت أحد المتداخلين، من منطقة «الساوث أند»، إلى اتهام مسؤولي ديربورن بإقصاء اليمنيين عن اللجان والهيئات ومجالس الإدارة في الحكومة المحلية.
كما اتهم أحد المتحدثين، البلدية بمحاباة سكان الجانب الغربي من ديربورن، وزعم أن البلدية دفعت تعويضات مالية بشكل انتقائي للسكان المتضررين من فيضانات عام 2018، مطالباً المسؤولين المحليين –هذه المرة– بتعويضات «بنسبة 100 بالمئة» لسكان شرق ديربورن، و حي «الساوث أند» الذي يشكل اليمنيون الأغلبية الساحقة من سكانه.
وفي هذا السياق، أكد عضو المجلس مايك سرعيني أن البلدية قدمت بالفعل تعويضات لبعض المتضررين من فيضانات 2018 في غربي ديربورن، مؤكداً أن تلك الأضرار نجمت عن أخطاء تسببت بها بلدية ديربورن.
وأكد مسؤولون في البلدية بأن حل مشكلة الفيضانات بديربورن قد يكلف نصف مليار دولار، لكن بعض أعضاء المجلس اعترفوا بأنهم غير متأكدين من هذا الرقم. وأوضحت دباجة بأن المجلس قد يعقد اجتماعاً في غضون أسبوعين للحديث عن الحلول المحتملة.
وقال سرعيني: «لقد دفّعنا السكان بالفعل مئات الملايين» من الدولارات في محاولات سابقة لوقف الفيضانات، مضيفاً: «نحن بحاجة إلى القيام بذلك بشكل صحيح».
وفي نفس السياق، انتقد الناشط مايك هاشم غياب رئيس البلدية المتكرر عن فعاليات المدينة واستحقاقاتها، منوهاً بأن رئيس البلدية يفتقد للقدرة الذهنية على قيادة بلدية ديربورن.
تظاهرة غاضبة
وكانت تظاهرة غاضبة قد سبقت انعقاد اجتماع المجلس البلدي، رفع خلالها عشرات المحتجين لافتات تطالب بإجراء تحقيق شامل حول الفيضانات الأخيرة، ومحاسبة المسؤولين البلديين، إضافة إلى تحميل البلدية مسؤولية غرق الشوارع وآلاف المنازل، وكذلك إلزامها بدفع تعويضات «بنسبة 100 بالمئة» للمتضررين.
وقال أحد المتظاهرين إن المجلس البلدي لا يقوم بواجباته، مؤكداً بأن السكان «يريدون إجابات واضحة»وليس مجرد تبريرات روتينية.
«صدى الوطن» تستوضح..
لاستيضاح أسباب الفيضانات الأخيرة في مدينة ديربورن رغم إتمام مشروع فصل المجاري عن شبكة تصريف مياه الأمطار، توجهت «صدى الوطن» بعدد من الأسئلة لـ«قسم الهندسة» في البلدية، لمعرفة ما حدث بالضبط في شرقي المدينة.
وأفاد «قسم الهندسة» بأنه تم –خلال السنوات الأربع الماضية– فصل 25 بالمئة من المجاري عن شبكة تصريف الأمطار، في المنطقة المحاذية لشارع بروسبيكت في شرق المدينة، فيما لايزال 75 بالمئة من تلك المنطقة مخدّمة بشبكة المجاري المشتركة.
وأشار قسم الهندسة إلى أن بلدية ديربورن وفّر أموالاً طائلة على دافعي الضرائب، لاستغلال مشروع فصل المجاري عن شبكة التصريف، من أجل تحديث شبكة مياه الشرب.
ونفت بلدية ديربورن ما تناقله بعض السكان، من أن قنوات الصرف في الجانب الغربي من ديربورن تزيد عن مثيلاتها في شرق المدينة، لافتة إلى سهولة تصريف مياه الأمطار في غربي ديربورن بسبب تضاريس المنطقة. وقالت إن تصميم المجاري في شرقي وغرب ديربورن تم في عشرينيات وثلاثينيات وأربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، وهي ذات حجوم تتناسب مع تضاريس كلتا المنطقتين.
وحول ما تناقله بعض السكان من وجود منافذ للفيضانات لم يتم فتحها حتى وقت متأخر من صباح السبت، 26 حزيران (يونيو) الماضي، مما ساهم في حدوث الفيضانات، نفى «قسم الهندسة» وجود تلك المنافذ، لافتاً إلى أن المياه تجري ضمن المجاري بواسطة قوة الانحدار وليس بفعل المضخات أو المنافذ، وذلك في جميع مناطق المدينة، سواء على الجانب الشرقي أو الغربي.
وفيما يتعلق بإيجاد حلول نهائية لمشكلة الفيضانات في مدينة ديربورن، أوضح «قسم الهندسة» بأنه لا يمكن إيجاد حل نهائي لديربورن وحدها، بدون إيجاد حل للمنطقة بأكملها، ولجميع المجتمعات في منطقة البحيرات العظمى، وذلك بسبب الارتفاعات التاريخية لمستويات المياه في البحيرات العظمى، إضافة إلى تغير المناخ الذي يؤثر على مناسيب هطول الأمطار لاسيما في حوض نهر الروج عموماً.
Leave a Reply