ديترويت
في أول مؤتمر صحفي شخصي له منذ بداية وباء كورونا، أقر رئيس بلدية ديترويت مايك داغن بأن المدينة مرت بـ«أوقات عصيبة» خلال الجائحة الصحية، لكنه أبدى تفاؤله بصمود ديترويت وعودتها إلى مسار التعافي سريعاً مع تخفيف القيود المفروضة لمكافحة انتشار الفيروس التاجي.
وقال داغن أمام الصحفيين إن المدينة ستعود إلى النهوض مجدداً مع السيطرة على وباء «كوفيد–19» وانخفاض حالات الاستشفاء، موضحاً أن الحركة العمرانية والتجارية وعودة الموظفين إلى أعمالهم ستعيد ديترويت إلى المسار الصحيح.
وأضاف أنه في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) 2020، تعطلت الحركة التجارية في المدينة بشكل شبه كلي وقد استمر ذلك لعدة أشهر، «لكننا حصلنا على منح، وعملنا مع أصحاب المصالح، ووفرنا معدات الحماية الشخصية للشركات وكنا أول من قام بتطعيم العمال في المطاعم ومحلات البقالة».
وأجاب رئيس بلدية ديترويت الذي يسعى لإعادة انتخابه لولاية ثالثة من أربع سنوات، على أسئلة الصحفيين خلال «مؤتمر سياسة ديترويت لعام 2021» الذي عقدته «غرفة التجارة الإقليمية»، الثلاثاء الماضي، في مسرح «أريثا فرانكلين» بوسط المدينة.
وبرر داغن تفاؤله حيال التعافي من جائحة كورونا، بالانخفاض الكبير في حالات الاستشفاء من «كوفيد–19»، لافتاً إلى أن أقل من 30 شخصاً يقبعون حالياً في مستشفيات ديترويت لتلقي العلاج من الفيروس التاجي، مقارنة بأكثر من 200 شخص قبل بضعة أشهر.
لكن داغن حذر من أن خطر المتحور «دلتا»، «حقيقي»، لاسيما أن أكثر من 60 بالمئة من سكان ديترويت البالغين لا يزالون غير محصنين.
أولويات داغن
وحول السباق الانتخابي الذي يخوضه هذا العام، قال داغن إنه إذا فاز بفترة إضافية، فسوف يعطي الأولوية للحد من الجريمة وتعزيز الاستثمارات في المدارس العامة بالمدينة بهدف جذب العائلات مجدداً للعيش في ديترويت.
وفي السياق اقترح رئيس البلدية بتوجيه مليون دولار من أموال التحفيز الفدرالية التي حصلت عليها المدينة، والبالغة 826 مليون دولار، لدعم مدارس ديترويت العامة، مكرراً دعوته إلى توفير صفوف حضانة عالية الجودة لجميع أطفال ديترويت.
وقال: «بالتأكيد، علينا العمل على تحسين المدارس» لافتاً إلى أن العائلات التي لديها أطفال جدد لازالت تمتنع عن الانتقال للعيش في ديترويت، على عكس الأسر التي ليس لديها أطفال، وذلك بسبب تدني مستوى المدارس المحلية.
لكن داغن أشاد بقيادة المشرف العام على مدارس ديترويت، د. نيكولاي فيتي، قائلاً: «أنا متفائل بشأن مدارس ديترويت العامة أكثر مما كنت عليه منذ وقت طويل».
كما أعرب داغن عن ثقته في قائد شرطة المدينة المؤقت، جيمس وايت، الذي تولى المنصب بعد تنحي سلفه جيمس كريغ الذي قرر خوض انتخابات حاكمية ولاية ميشيغن العام المقبل، وذلك بعد أن قضى ثماني سنوات على رأس جهاز الشرطة، تمكن خلالها من تحقيق تقدم ملموس في مكافحة معدلات الجريمة وتطهير الدائرة من عشرات العناصر الفاسدين.
وقال داغن إن دائرة الشرطة تعمل حالياً على معالجة 2,500 قضية إطلاق نار متراكمة لتحديد المشتبه بهم ومقاضاتهم، إلى جانب الجهود التي تبذل لمكافحة هذا النوع من الجرائم عبر الاستثمار في نظام Shotspotter، وهي تقنية استشعار صوتي ترصد حوادث إطلاق النار. وقد تم تركيب هذا النظام في أحياء محدودة في المدينة ويجري العمل على توسيع نطاقه عبر الاستفادة من أموال التحفيز الفدرالية التي حصلت عليها المدينة من حزمة الإنعاش التي أقرها الكونغرس ووقعها الرئيس جو بايدن في مارس الماضي.
وأفاد داغن بأن قائد الشرطة السابق، كريغ، وضع أسساً متينة للبناء عليها عبر حرصه على تعزيز العلاقة بين الشرطة والمجتمع المحلي، مؤكداً أن خلفه، وايت، «خيار في الاتجاه الصحيح» لمواصلة هذا التقدم.
ومن المتوقع أن يعلن كريغ رسمياً –الأسبوع القادم– عن ترشحه لمنصب حاكم الولاية عن الحزب الجمهوري حيث سيتعين عليه خوض التصفيات الحزبية في صيف 2022، تمهيداً لمواجهة الحاكمة الديمقراطية، غريتشن ويتمر، في الانتخابات العامة المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام المقبل.
ورغم أن داغن ديمقراطي ومؤيد لويتمر، إلا أنه لم يتردد في الثناء على كريغ، وقال ممازحاً أحد الصحفيين لدى سؤاله عن الأمر «لقد تعاملت مع القائد كريغ بشكل جيد حتى أخبرني أنه جمهوري». واستدرك بالقول «من الواضح أن التواجد على غلاف مجلة جمعية البنادق الأميركية NRA كان يجب أن يكون دليلاً».
وتميز. كريغ بدعمه لحق سكان ديترويت باقتناء الأسلحة للدفاع عن النفس، كما كان من أبرز المنتقدين لاحتجاجات «حياة السود مهمة» التي وصفها مراراً بأنها لا تعكس الهواجس والقضايا الحقيقية التي تواجه مجتمع الأفارقة الأميركيين في ديترويت.
بدوره، سيخوض داغن الانتخابات التمهيدية للاحتفاظ بمنصبه على رأس بلدية ديترويت في 3 آب (أغسطس) المقبل، حيث يتنافس مع تسعة مرشحين آخرين للتأهل إلى الانتخابات العامة التي ستقام بين أفضل مرشحَين اثنين في نوفمبر القادم، علماً بأن أبرز المنافسين لداغن هو نائب رئيس بلدية ديترويت السابق، أنتوني آدامز.
Leave a Reply