بعد أكثر من ثلاثة عقود خلف القضبان .. عاد لينتقم!
ديترويت
تقدم ريك ويرشي، المعروف بلقب «الصبي الأبيض ريك»، يوم الثلاثاء الماضي بدعوى قضائية ضد ضباط سابقين في مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) وشرطة ديترويت ومدع عام فدرالي سابق، متهماً إياهم باستغلاله والإساءة إليه عندما كان قاصراً عبر استخدامه كمخبر لاختراق عصابات المخدرات في ديترويت خلال ثمانينيات القرن الماضي.
وأطل ويرشي على وسائل الإعلام في مؤتمر صحفي مشترك مع محامييه، قائلاً إنه يريد محاسبة المسؤولين في الماضي وليس المسؤولين الحاليين، مشيراً إلى أنه اتخذ هذه الخطوة لتحقيق العدالة بعد أن قضى معظم حياته خلف القضبان.
ومن بين المتهمين في القضية المدعي العام الفدرالي السابق في ديترويت لين هولاند، الذي يشغل حالياً منصب المدير التنفيذي والمستشار العام للجنة النزاهة القضائية في ميشيغن، بالإضافة إلى بلدية ديترويت التي ورد اسمها في قائمة المتهمين في الدعوى التي تطالب بتعويض ويرشي بمبلغ 100 مليون دولار.
وقال ويرشي وهو محاط بوالدته دارلين وأفراد آخرين من عائلته: «أريد إغلاق هذا الفصل من حياتي»، موضحاً أنه كان يريد رفع الدعوى منذ سنوات عديدة، لكن محاميَيه السابقين «كانا يخشيان أن ذلك ذلك سيؤدي إلى حبسه المؤبد»، وفق تعبيره.
ولفت ويرشي إلى أن قضى أكثر من ثلاثة عقود خلف القضبان «لأنه فضح الفساد في مدينة ديترويت» مؤكداً افتخاره بمساعدة المدينة على «التخلص من الفساد في جهاز الشرطة».
وفي الدعوى المكونة من 10 صفحات، يروي ويرشي بصراحة الوقت الذي قضاه كمخبر مراهق التقى بانتظام مع عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي وضباط شرطة ديترويت لتقديم معلومات عن عصابات المخدرات النافذة في ديترويت.
ويقول ويرشي في الدعوى: «لو لم أكن مخبراً لفريق العمل الحكومي، لما كنت لأتورط مع عصابات المخدرات أو الإجرام من أي نوع»، لافتاً إلى أنه لم يبتكر لنفسه لقب «الصبي الأبيض ريك» White Boy Rick بل كانت وسائل الإعلام هي التي منحته هذا اللقب.
وتزعم الدعوى أيضاً أنه خلال الوقت الذي قضاه ويرشي كمخبر لدى شرطة ديترويت و«أف بي آي»، تعرض لمحاولة قتل في تشرين الثاني (نوفمبر) 1984، «حيث تم إطلاق النار عليه من مسافة قريبة بواسطة مسدس، مما أدى إلى قطع نصف أمعائه الغليظة لكنه ظل على قيد الحياة فقط بفضل الله».
وتم إطلاق سراح ويرشي من سجنه في 20 تموز (يوليو) 2020، بعد أكثر من ثلاثة عقود قضاها خلف القضبان بموجب حكم بالسجن مدى الحياة، أصدرته محكمة مقاطعة وين عام 1988 عقب إدانته بتجارة المخدرات وهو في سن السابعة عشر من عمره.
وقال محامي ويرشي الجديد، نبيه عياد، إن مكتب التحقيقات الفدرالي وشرطة ديترويت عرّضوا موكله، البالغ من العمر الآن 52 عاماً، للخطر عندما جعلوه مخبراً وهو في سن الرابعة عشر من عمره.
وأضاف أن هذين الجهازين استخدما ويرشي كطفل من سن 14 إلى 16 عاماً، ووضعاه بين أفراد العصابات والقتلة وتجار المخدرات ودفعا به إلى عالم تجارة المخدرات، ثم انقلبا عليه للتستر على طبيعة سلوكهما غير القانوني والمحرج، وفقاً للمحامي عيّاد.
وأردف عياد أنه «نتيجة لذلك، أصبح ويرشي المراهق الأطول سجناً في تاريخ ولاية ميشيغن: بعد أن قضى 32 عاماً و7 أشهر خلف القضبان».
وانتقد المحامي اللبناني الأصل، سلوك الجهازين المشين بمواصلة استخدام ويرشي كمخبر لاختراق عصابات المخدرات النافذة في ديترويت خلال الثمانينيات بالرغم من محاولة اغتياله وهو في سن الخامسة عشرة.
وأشار عياد إلى أن قصة ويرشي رويت في وسائل الإعلام وفي أفلام وثائقية متعددة وفيلم من أفلام هوليوود حتى الآن، وعلى الرغم من الاحتجاج العام على استغلاله من قبل الحكومة، إلا أنه لم ينل العدالة التي يستحقها بعد» مؤكداً أن موكله تعرض للاستغلال والإساءة عندما كان قاصراً من قبل أولئك الذين أقسموا على حماية وخدمة هذا البلد».
وويرشي هو أب لثلاثة أبناء وجدّ لستة أحفاد، وقد توفي والده –ويرشي الأب– بينما كان يقبع في السجن.
Leave a Reply