حسن عباس – «صدى الوطن»
رغم تزايد وتيرة الإصابات بالسلالات المتحورة من فيروس كورونا، إلا أن السلطات الصحية بولاية ميشيغن امتنعت عن فرض أي قيود حكومية لمكافحة انتشار الوباء في المدارس، عشية انطلاق العام الدراسي الجديد، تاركةً للإدارات المحلية سلطة اتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة لضمان السلامة العامة، لطلابها وموظفيها، بما في ذلك شرط ارتداء الكمامات.
وحتى نهاية الأسبوع الماضي، بلغ متوسط الإصابات بالفيروس المستجد في ميشيغن أكثر من 900 حالة يومياً، وشهدت الولاية 356 إصابة جديدة بمتغير «دلتا»، بينها 31 حالة في مقاطعة وين، الأكثر كثافة سكانياً.
ووسط ارتفاع أرقام كورونا، امتنعت وزارة الصحة في ميشيغن عن إصدار أي أمر حكومي بفرض إجراءات وقائية على المدارس، مكتفية بتوصية إدارات المناطق التعليمية بالالتزام بإرشادات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي).
ويوم الثلاثاء الماضي، قرّر المجلس التربوي لولاية ميشيغن، بأغلبية 5–2، تفويض المناطق التعليمية باتخاذ ما أسماها «قرارات مستنيرة علمياً» للحفاظ على السلامة العامة، تاركاً للمجالس التربوية المحلية الخيار في اعتماد الإجراءات المناسبة في ما يتعلق بإلزامية ارتداء الكمامات داخل المباني، بغض النظر عما إذا كان الطلاب والموظفون والزوار، ملقحين أم لا.
المشرف العام على المدارس العامة في ولاية ميشيغن، الدكتور مايكل رايس، أشار إلى أن المجلس يشجع على استكمال عمليات التطعيم، وارتداء الكمامات طوال الخريف المقبل، منوهاً بأن ارتداء الأقنعة سيكون إجبارياً للجميع على متن الحافلات المدرسية.
وأكد رايس أن المجلس صوّت لدعم حق المناطق التعليمية في تحديد سياسات الكمامات «داخل المباني المدرسية أو خلال الفعاليات والأنشطة الأكاديمية والرياضية».
وجاء قرار المجلس التربوي بعدما صادقت إدارة الحاكمة غريتشن ويتمر –الأسبوع الماضي– على توصيات وزارة الصحة بميشيغن، التي تنصح بارتداء الأقنعة داخل المدارس، من مرحلة رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية.
ومع امتناع إدارة ويتمر عن تحديد إجراءات شاملة لمكافحة الوباء في المدارس، سارع العديد من المناطق التعليمية إلى إعداد خططها الخاصة للعام الدراسي الجديد الذي سيبدأ في أواخر آب (أغسطس) الجاري.
وتجدر الإشارة إلى أن ويتمر أوضحت في 27 تموز (يوليو) الماضي، بأنها لا تخطط لإصدار أي أوامر حكومية جديدة لمكافحة الوباء.
من جانبها، قالت المسؤولة الإعلامية في وزارة الصحة بميشيغن، تشيلسي ووث: «في الوقت الحالي، لا توجد لدينا أية خطط لإصدار أوامر صحية عامة»، مضيفة في حديث مع «صدى الوطن»: «لقد قدمنا إرشادات للمدارس بغية مساعدتهم في الحفاظ على سلامة الموظفين والطلاب أثناء التعليم الحضوري، كما أننا قدمنا توصيات لسكان الولاية حول الظروف التي توجب عليهم ارتداء الكمامات لحماية أنفسهم والآخرين».
وتابعت ووث بالقول: «إننا نواصل مراقبة إرشادات «سي دي سي»، وسوف نقوم بتحديث توصياتنا حسب الضرورة».
ولفتت ووث إلى أن مسؤولي الولاية مازالوا قلقين بشأن مواصلة تفشي «كوفيد–19»، وقالت إن المسؤولين يعرفون أن أفضل طريقة للخروج من الوباء هي من خلال ارتداء الأقنعة وإجراء الاختبارات، والأهم.. أخذ لقاح كورونا الآمن والفعال.
وقال الدكتور عدنان منقارة، كبير المسؤولين الإكلينيكيين في مجموعة هنري فورد الصحية، إن عدد الإصابات بالفيروس المستجد قد قفز ما بين 100 وحتى 800 بالمئة خلال الأسبوعين الماضيين، وأن حالات الاستشفاء على مستوى الولاية ارتفعت بنحو 35 بالمئة.
وأضاف منقارة «إن المسؤولين الطبيين مرهقون ومحبطون حقاً، فهم محبطون لأن الناس يرفضون أخذ اللقاح، وبعد ذلك يرون المرضى يدخلون المستشفيات، حيث يموت بعضهم متأثراً بالفيروس».
وزيرة الصحة بميشيعن، إليزابيث هيرتل، أكدت أنه على الرغم من الحالات المتزايدة والإحباطات الكثيرة، فإنه لا توجد خطط لفرض قيود على التجمعات في الوقت الحالي. وقالت هيرتل: «لا توجد أوامر بفرض الأقنعة في هذا الوقت، ونحن نعلم الآن أن أفضل وسيلة لمحاربة كورنا هي أخذ اللقاح، الآمن والفعال».
خطط متباينة
على ضوء المستجدات الأخيرة، تباينت خطط المناطق التعليمية في ولاية ميشيغن في التعامل مع وباء كورونا، حيث عمد بعضها إلى فرض الأقنعة في الحرم المدرسي وفي الحافلات المدرسية، على جميع العاملين والطلاب، سواء كانوا مطعمين أم لا، كما هو الحال في مدارس ديترويت وهامترامك العامة.
وأما بعض المناطق التعليمية الأخرى فقد ترك الخيار بارتداء الكمامات للموظفين وأولياء الطلاب، كما هو الحال في مدارس يوتيكا، بليموث–كانتون، غروس بوينت، وغراند رابيدز، و«المنطقة 7» في ديربورن هايتس.
في الأثناء، لم ينته المسؤولون في بعض المناطق التعليمية من وضع الخطط الخاصة بالعام الدراسي الجديد، كما هو الحال في مدارس ديربورن العامة ومدارس كريستوود العامة في ديربورن هايتس.
ديترويت وهامترامك
أقرت منطقة ديترويت التعليمية خطة لفتح جميع مدارسها التي تخدم نحو خمسين ألف طالب، مع اعتماد إجراءات وقائية مشددة تشمل إلزام الطلاب والموظفين والزوار بارتداء الأقنعة في جميع المباني، بغض النظر عما إذا كانوا ملقحين أم لا.
وأكدت المنطقة في بيان، على أنها ستواصل اختبار الموظفين بشكل أسبوعي، وفرض التباعد بما لا يقل عن ثلاثة أقدام، إضافة إلى تتبع الاتصال، وفحص الأعراض اليومية ودرجات الحرارة للطلاب والعاملين.
وعلى نفس الشاكلة، أكدت مدارس هامترامك أنها ستفرض ارتداء الأقنعة على الطلاب والموظفين داخل الفصول الدراسية، وعلى متن الحافلات المدرسية، حتى ولو كانوا ملقحين ضد فيروس كورونا.
وأشارت المنطقة في بيان إلى أنها ستتقيد بإرشادات «سي دي سي» التي توصي بارتداء الكمامات داخل المباني بغض النظر عن التطعيم»، لافتة إلى أنها ستوفر خياري التعليم الحضوري والتعليم الافتراضي على حد سواء.
وأوضحت منطقة هامترامك التعلمية أن مدارسها ستفتح أبوابها لخمسة أيام في الأسبوع، أمام التعليم الحضوري، وأنها ستسمح للطلاب بمواصلة التعليم الافتراضي كذلك، وقالت إن قواعد العام الدراسي الجديد قد تتبدل بناء على المتغيرات المستقبلية، وتوصيات مسؤولي الصحة في المقاطعة والولاية خلال الفترة القادمة.
ديربورن هايتس
وفي ديربورن هايتس، قررت إدارة «المنطقة 7» التي تتولى الإشراف على مدارس جنوب المدينة، إتاحة الخيار للموظفين وأولياء الأمور في ارتداء الأقنعة خلال اليوم الدراسي وإبان المناسبات المدرسية.
وكانت «المنطقة 7» واحدة من المناطق القليلة في ولاية ميشيغن، التي وفرت خيار التعليم الحضوري إلى جانب التعليم عبر الإنترنت خلال العام الدراسي الفائت، مع الإشارة إلى أنها فرضت –حينذاك– ارتداء الأقنعة داخل المباني المدرسية، على عكس خطتها للعام الدراسي الجديد، حيث سيكون الأمر اختيارياً.
وقالت المشرفة على «المنطقة 7» ماري آن سِر، «نحن ملتزمون بسلامة موظفينا وطلابنا، ولذلك سنواصل –على غرار العام الماضي– توظيف طاقم عمال إضافي لتعقيم وتطهير نقاط الاتصال طوال اليوم الدراسي، وسوف نقوم بتنظيف الفصول يومياً باستخدام المطهرات المبخوخة، وكذلك تعبئة معقمات الأيدي بانتظام وإتاحتها في كل الأرجاء، وتوصيل نوافير الشرب حتى يتمكن الموظفون والطلاب من الشرب بشكل صحيح وآمن».
وتابعت قائلة: «سنبذل قصارى جهودنا للالتزام ببروتوكولات التباعد الاجتماعي البالغة ثلاثة أقدام، من أجل احترام المساحات الشخصية للأفراد وضمان سلامتهم».
وفي الجانب الشمالي من مدينة ديربورن هايتس، أكد المشرف العام على مدارس «كريستوود» العامة، الدكتور يوسف مسلم، أن المنطقة التعليمية لم تعتمد خطة نهائية بشأن كيفية التعامل مع الوباء، «لأن الأوضاع عرضة للتغيير دائماً».
وقال مسلم: «لكن اعتباراً من الآن، فإن الخطة تقتضي أن يكون ارتداء الأقنعة اختيارياً»، مضيفاً: «سوف نعيد التقييم أسبوعياً، بناء على المستجدات».
وأشار مسلم إلى أن منطقة كريستوود أرسلت استبياناً إلى أولياء الطلاب لاستشكاف الفئات المهتمة بخيار التعليم الافتراضي، والذي سيبقى متاحاً طيلة العام الدراسي 2021–2022. وأكد مسلم أن الذين يفضلون خيار التعليم عبر الإنترنت، يتوجب عليهم الالتزام بهذا الخيار حتى نهاية العام الدراسي.
وأوضح مسلم أن منطقة كريستوود ستستمر في اتخاذ القرارات المستقبلية بناء على الأرقام والحقائق العلمية، وقال: «بينما نواصل تقييم الأوضاع بناء على الأرقام والحقائق، فسوف نتخذ القرارات بناء على المعلومات المتوافرة لدينا، نحن في وضع جيد من حيث التوظيف، وشاغلنا الوحيد هو معرفة ما إذا كان لدينا ما يكفي من الاستعداد للقيام بالتدريس الافتراضي».
ونظراً لأن منطقة كريستوود تعمل على استقطاب موظفين جدد لسد الفراغ الناشئ عن تقاعد بعض العاملين، قال مسلم إن هدف المنطقة –حالياً– هو الاستمرار في النمو، مضيفاً: «نحن نراقب الأوضاع باستمرار ونتواصل مع الإدارات الصحية.. يمكن للأشياء أن تتغير، لكننا نضع صحة الطلاب والموظفين في المقام الأول، تربوياً واجتماعياً ونفسياً، ونواصل المضي قدماً مع المجتمع».
ديربورن
وتواصلت «صدى الوطن» مع مسؤولين في منطقة ديربورن التعليمية لمعرفة خطتها للخريف القادم، وقد أفادت المصادر بأن الخطة ما تزال في طور الإعداد، مؤكدة أنه سيجري وضع اللمسات الأخيرة عليها في غضون الأسبوع القادم.
Leave a Reply