بريانا غازورسكي – «صدى الوطن»
ما تزال أصداء الاجتماع الأخير لمجلس مدينة ديربورن هايتس، في العاشر من آب (أغسطس) الجاري، تتردد في أوساط المجتمع المحلي، قبل شهرين ونصف من انتخابات رئاسة البلدية التي سيتواجه فيها رئيس البلدية الحالي، بيل بزي، مع رئيسة المجلس دينيز مالينوسكي–ماكسويل التي أثارت سخطاً واسعاً لدى الكثيرين بعد ادعائها بأنها تتعرض لحملة تخويف من بزي و«بعض حلفائه» بسبب منافستها له على قيادة المدينة.
وكانت ماكسويل قد أحضرت معها إلى الاجتماع الأخير خطيبها، المحامي جيمس فيت، بسبب قلقها المتزايد من «أصدقاء بزي»، فتحولت الجلسة إلى ساحة لتبادل الشتائم بينه وبين أحد السكان الحاضرين (حسن صعب)، مما استدعى تدخل الشرطة أكثر من مرة لإعادة الهدوء إلى الاجتماع العاصف الذي استمر قرابة أربع ساعات.
واتهمت ماكسويل، خلال الجلسة، بزي بإلغاء 33 ألف دولار من فواتير المياه المستحقة على كبار المتبرعين في حملته الانتخابية لرئاسة بلدية ديربورن هايتس، كما اتهمته، هو وأحد موظفي البلدية (حسن جمال)، بمعاداة النساء.
ويشار إلى أن بزي وماكسويل قد فازا في السباق التمهيدي لرئاسة بلدية ديربورن هايتس في الانتخابات التي أجريت يوم 3 آب (أغسطس) الجاري، ليتأهلا سوياً إلى الجولة النهائية التي ستقام في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
وفي تصريح سابق لـ«صدى الوطن»، أكدت ماكسويل أن بزي يتحين الفرص لمهاجمتها، وقالت: «لأنني أنافسه في الانتخابات وأحقق في فساد محتمل من جانبه، فقد قام رئيس البلدية باستغلال مكتب محامي البلدية ضدي، ودفع محامي البلدية لإيجاد فرصة لمهاجمتي».
وأشارت ماكسويل إلى أن خطيبها (المحامي جيمس فيت) حضر الاجتماعين الأخيرين للمجلس البلدي بناء على طلبها، لحمايتها ممن أسمتهم بـ«حلفاء رئيس البلدية»، الذين يواظبون باستمرار على مضايقتها.
وقالت: «عندما بدأ الاجتماع، لاحظت أن جميع حلفاء رئيس البلدية الذين يضايقونني بانتظام كانوا هناك، لقد كانوا وقحين كالمعتاد، وحضر خطيبي الاجتماع للمرة الثانية على التوالي بناء على طلبي لأنني كنت خائفة جسدياً من بعض أصدقاء رئيس البلدية الذين يحضرون الاجتماعات، بمن فيهم سام، الذي هدد في اجتماع عبر تطبيق «زووم» بأنه سيجعلني أبكي».
غير أن سام الحاج، وهو من سكان المدينة، أبدى لـ«صدى الوطن» استغرابه من ورود اسمه خلال الاجتماع الأخير للمجلس، مشككاً في الأسباب التي دفعت ماكسويل إلى ذكره، رغم عدم مشاركته في فقرة التعليقات العمومية.
وأوضح الحاج بأنه «لم ينبس ببنت شفة» خلال الاجتماع الأخير، لكن ماكسويل –حسب قوله– اختارت التعليق على إحدى مداخلاته في اجتماع افتراضي عُقد في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وأكد الحاج أنه في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي تم «انتهاك حريته وحقه في التعبير»، بكتم صوته خلال الاجتماعات الافتراضية، مشيراً إلى أنه رفع دعوى قضائية ضد المجلس قبل أن يسقط الدعوى لاحقاً بسبب تدخلات الأصدقاء.
وتابع قائلاً: «لقد قمت بإسقاط تلك الدعوى احتراماً للآخرين» لافتاً إلى أن تعليقه في ديسمبر الماضي كان بخصوص هذا الموضوع، عندما قال لرئيسة المجلس: «إذا أردتِ، بإمكاني أن أجعلك تبكين مرة أخرى»، في إشارة إلى أنه سيعاود رفع الدعوى القضائية إذا لم يتم احترام حقه في المشاركة ضمن فقرة المداخلات العمومية.
من جانب آخر، أكد دانا باريش، وهو من السكان المتقاعدين في المدينة، أنه قدّم شكوى إلى مكتب المدعي العام بولاية ميشيغن، دانا نسل، ضد مجلس ديربورن هايتس البلدي لتهاونه واستخفافه في مسألة السلامة العامة من خلال إلغاء الاجتماعات العامة عبر الإنترنت واستئنافها حضورياً دون مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة.
وأشار باريش إلى أن قرار المجلس البلدي حجب عملياً أصوات الأفراد غير القادرين على الحضور شخصياً بسبب الإعاقة أو نقص المناعة، لاسيما وأن الحضور لم يلتزموا البتة بارتداء الكمامات.
وكان مجلس ديربورن هايتس البلدي قد صوّت في جلسته الأخيرة، بأغلبية 4–2 على إيقاف الاجتماعات الافتراضية عبر تطبيق «زووم» والاكتفاء بالاجتماعات الحضورية، وذلك على الرغم من أن المدينة كانت تحتل المرتبة الثانية من حيث معدلات اختبارات كورونا الإيجابية في مقاطعة وين، بعد مدينة ديترويت.
وقال باريش: «السبب الذي دفعني إلى تقديم الشكوى هو أنني اتصلت برئيسة المجلس وأعضاء المجلس في عدة مناسبات عبر الرسائل النصية والرسائل البريدية والاتصالات الهاتفية.. لكنني لم أتلق أي رد»، مضيفاً: «لقد أعربت لهم عن مخاوفي بشأن السلامة العامة في حال العودة إلى الاجتماعات الحضورية».
وأوضح أن المسؤولين البلديين لم يأخذوا مخاوفه في الحسبان، وأنهم فضلوا العودة إلى الاجتماعات الحضورية متجاهلين السلامة العامة. مشيراً إلى أن «المجلس البلدي هو الهيئة الوحيدة التي استأنفت الاجتماعات الحضورية في المدينة بأكملها».
ولفت إلى أن رئيس البلدية بيل بزي قام بتمديد حالة الطوارئ حتى 31 أغسطس، متسائلاً «لماذا لا نستمر بعقد الاجتماعات عبر «زووم»، حتى ذلك الموعد، على الأقل؟».
وجادل باريش بأن تقديم الشكوى إلى مكتب الادعاء العام بولاية ميشيغن كان بقصد إسماع صوت سكان المدينة، وقال: «لدينا عدد من السكان في هذه المدينة من المعوقين ومن الذين يعانون من نقص المناعة، وهم غير قادرين على الحضور والمشاركة في اجتماعات الحكومة المحلية بسبب أحوالهم الصحية».
ووصف تطبيق «زووم» بأنه شكّل «إضافة هامة في حياة هؤلاء الأفراد». وقال: «قررت تقديم الشكوى لأن هؤلاء الأشخاص يشعرون بعدم الأمان داخل الأماكن المغلقة التي لا تطبق فيها بروتوكولات السلامة العامة كالتباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة.. ما يعني أن هؤلاء لا يُسمح لهم بالتعبير عن رأيهم في حكومتهم المحلية».
وأردف باريش بالقول: «بصفتي محارباً قديماً، وضابطاً متقاعداً من وكالة إنفاذ القانون، أعتقد بأن جميع السكان يستحقون أن يكون لهم صوت في حكومتهم، وليس فقط أولئك الذين يتمتعون بالقوة الكافية للمشاركة في الاجتماعات الحضورية»، مطالباً المجلس البلدي بإعادة النظر في قرار استئناف الاجتماعات الحضورية، خلال جلسته المقبلة.
في الأثناء، لم يتلق مجلس ديربورن هايتس البلدي أية إشارة من مكتب الادعاء العام بخصوص الشكوى الموجهة ضده، في هذا الشأن، كما أن المجلس البلدي لم يتطرق إلى الشكوى المرفوعة ضده.
Leave a Reply