ديترويت
مع استمرار عمليات الإجلاء من مطار كابول في أفغانستان، أعلنت حاكمة ميشيغن، غريتشن ويتمر، الأسبوع الماضي، عن ترحيبها بقدوم اللاجئين الأفغان للعيش والاستقرار في ولاية البحيرات العظمى، مؤكدة استعداد الإدارات الحكومية والوكالات المختصة للمساعدة في استقبال اللاجئين الجدد فور صدور تعليمات وزارة الخارجية الأميركية بهذا الشأن.
وقالت ويتمر «لدينا تاريخ غني من التعددية الثقافية – من الهولنديين الذين استقروا في الغرب، إلى الفنلنديين الذين عملوا في الشمال، إلى الشرق الأوسط الذين جعلوا ديربورن مركزاً مزدهراً للثقافة العربية، وآخرين لا حصر لهم يجعلوننا ما نحن عليه اليوم».
وأضافت «لقد جاء الناس من جميع أنحاء العالم إلى ميشيغن على مدى قرون من أجل وظائف ذات رواتب جيدة، وتعليم عالي الجودة لأطفالهم، والحق في العيش وحرية العبادة».
وفي سياق آخر، حرصت الحاكمة الديمقراطية على شكر ما يقرب من 70 ألفاً من سكان ميشيغن، قائلة إنهم «قدموا تضحيات لا توصف على مدى العقدين الماضيين»، في إشارة إلى حرب أفغانستان التي أعقبت اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001.
وفي معرض تأييدها لقرار الانسحاب، أبدت ويتمر تفهمها «لمجموعة المشاعر المعقدة التي قد يشعر بها هؤلاء في هذا الوقت»، لافتة إلى «أن هناك أبناء وبنات يعودون اليوم من أفغانستان حيث قاتل آباؤهم وأمهاتهم في نفس الصراع قبل جيل».
وجاءت تصريحات ويتمر في الوقت الذي يكافح فيه عشرات آلاف المواطنين الأفغان لمغادرة كابول خوفاً من عمليات انتقامية قد يتعرضوا لها بسبب تعاونهم مع الجيش الأميركي.
وبحسب «المشروع الدولي لمساعدة اللاجئين»، وهي منظمة غير ربحية مقرها نيويورك، هناك نحو 20 ألف أفغاني وعائلاتهم (حوالي 100 ألف شخص) ينتظرون رد وزارة الخارجية الأميركية على طلباتهم للحصول على تأشيرة الهجرة الأفغانية الخاصة التي ستمكنهم من مغادرة مطار كابول إلى الولايات المتحدة، بعد المهلة النهائية المحددة لانسحاب القوات الأميركية في 31 (أغسطس) الجاري.
وكالات التوطين
وفي سياق استعدادات وكالات توطين اللاجئين في ميشيغن، قال نايت بولت، المسؤول في «وكالة بيثاني المسيحية» ومقرها في غراند رابيدز، إن «ميشيغن لطالما كانت ولاية مرحبة وسوف نكون بغاية السرور لخدمة اللاجئين من حلفائنا الأفغان بالمشاركة مع المجتمع المحلي».
ورغم أن الوكالات لا تزال تجهل عدد اللاجئين الذين سوف تستقبلهم أو متى سيصلون، إلا أنها باشرت بتقييم المجتمعات الأنسب لاستقبال المهاجرين الأفغان، أخذة بعين الاعتبار بعض العوامل المحددة، مثل الدعم الاجتماعي وتوفر وسائل النقل والإسكان بأسعار معقولة.
ووكالة «بيثاني» هي واحدة من عدد قليل من المنظمات التي تستعد لاستقبال عشرات الآلاف من اللاجئين الأفغان الذين سيأتون إلى الولايات المتحدة، وهو ما دفع المنظمات إلى زيادة عدد الموظفين، والبحث عن شركاء محليين والمزيد من التمويل لتأمين السكن الأولي.
بدورها، قالت ميهايلا ميتروفان، مديرة وكالة «سماريتاس»، ومقرها ديترويت، إن المنظمة بحاجة إلى مساعدة عاجلة لإيجاد مساكن بأسعار معقولة، لافتة إلى أن المنح الفدرالية التي تقدم ضمن هذا الإطار عادة لا تغطي فترة طويلة.
وأضافت ميتروفان: «ما نعرفه هو أننا بحاجة إلى مساعدة عاجلة لمنح اللاجئين ترحيب الأبطال الذي يستحقونه». وأوضحت بأنه «عند وصولهم، نتوقع أن يكون بحوزتهم بعض الملابس ولا نقود في جيوبهم، ولا مكان للإقامة، ولا شيء يأكلونه. لكن بدعم المجتمع سنتمكن من مساعدتهم للوقوف على أقدامهم».
وبالإضافة إلى الإسكان، تهدف منظمة «سماريتاس» إلى المساعدة في تأمين النقل والطعام وبطاقات الهدايا للاجئين. وغالباً ما تتطلع الوكالة إلى المتطوعين والتبرعات المالية لدعم نشاطها.
ولفتت ميتروفان في تصريح لصحيفة «ديترويت فري برس» إلى أن «الأمر قد يكون صعباً في البداية على اللاجئين الجدد الذين لا يتحدثون الإنكليزية وقد لا يعرفون أي شخص في هذه البلاد». مؤكدة أن منظمتها تهدف إلى التخفيف من التحديات التي تواجه اللاجئين في رحلتهم الطويلة ليصبحوا أميركيين جدداً».
وتابعت بالقول: «إنهم يسعون لتعلم اللغة والثقافة وأن يصبحوا مواطنين أميركيين ويساهمون في نسيج مجتمعنا والاقتصاد المحلي»، مشيرة إلى أنه بمجرد مساعدتهم للوقوف على أقدامهم في البداية، فإن «هؤلاء سيصبحون دافعي ضرائب ويفتحون أعمالاً تجارية، ويشترون المنازل، وينفقون. ويستمتعون بالحياة».
وتشير تقديرات مكتب الإحصاء الأميركي، إلى أن أقل من 700 شخص أفغاني المولد يعيشون في ميشيغن حالياً، وهو عدد يمثل 0.5 بالمئة من إجمالي سكان الولايات المتحدة المولودين في أفغانستان.
والجدير بالذكر أن ميشيغن كانت رابع أكثر الولايات الأميركية استقبالاً للاجئين خلال الفترة الممتدة بين العامين 2012 و2018، بعد تكساس وكاليفورنيا ونيويورك.
وفي العام 2019، انخفض عدد اللاجئين الذين أعيد توطينهم في ميشيغن بنسبة 86 بالمئة مقارنة بالعام 2016.
Leave a Reply