ديربورن
قبل أسابيع قليلة من انتخابات رئاسة بلدية ديربون المقررة في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، يتجه المرشح عبدالله حمود، بخطى ثابتة ليصبح أول رئيس بلدية من أصول عربية في تاريخ المدينة، لاسيما بعد حصوله على دعم أفضل ثلاثة مرشحين خاسرين في الجولة التمهيدية التي تصدرها بفارق شاسع عن أقرب منافسيه، غاري وورنتشاك.
وكان حمود (31 عاماً) قد اكتسح جميع أقلام الاقتراع في شرق وغرب ديربورن بحسب نتائج السباق التمهيدي الذي أقيم في الثالث من شهر آب (أغسطس) الماضي، وأسفر عن تأهل حمود وورنتشاك على حساب خمسة مرشحين آخرين.
وخلال أيلول (سبتمبر) المنصرم، حاز النائب اللبناني الأصل عن الحزب الديمقراطي في مجلس ميشيغن التشريعي، على تأييد كل من رئيسة مجلس ديربورن البلدي سوزان دباجة، والرئيس السابق للمجلس توم تافيلسكي، ورجل الأعمال جيم باريللي، الذين أجمعوا على أن حمود هو «المرشح الأفضل لقيادة ديربورن نحو المستقبل الذي تستحقه».
أما المرشحان اللذان حلا في المركزين الأخيرين في انتخابات أغسطس الماضي –العربي الأميركي حسين بري والإفريقية الأميركية كاليت واليس– فلم يعلنا بعد عن دعم أي من المرشحين المتأهلين إلى الجولة النهائية.
وأظهرت النتائج التمهيدية شعبية كاسحة لحمود بحصوله وحده على 42 بالمئة من أصوات الناخبين، بمجموع 8,858 صوتاً، فيما نال وورنتشاك 3,889 صوتاً (18.5 المئة).
وجاءت في المركز الثالث دباجة، بمجموع 3,554 صوتاً (16.5 بالمئة)، وتافيلسكي 3,123 صوتاً (14.8 بالمئة).
ولم يتمكن المرشحان جيم باريللي وحسين بري من جمع أكثر من ألف صوت لكل منهما. أما المرشحة الإفريقية الأميركية، واليس، فحصلت على 85 صوتاً فقط.
وبنظرة سريعة إلى رصيد كل من المرشحين الثلاثة الذين دعموا حمود، يمكن القول إن الأخير بات قاب قوسين أو أدنى من تسجيل إنجاز غير مسبوق في أن يصبح أول عربي ومسلم أميركي يترأس بلدية المدينة التي تلقب بـ«عاصمة العرب الأميركيين»، والتي تعتبر سابع أكبر مدن ولاية ميشيغن من حيث عدد السكان (110 آلاف نسمة، بحسب نتائج الإحصاء الوطني لعام 2020).
وتعززت حظوظ حمود بشكل كبير، بعد إعلان رئيسة المجلس البلدي، سوزان دباجة، دعمها له في بيان نشرته عبر صفحتها على موقع «فيسبوك» في 24 أيلول (سبتمبر) المنصرم، حيث قالت: «يسعدني أن أعلن تأييدي لعضو مجلس نواب ميشيغن عبدالله حمود لمنصب رئيس بلدية ديربورن».
وأضافت دباجة، التي تترأس مجلس المدينة منذ ثماني سنوات: «أعرف ديربورن، وما نحتاجه هو قائد قوي لكي ينقلنا إلى المستقبل ويحرص على حفظ تقاليدنا».
وأعربت دباجة –التي شكل خروجها المبكر من السباق مفاجأة غير متوقعة– عن إيمانها بأن حمود يمتلك رؤية تمكنه من «خدمة ديربورن بشكل أفضل»، مستفيداً من خدمته في مجلس نواب الولاية والتي برهن من خلالها «على التزامه بخدمة المهمشين»، على حد تعبيرها.
وتابعت «أنا واثقة من أنه سيضفي نفس النشاط والمثابرة على دور رئيس البلدية».
وأبدى حمود امتنانه لدعم دباجة، وقال: «لقد أجريت مع رئيسة المجلس العديد من المحادثات حول مستقبل مدينتنا، وكان هنالك شيء واضح للغاية، هو أن التزامها تجاه سكان ديربورن كان وسيبقى قوياً». وأضاف عبر صفحته على «فيسبوك»: «أنا ممتن لخدمتها ديربورن وقيادتها للمجلس البلدي طيلة السنوات الثماني الماضية، خاصة خلال الفترات الأكثر اضطراباً». وختم قائلاً: «أنا ممتن لدعمها وتأييدها لي في هذا السباق الانتخابي».
وفي نفس السياق، كان حمود قد رحب بحصوله على تأييد الرئيس السابق لمجلس ديربورن البلدي، توم تافيلسكي، في 8 سبتمبر الماضي، وكتب على صفحته بموقع «فيسبوك»: «لقد التقينا، توم وأنا، عدة مرات للحديث عن مسقط رأسنا والمدينة التي نحبها وندعوها موطننا»، مضيفاً: «كلانا يريد الشيء نفسه للمدينة، ألا وهو الاستفادة من الفرص للمضي قدماً مع التأكد من إعطاء الأولوية لجميع الأسر العاملة في ديربورن».
وكان تافيلسكي قد أعرب عن ثقته في أن حمود «سيشكل حافزاً للتغيير الذي تحتاجه ديربورن بشدة»، وقال: «مع أننا لا نلتقي وجهاً لوجه إلا نادراً، لكن ديربورن تأتي في المقام الأول لدينا»، مضيفاً: «بينما لا نتفق أنا وحمود بشكل دائم، إلا أن كلينا يؤمن بأن ديربورن بحاجة إلى التغيير من أجل مستقبل أكثر إشراقاً».
وأهاب تافيلسكي بمؤيديه أن يصوتوا لحمود، وقال: «أتمنى عليكم أن تنضموا لي في دعم حمود، ليصبح رئيس بلدية ديربورن القادم».
بدوره، رجل الأعمال جيم باريللي كان قد أعلن عن تأييده لحمود في 13 سبتمبر، مؤكداً بأن المرشح الشاب هو «الوحيد الذي يمتلك خطة واضحة لإعادة بناء اقتصاد ديربورن الحديث»، وقال: «لقد قلت دائماً إن التنشيط الاقتصادي ضروري لمستقبل مدينتنا»، مضيفاً بالقول: «إن حمود يحظى بدعمي الكامل».
وأبدى حمود ترحيبه وامتنانه لدعم باريللي، وقال: «لقد تحدثنا مطولاً، جيم وأنا، عن مجتمعنا المتنوع، والحاجة إلى معالجة العديد من القضايا التي تواجه عائلاتنا العاملة».
تجدر الإشارة إلى أن سباق رئاسة بلدية ديربورن سيكون استحقاقاً مفصلياً، هذا العام، إذ سيتم انتخاب رئيس جديد للبلدية لأول مرة منذ العام 2007، والذي سيكون سابع رئيس بلدية في تاريخ المدينة، بعد: كلايد فورد، جون كاري، أورڤيل هابرد، جون أورايلي الأب، مايكل غايدو، وجاك أورايلي الابن.
Leave a Reply