روتشستر هيلز
تعرّض مسجد تابع للطائفة الأحمدية بمدينة روتشستر هيلز للاعتداء والتخريب، ليل الجمعة الماضي، ولا يزال التحقيق جارياً لتحديد هوية الجاني ودوافعه.
وأبدت إدارة الجامع المعروف باسم «مركز الجماعة الإسلامية الأحمدية» استعدادها للصفح عن المعتدي، والتعهد بعدم توجيه أي اتهامات ضده، إذا أقرّ بخطئه، واعتذر عن فعلته.
وكانت كاميرات المراقبة قد رصدت المهاجم الذي حطّم زجاج المدخل، وحاول فتح الباب الرئيسي، في الوقت الذي كان فيه بعض الأطفال يلعبون داخل المبنى، بُعيد صلاة العشاء.
وأفاد مكتب الشريف بمقاطعة أوكلاند، في بيان الأحد الماضي، بأن كاميرات المراقبة أظهرت رجلاً يتجول في محيط الجامع، حوالي الساعة التاسعة والنصف من مساء الجمعة، 5 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، وأن إحدى نوافذ متجر «وولغرينز» القريب، قد تعرضت للكسر في نفس الوقت تقريباً.
ولفت البيان إلى أن المحققين يعملون لمعرفة ما إذا كانت الحادثتان مرتبطتين ببعضهما البعض، أم أنهما معزولتان.
وأفادت إدارة «مركز الجماعة الإسلامية الأحمدية» بأن الحادث لم يسفر عن إصابة أحد، غير أنه «أصاب المجتمع الأحمدي بالذعر». وقال مدير التوعية لدى الجماعة في ميشيغن، محمد أحمد، إن ما حدث «مخيف» وإن الاعتداء «هزّ الجميع، لاسيما الأطفال».
وأشار أحمد إلى أن إدارة المسجد لم تكتشف التخريب حتى فجر اليوم التالي، عندما وصل المصلّون لأداء صلاة الصبح، حوالي الساعة الخامسة والنصف من فجر السبت الماضي.
أحمد، وهو أب لثلاثة أطفال، أوضح أن أبناءه يدركون بأن المسلمين عرضة لجرائم الكراهية من خلال نشرات الأخبار، وأن الهجوم الأخير جعلهم يخافون من ارتياد المسجد. وقال: «ما حدث صعب، خصوصاً لأنه حدث بعدما بدأ الناس بالعودة إلى المسجد في أعقاب تخفيف قيود كورونا، وقد بات عليهم الآن أن يكونوا يقظين للغاية».
من جانبه، أكد نائب رئيس «الجماعة الإسلامية الأحمدية بميشيغن»، منصور قريشي، أن جرائم الكراهية ضد الأحمديين منخفضة نسبياً في مدينة روتشستر هيلز، مشيراً إلى أن أحد المساجد الأحمدية بمنطقة ديترويت أحرق بالكامل وقتل أحد أعضائه، في ثمانينيات القرن الماضي.
وقال قريشي إن ذلك الحريق المتعمد دفع الجماعة الأحمدية إلى الانتقال من ديترويت إلى روتشستر هيلز عام 2008، وإن المجتمع الأحمدي يشعر بالأمان في هذه المدينة، ما خلا بعض الإساءات اللفظية.
وأوضح قريشي أن الاعتداء الأخير دفع القائمين على المسجد إلى إجراء المزيد من المناقشات لضمان تعزيز الأمن، وقال: «نريد إجراء مزيد من النقاش مع مجتمعنا بشكل عام، وأن نكون حذرين أكثر فأكثر»، لافتاً إلى أنها المرة الأولى التي يتعرض فيها المسجد إلى التخريب.
وعلى مرّ السنوات، تعرض العديد من المساجد الأحمدية في ولاية ميشيغن إلى الهجوم والتخريب، كان آخرها الاعتداء الذي وقع على «مركز غراند بلانك الإسلامي» في منطقة فلنت.
وفي العام الماضي، تعرض «مركز الإحسان الإسلامي» بمدينة وورن للاعتداء بعد بضعة أشهر من افتتاحه من قبل مهاجرين بنغاليين.
وفي الوقت الذي تحرص فيه الجماعة الأحمدية على استمرار التعاون مع وكالات إنفاذ القانون لزيادة الأمن في منشآتها، أعرب قريشي عن أمله في انحسار «السلوكيات الشريرة» وأن يتمكن الناس من «مناقشة خلافاتهم، بدلاً من اللجوء إلى العنف».
وأصدر «مركز الجماعة الإسلامية الأحمدية» بمدينة روتشستر هيلز، بياناً دعا فيه الجاني إلى التعارف والحوار، لافتاً إلى أن الإدارة قررت مسامحته رغم عدم احترامه لدور العبادة.
وجاء في البيان: «يمكنه (المهاجم) التحدث إلينا، لكي يرى بأم عينه، مدى سلام وحب هذا المجتمع»، مضيفاً: «إن تعاليمنا الدينية تشمل محبة الجميع ومناهضة الكراهية».
وقال أحمد: «هذه هي الرسالة التي أردنا إيصالها إليه»، مضيفاً بأن «التسامح هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله، وأن المشرفين على المسجد يريدون فقط معرفة الدافع وراء التخريب». وأوضح أن «الحادث لا يزال قيد التحقيق»، وأن الإدارة لن توجه أية اتهامات إلى المهاجم، إذا أقرّ بخطئه، واعتذر عن فعلته.
نبذة عن الطائفة الأحمدية
الجماعة الأحمدية، تعرف أيضاً بـ«القاديانية»، وهي حركة إسلامية تأسست في إقليم البنجاب بالهند، أواخر القرن التاسع عشر.
وأنشأ الجماعة مرشدها الروحي ميرزا غلام أحمد (1835–1908)، الذي ادعى بأن الاختيار الإلهي وقع عليه، ليكون المهدي الموعود والمسيح المتوقع ظهوره في نهاية الزمان.
وبحسب الموقع الرسمي للجماعة فإن «الجماعة الإسلامية الأحمدية هي النشأة الثانية الموعودة للإسلام، والظهور الثاني الآخَر لجماعة المسلمين الملحقة بالأولين التي أنبأ عنها القرآن الكريم، وهي الفرقة الناجية الموعودة التي أنبأ عنها النبي صلى الله عليه وسلم والمقدَّر ظهورها بعد مرحلة الفُرقة والاختلاف والضعف والفساد الذي سيصيب الأمة».
وينتشر أبناء الجماعة الأحمدية في معظم دول العالم، ويقدر أتباعها بين 10 و20 مليوناً، أي أنهم يشكلون حوالي 1 بالمئة من إجمالي المسلمين في العالم.
Leave a Reply