ديربورن
في انتصار تاريخي متعدّد الدلالات، تفوق المرشح العربي الأميركي عبدالله حمود على منافسه، الرئيس السابق لمجلس مفوضي مقاطعة وين، غاري وورنتشاك، في سباق رئاسة بلدية ديربورن، الثلاثاء الماضي، ليصبح أول عربي وأول مسلم يتولى قيادة المدينة الملقّبة بـ«عاصمة العرب الأميركيين».
وحصل حمود الذي يمثل المدينة في مجلس نواب الولاية، على 13,040 صوتاً، متقدماً بفارق 2,244 صوتاً على وورنتشاك الذي نال 10,796 صوتاً، في الانتخابات التي بلغت نسبة الإقبال فيها 33.55 بالمئة.
وكان 24,216 ناخباً قد أدلوا بأصواتهم من أصل 72,177 ناخباً مسجلاً في المدينة. وقد اقترع 15,321 ناخباً حضورياً خلال اليوم الانتخابي، في حين صوّت 8,895 غيابياً.
وعقب ظهور النتائج غير الرسمية، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء الماضي، احتفل حمود ومؤيدوه بالنصر التاريخي في «مركز محمد طرفة الاجتماعي»، معرباً عن أمله في أن يشكل فوزه «إلهاماً للأجيال الشابة في مجتمعات الأقليات»، وقال: «إلى الفتيات والفتيان الذين يُسخر منهم بسبب عقيدتهم أو عرقهم، وإلى أولئك الذين لم يشعروا مطلقاً في أي وقت مضى بأن أسماءهم مرحب بها، وإلى آبائنا وكبار السن وغيرهم ممن تعرضوا للإهانات بسبب إنكليزيتهم المكسّرة.. (فوزنا) اليوم هو دليل على أنكم أميركيون مثل أي شخص آخر»، مضيفاً أن ديربورن ستشهد «حقبة جديدة» من تاريخها.
وسيخلف حمود (31 عاماً)، رئيس البلدية الحالي جاك أورايلي، ليكون الرئيس السابع لبلدية المدينة التي اشتهرت خلال السنوات الغابرة بتحيزها ضد السود والعرب.
حمود، المولود لأبوين مهاجرين من جنوب لبنان، ألهب حماسة الحاضرين، حين قال: «اسمي عبد الله حسين حمود، وأنا الرئيس القادم لبلدية ديربورن»، لافتاً إلى أن حملته كانت متأكدة من قدرتها على تحقيق التغيير الذي يتطلع إليه السكان البالغ عددهم 110 آلاف نسمة، والذين يشكل العرب الأميركيون نصفهم تقريباً.
وسوف يقود رئيس البلدية الجديد أكثر من 770 موظفاً بدوام كامل ونحو 1,700 موظف بدوام جزئي، كما أنه سيشرف على إدارة الميزانية السنوية للمدينة والتي تفوق 135 مليون دولار.
وبينما عدد حمود معاني فوزه أكد أنه لم يترشح لكي يكون أول عربي وأول مسلم يقود المدينة، و«إنما ليكون الأفضل».
وقال حمود: «إن ديربورن هي أعظم مدينة في البلاد»، مضيفاً: «رغم أنها عانت من عدم الرضا عن النفس لفترة طويلة، إلا أنه حان الوقت لتقديم حكومة جديرة بالشغف الذي نملكه تجاه مدينتنا الحبيبة».
وأشار حمود إلى أنه يمتلك خطة من خمسة أجزاء لتخفيض الضرائب العقارية وتعزيز إيرادات البلدية عبر التنمية السكنية والتجارية في المدينة، إضافة إلى تأمين مئة مليون دولار لدعم المعاشات التقاعدية لموظفي البلدية.
يشار إلى أن حمود الذي انتخب لثلاث دورات متتالية نائباً عن ديربورن في مجلس ميشيغن التشريعي، نشأ في أسرة من الطبقة العاملة في المدينة، حيث كان والده يعمل سائق شاحنة (تراك)، واضطرت والدته إلى ترك الدراسة في المرحلة الثانوية للاعتناء بأبنائها.
ودرس حمود علم الأحياء (بيولوجيا) وحصل على شهادة الماجستير في الصحة العامة وإدارة الأعمال في «جامعة ميشيغن–آناربر»، ثم عمل مستشاراً في مجال الرعاية الصحية، قبل أن ينتخب نائباً عن ديربورن، عن عمر يناهز 26 عاماً.
وخلال احتفاله بالنصر، وقف حمود إلى جانب والدته وزوجته، الدكتورة فاطمة بيضون، التي وصفها بأنها الشخص «الاستراتيجي» في حملته الانتخابية، منوهاً بأن شقيقه علي، الذي رحل بشكل غير متوقع عام 2015، كان هو الشخص الذي ألهمه لخوض غمار الخدمة العامة.
سباق المجلس البلدي
انتصارات المرشحين العرب الأميركيين في ديربورن لم تتوقف على سباق رئاسة البلدية، فقد تمكن مايك سرعيني من تصدر السباق لعضوية المجلس البلدي المكون من سبعة مقاعد بفارق مريح عن أقرب منافسيه، مما سيؤهله لترؤس المجلس الجديد مطلع العام القادم خلفاً لرئيسته الحالية سوزان دباجة.
وبالإضافة إلى سرعيني، تمكن ثلاثة أعضاء حاليين من الاحتفاظ بمقاعدهم في المجلس البلدي، وهم: إيرين بيرنز وليزلي هيريك وروبرت أبراهام، فيما تم انتخاب ثلاثة أعضاء من خارج المجلس، هم: المطور الاقتصادي لدى مقاطعة وين، كمال الصوافي، والشرطي السابق في ديربورن كين باريس، والمهندس الكهربائي بشركة «فورد» مصطفى حمود.
وسوف يتميز المجلس الحالي بأغلبية عربية، بوجود ثلاثة أعضاء من أصول لبنانية هم سرعيني وأبراهام وحمود، بالإضافة إلى الصوافي الذي سيصبح أول عضو من أصل عراقي في المجلس.
ولم ينجح أي من المرشحين اليمنيين الثلاثة بالفوز في سباق المجلس، وحلوا في المراتب الثلاث الأخيرة، وكانت أفضلهم المرشحة سمراء لقمان بحصولها على 7,402 صوت، فيما نال سعيد العواضي 6,368 صوتاً، وخليل عثمان 5,592 صوتاً.
لجنة الميثاق
وفي سباق لجنة تعديل ميثاق ديربورن، تم انتخاب تسعة مرشحين من أصل 22 متنافساً، والفائزون بحسب الترتيب هم: إليزابيث بايلي، حسن عبدالله، شارون دولميج، جيم أكونور، حسين هاشم، شيريل هوكينز، تيموثي هاريسون، أل. غلين أوكراي ولورا دودجين.
وحلت بايلي في المركز الأول بـ9,204 أصوات، بينما جاء أُكراي بالمرتبة التاسعة بـ5,912 صوتاً.
ويأتي تشكيل اللجنة عقب موافقة ناخبي المدينة في آب (أغسطس) الماضي على مقترح انتخابي بمراجعة وتحديث ميثاق ديربورن، الذي جرى تحديثه آخر مرة عام 2007.
وستناط بالأعضاء المنتخبين مهمة إعداد التعديلات المقترحة على ميثاق ديربورن تمهيداً لطرحها على الناخبين في استفتاء انتخابي في السنة القادمة، كما يتوجب عليهم عقد ندوات عامة لاستمزاج آراء السكان حول المواد التنظيمية والتشريعية التي يجب إلغاؤها أو تعديلها أو تحديثها، فضلاً عن إضافة مواد جديدة، مع الإشارة إلى أنه لن يتم إلغاء أو تعديل أو إضافة أية مادة، إلا بعد حصولها على موافقة الناخبين.
سباق الكليرك
كليرك بلدية ديربورن الحالي، جورج ديراني، الذي يشغل المنصب منذ 2018، خاض السباق من دون منافسة، وحصل على 15,724 صوتاً، وسوف يحتفظ بمنصبه لأربع سنوات إضافية. ويتولى الكليرك، أو كاتب المدينة، حفظ السجلات والتراخيص والمراسيم الصادرة عن البلدية فضلاً عن الإشراف على تسجيل الناخبين وإدارة العملية الانتخابية في المدينة.
إسقاط مقترح ضريبي
وأسقط الناخبون يوم الثلاثاء الماضي مقترحاً بزيادة ضريبة الملكية العقارية بمقدار 2.75 مِل لمدة ثلاث سنوات لتمويل البلدية. وقد عارض المقترح 10,495 ناخباً مقابل تأييد 9,772 ناخباً.
وكان الناخبون في ديربورن قد وافقوا عام 2011 على زيادة ضريبة الملكية العقارية المخصصة لتشغيل البلدية إلى مستوى 20 مِل، ما يعني أن مالكي العقارات في المدينة سيشهدون انخفاض هذه الضريبة إلى مستوى 15 مِل المنصوص عليه في ميثاق ديربورن، نتيجة إسقاط المقترح.
ويعتبر معدل ضريبة الملكية العقارية في مدينة ديربورن (الميليج) الأعلى مقارنة بالمدن المجاورة، حيث تراوح خلال عام 2020 بين 53.7 و61.1 مِل، مقارنة بـ 48.4 إلى 57.9 مِل في ديربورن هايتس، و44.7 إلى 56.8 مِل في وستلاند، و51.1 مِل في تايلور.
Leave a Reply