واشنطن
في استحقاق يشكّل اختباراً تمهيدياً لانتخابات الكونغرس المرتقبة في العام القادم، تلقى الديمقراطيون هزيمة مدوية في أول اختبار انتخابي لهم منذ تولي جو بايدن الرئاسة في كانون الثاني (يناير) الماضي. إذ خسر مرشح الحزب سباق حاكمية ولاية فيرجينا فيما يظل سباق حاكمية ولاية نيوجيرزي المجاورة معلقاً بسبب ضيق الهامش الذي يفصل بين المرشحَين، علماً بأن الولايتين الواقعتين على الساحل الشرقي للبلاد كانتا حتى الأمس القريب تعتبران من الولايات «المحسومة» للديمقراطيين.
في فيرجينيا، فاز المرشح الجمهوري المدعوم من الرئيس السابق دونالد ترامب، غلين يونغكين، بمنصب حاكم الولاية متقدماً بفارق 2.7 نقطة على منافسه الديمقراطي، تيري مكوليف، كما فازت المرشحة الجمهورية السوداء وينسوم سيرز بمنصب نائب الحاكم، والجمهوري من أصل لاتيني، جيسون مياريس، بمنصب المدعي العام في الولاية.
كما انتزع الجمهوريون الأغلبية في مجلس نواب ولاية فيرجينيا من خلال قلب سبعة مقاعد في المجلس ليرتفع رصيدهم إلى 52 مقعداً مقابل 48 للديمقراطيين،
وأنهى يونغكين (54 عاماً) الموالي لترامب، مساعي ماكوليف (64 عاماً) في استعادة منصبه السابق الذي شغله بين 2014 إلى 2018، رغم حصوله على دعم الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس والرئيس السابق باراك أوباما وقادة ديمقراطيين آخرين حضروا إلى فيرجينيا لمساندته خلال الحملة التي انتهت بهزيمة كبيرة.
وبينما نجح يونغكين بالتصويب على سياسات الديمقراطيين لاسيما في مجال التعليم، فشل ماكوليف في رهانه على التوجهات اليسارية لحزبه على أمل تنشيط الناخبين الذين ساعدوا بايدن على الفوز بفارق 10 نقاط مئوية في عام 2020.
واتهم ماكوليف منافسه يونغكين خلال مؤتمر جماهيري، حضره أوباما، بأنه «ليس جمهورياً عاقلاً» وقال: «بالنسبة إلي، إنه دونالد ترامب يرتدي سروالاً بنّياً. هل نريد دمية دونالد ترامب كحاكم؟ لا، لا نريد».
أما في ولاية نيوجيرزي التي تعتبر عريناً للحزب الديمقراطي، فتمكن حاكم الولاية فيل مورفي، من التقدم بشق الأنفس على منافسه الجمهوري جاك تشتاريلي، بحسب النتائج الأولية التي أظهرت فوزه بفارق واحد بالمئة.
وتركزت حملة تشتاريلي على السياسات اليسارية للديمقراطيين وطريقة تعامل حاكم الولاية مع الوباء، وهو ما أمن له دعماً واسعاً لاسيما بين سكان الضواحي.
ورغم أن استطلاعات الرأي كانت تشير إلى تقدم مورفي بفارق 11 نقطة مئوية عشية الانتخابات، جاءت النتائج المتقاربة عبر صناديق الاقتراع لتشكل صفعة مفاجئة للحاكم الديمقراطي وحزبه، كما دفعت المرشح الجمهوري إلى المطالبة بإعادة فرز الأصوات واحتساب «الشرعية» منها فقط، لاسيما أنه كان متصدراً السباق حتى ساعات الفجر الأولى من يوم الأربعاء المنصرم.
موقف بايدن
قبل عام من انتخابات الكونغرس الحاسمة التي قد تعيد خلط أوراق السلطة، تبدو هزيمة الثلاثاء الماضي في فرجينيا بمثابة فشل ذريع لبايدن رغم أنه شارك شخصياً في الحملة الانتخابية إلى جانب المرشح الديمقراطي.
لكن رغم الهزيمة، أصر الرئيس بايدن على المضي قدماً في برنامجه السياسي، وقد أعلن عن ذلك بوضوح بعد عوته من جولته الأوروبية التي شملت روما لحضور قمة مجموعة العشرين وغلاسكو للمشاركة في مؤتمر «كوب 26».
وحضّ بايدن الديمقراطيين على حلّ خلافاتهم وتمرير أجندته الاقتصادية البالغة قيمتها 3 تريليونات دولار. وصرّح الرئيس الأميركي للصحافيين حول العبر المستقاة من خسارة ماكوليف المفاجئة أمام يونغكين، قائلاً «أعرف أن الناس يريدون منا إنجاز الأمور… ولهذا السبب أستمر في الضغط بشدة على الحزب الديمقراطي للمضي قدماً وتمرير مشروع قانون البنية التحتية ومشروع قانون إعادة بناء أميركا بشكل أفضل».
سباقات بلدية
وفي سباقات انتخابية لافتة على مستوى المدن الكبرى في الولايات المتحدة، فاز الشرطي الأسود السابق المناهض للعنصرية، أريك آدامز، برئاسة بلدية نيويورك، خلفاً للديمقراطي بيل دي بلازيو الذي سيغادر منصبه في نهاية العام الجاري وشعبيته في أدنى مستوياتها.
وهزم الديمقراطي آدامز (61 عاماً) منافسه الجمهوري كورتيس سليوا (67 عاماً) كما توقعت استطلاعات الرأي، وسيكون بذلك ثاني رئيس بلدية أسود في تاريخ العاصمة الاقتصادية والثقافية للولايات المتحدة، بعد ديفيد دينكينز (1990–1993).
وفي سباق آخر، نجحت ميشيل وو، في الفوز برئاسة بلدية بوسطن بولاية ماساتشوستس، لتكون أول امرأة «ملوّنة» تشغل هذا المنصب، وهي من أصول آسيوية.
وتمكن الديمقراطي أد جيني من الفوز بمنصب رئيس بلدية بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، ليكون أول شخص من أصل أفريقي يشغل هذا المنصب. كما بات أفتاب بوريفال أول أميركي من أصل أسيوي يفوز بمنصب رئيس بلدية سينسيناتي بولاية أوهايو.
Leave a Reply