ديربورن
أعلن مركز «أكسس» للخدمات الاجتماعية في ديربورن، الأسبوع الماضي، عن استكمال عملية نقل المهام الرئاسية والإدارية في المنظمة إلى الرئيسة والمديرة التنفيذية الجديدة مها فريج، التي تسلمت قيادة المؤسسة غير الربحية العريقة، في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المنصرم.
وكان مجلس إدارة «أكسس»، قد صوّت بالأغلبية –في شباط (فبراير) الماضي– على اختيار فريج لخلافة رئيس المنظمة السابق حسن جابر، الذي شغل منصب الرئيس والمدير التنفيذي لـ«أكسس» منذ العام 1997 خلفاً للرئيس الأسبق إسماعيل أحمد.
جابر كان قد انضم إلى مركز «أكسس» عام 1980 كمدير تنفيذي يتولى الإشراف على عمليات المنظمة، ونجح خلال رئاسته في توسيع البرامج الخدماتية وزيادة فروع «أكسس» إلى أكثر من عشرة في جنوب شرقي ميشيغن، يتم من خلالها توفير حوالي 120 برنامجاً خدماتياً، لأكثر من 70 ألف شخص سنوياً.
من جانبها، بدأت فريج، الفلسطينية الأصل، العمل في مركز «أكسس» عام 1991، وشغلت منصبي المدير المالي ونائبة المدير التنفيذي لمدة 12 عاماً، قبل أن تترقى عام 2019 إلى منصب المديرة التنفيذية في المنظمة التي تضم أكثر من 500 موظف، بينهم موظفون ثنائيو اللغة، يتحدثون 25 لغة إلى جانب الإنكليزية.
وخلال عملها في المنظمة الخدماتية، نشطت فريج في حشد التمويل للعديد من مشاريع وبرامج «أكسس»، وفي مقدمتها «المتحف العربي الأميركي» بديربورن. كما أسست عام 2010 «المركز العربي الأميركي للأعمال الخيرية»، المكرس «لاستثمار قوة العطاء الجماعية للعرب الأميركيين في إعلاء صوتهم وترسيخ دورهم في المجتمع الأميركي».
وفي بيان صحفي، أصدره مركز «أكسس»، الأسبوع الماضي، أعربت فريج عن سعادتها «بما يحمله المستقبل» للمنظمة التي تحتفل هذا العام بمرور نصف قرن على تأسيسها.
وقالت فريج: «إننا نأخذ مسؤولياتنا على محمل الجد للمساعدة في تنمية وتمكين المجتمع العربي الأميركي»، مضيفة بأن هدف المنظمة «هو إضفاء الطابع المؤسساتي على الجهود الهادفة لتعزيز مجتمعنا وتمكين أجيالنا القادمة».
وقالت فريج: «إنه لشرف كبير لي أن أكون جزءاً من طاقم مؤسسة محترمة مثل «أكسس»، وأن أدعم مثل هذه الجهود الجديرة بالاحترام».
وشملت المناصب التي شغلتها فريج في «أكسس»، وفي مقدمتها منصب المدير المالي ونائب المدير التنفيذي للمنظمة، مهام الإشراف على الميزانية التشغيلية التي تزيد على 35 مليون دولار، والتي يتم تأمينها عبر أكثر من مئة مصدر، لتمويل عشرات البرامج المتنوعة بين التعليم والتدريب المهني وقيادة الشباب وتنمية الأسرة والصحة والهجرة والمواطنة وغيرها.
كما قادت فريج جهود إنشاء «المركز العربي الأميركي للأعمال الخيرية» (سي أي أي بي)، الذي ساهم في زيادة الموارد المالية لـ«أكسس»، ونجح بجمع ملايين الدولارات التي تم استثمارها في تطوير العديد من المراكز والمؤسسات العربية الأميركية، مثل «مركز صحة المجتمع والبحوث»، و«مركز تطوير القوى العاملة الشامل»، و«المتحف العربي الأميركي»، الذي يعتبر الأول والوحيد من نوعه في الولايات المتحدة، والذي تم افتتاحه عام 2005.
وفي وقت سابق من هذا العام، سمّت مجلة «كراين بزنس–ديترويت»، فريج ضمن قائمة «أكثر مئة امرأة، تأثيراً لسنة 2021».
بالإضافة إلى ذلك، شغلت فريج عضوية العديد من المجالس الإدارية، مثل «مجلس الأخلاقيات بولاية ميشيغن»، ومجلس أمناء منظمة «ديترويت فيوتشر سيتي»، ومجلس أمناء مؤسسة «مجتمع وين هيلث»، المعروف سابقاً باسم «مجموعة أطباء جامعة وين ستايت»، فضلاً عن «اللجنة الاستشارية للمواطنين بجامعة ميشيغن–ديربورن»، و«الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية»، ومنظمة «النداء الفلسطيني الموحد».
يشار إلى أن فريج تخرجت من «الجامعة العبرية» بشهادة البكالوريوس في المحاسبة والاقتصاد، وكانت أول فلسطينية تحصل على شهادة المحاسبة CPA في الأراضي المحتلة، عام 1989، وهو نفس العام الذي هاجرت فيه إلى الولايات المتحدة.
والجدير بالذكر أنه تم تأسيس «أكسس» بمبادرة طوعية من قبل بعض الناشطين العرب عام 1971، لمساعدة المهاجرين الجدد على التكيف والاندماج في المجتمع الأميركي.
وعلى مدار العقود الماضية، تطور المركز من مجموعة من المتطوعين الذين كانوا يعملون في مكتب صغير بحيّ «ديكس» (جنوب ديربورن)، إلى أن أصبح أكبر منظمة عربية أميركية في الولايات المتحدة.
وبحسب موقع «أكسس» على الإنترنت، تقدم المنظمة الخدمات للسكان بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو العرقية أو الإثنية، عبر مروحة من البرامج الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية.
ويعتمد مركز «أكسس» في تمويله على المنح والتبرعات من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى رسوم مخفضة تفرض على بعض الخدمات.
Leave a Reply