ديربورن، ديربورن هايتس
التزايد المستمر في إصابات فيروس كورونا، دفع العديد من المناطق التعليمية في مقاطعة وين للعودة إلى التعليم الافتراضي بغية الحد من انتشار الوباء الذي يستمر بالتفشي رغم حملات التطعيم التي باتت تغطي جميع السكان فوق سن الخامسة.
ورغم عودة بعض المدارس إلى التعليم عن بعد، إلا أن مدارس ديربورن العامة قررت التريث في اتخاذ مثل هذه الخطوة، مفضلة الاستمرار بالتعليم الحضوري لنحو 21 ألف طالب.
وأكدت الإدارة التعليمية في بيان، استعدادها التام للعودة إلى التدريس عبر الإنترنت «إذا فرضت الأرقام الصحية عليها اتخاذ هذه الخطوة»، وقالت في منشور على موقع «فيسبوك»: «إذا كانت الأشهر الـ18 الماضية قد علمتنا شيئاً، فهو أن نتحلى بالمرونة وأن نكون مستعدين ومهيّئين لأي طارئ». وأشار البيان إلى أن مدارس ديربورن على أتم الاستعداد للانتقال إلى التعليم الافتراضي الذي بات جزءاً من التدريبات الروتينية لمواجهة حالات الطوارئ، مثل الحرائق والأعاصير والإغلاق القسري.
وأوضحت المنطقة أن تعليق الفصول الدراسية الشخصية بسبب وباء كورونا هو «أمر وارد»، مضيفة: «هذا يعني أنه لدينا خطط على مستوى المنطقة التعليمية، وعلى مستوى المدارس، وعلى مستوى الصفوف الدراسية».
وتابع البيان أنه «من الجيد أيضاً أن تمتلك العائلات خططها الخاصة» تحسباً لعودة الأطفال إلى التعليم الافتراضي، مثل تأمين الرعاية المنزلية والنقليات وغيرها من احتياجات الأطفال.
ولفت البيان إلى أنه لا ينبغي أن يتم تفسير الاستعدادات على أنها قرار بإغلاق المدارس، مضيفاً بأن «أولئك الذين سمعوا عن استعداداتنا ونشروا شائعات بأننا سنغلق، نقول لهم إن ذلك غير صحيح».
وتابع البيان: «نحن نخطط للانتقال إلى التعليم الافتراضي في حال ظهور حاجة حقيقية لفعل ذلك، لكننا في الوقت الحالي سنواصل التعليم الحضوري، وبينما نستمر في التعامل مع وباء كورونا، نحتاج إلى أن نكون مستعدين للتكيف مع المستجدات لحماية طلابنا وموظفينا وكامل المجتمع، والموازنة –في الوقت نفسه– مع الحاجة إلى التعليم الحضوري».
وأعربت المنطقة التعليمية عن قلقها من ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا في عموم ولاية ميشيغن، ومقاطعة وين، ومدينة ديربورن تحديداً. وقالت إنها تتبنى نهجاً متعدد المستويات لإبطاء انتشار الوباء، مضيفة: «سنواصل مراقبة الأرقام في مدارسنا واتخاذ القرارات التي من شأنها الحفاظ على سلامة طلابنا وموظفينا».
وأكدت المنطقة التعليمية التي تشرف على 37 مدرسة، بأنها ستصمم قراراتها بناء على وضع كل مدرسة على حدة، وبما يتناسب مع الفصول الدراسية، لافتة إلى أنها تحث جميع المؤهلين على أخذ اللقاح، وعلى التقيد بالتدابير التي تضمن سلامة وصحة الأفراد والعائلات.
من جانبه، شدد المشرف العام على مدارس ديربورن، الدكتور غلين ماليكو، على استعداد منطقته للانتقال إلى التعليم الافتراضي في حال دعت الحاجة لذلك، وقال ماليكو: «لدينا منطقة تضم أكثر من 21 ألف طالب، و24 مدرسة ابتدائية، ونحن ننظر إلى كل مدرسة على حدة، قبل اتخاذ أي قرار على مستوى المنطقة».
وأضاف ماليكو: «لدينا العديد من المدارس التي لا توجد فيها أية إصابات على الإطلاق، إلا أنه لدينا –في الوقت نفسه– بعض الفصول الدراسية في الحجر الصحي».
وأكد ماليكو أن سلامة الطلاب والعائلات والموظفين هي الأولوية القصوى لدى الإدارة، وقال: «مهمتنا أن نحافظ على سلامة الجميع، وأن يواصلوا تلقي تعليمهم الأكاديمي داخل فصولهم الدراسية».
كريستوود تعود إلى التعليم الافتراضي
أما منطقة كريستوود التعليمية في مدينة ديربورن هايتس، فقد قررت العودة المؤقتة إلى التعليم عن بعد، ولمدة أسبوع واحد اعتباراً من 29 تشرين الثاني (نوفمبر) ولغاية 3 كانون الأول (ديسمبر) القادم، على أن يعود الطلاب إلى صفوفهم في 6 ديسمبر.
ومع وجود 36 إصابة بفيروس كورونا بين الطلاب في جميع مدارس كريستوود الخمسة، ومع إمكانية انتقال العدوى إلى ثلاثة أضعاف هذا العدد، أكد المشرف على المنطقة يوسف مسلم بأن قرار تعليق التعليم الحضوري «لم يكن سهلاً».
وقال مسلم: «لقد كان قرار العودة إلى التعليم عن بعد قراراً صعباً»، لافتاً إلى أن عودة الطلاب من العطلات تجعل الأمر أكثر صعوبة، لأن الأعراض تحتاج إلى مدة زمنية أطول حتى تظهر على المصابين.
وأضاف: «لن تظهر الأعراض على الطلاب إلا بعد بضعة أيام، ونحن نريد أن نكون استباقيين لحماية الطلاب والموظفين، ومثل هذا لإجراء (العودة إلى التعليم الافتراضي) سيساعدنا في تحقيق نتائج طويلة الأمد».
وفي رسالة أبرقها إلى عائلات الطلاب في منطقة كريستوود التي تخدم الأحياء الشمالية والوسطى بمدينة ديربورن هايتس، قال مسلم: «لقد كانت عودتنا للتعليم الافتراضي متوقعة، وكنا طوال وباء كورونا نراجع معدلات الإصابة بالفيروس التاجي في ديربورن هايتس، وكذلك في مدارسنا»، مضيفاً: «بناء على ارتفاع الإصابات لدى الطلاب والموظفين في جميع أنحاء منطقتنا، فسوف نعطي تعليماتنا بمباشرة التعليم الافتراضي اعتباراً من يوم الاثنين 29 نوفمبر ولغاية 3 ديسمبر، ثم العودة إلى التعليم الحضوري في يوم الاثنين 6 ديسمبر».
وأكد مسلم بأن المعلمين سوف يواصلون التدريس من داخل فصولهم المدرسية عبر البث المباشر، وبحسب الجداول المعتادة، لافتاً إلى أن منطقة «كريستوود» تعمل على تحقيق «التوازن بين الأمان والتعليم».
وأشار مسلم إلى أن المنطقة ستستضيف عيادة لتطعيم الأطفال بين سن 5 و12 عاماً في مدرسة «ريفرسايد المتوسطة»، من الساعة الثالثة والنصف وحتى الساعة السادسة والنصف من مساء 3 ديسمبر.
وقال إن هدف الفعالية هو تطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5–12 عاماً، ولكن اللقاح سيتوفر أيضاً لجميع الراغبين بالحصول عليه من مختلف الفئات العمرية، مؤكداً أن الهدف هو «الحد من انتشار الوباء في المدينة، ومواصلة العمل لتقليل المخاطر».
الرسالة طلبت أيضاً من العائلات عدم التردد في طلب المساعدة من المنطقة التعليمية، وقالت: «رجاءً، في أي وقت تحتاجون فيه إلى المساعدة، تواصلوا مع المدرسة، مع معلمي أطفالكم أولاً، ثم الإدارة»، مضيفة: «نحن معاً جميعاً في هذا الأمر، ويجب أن نعمل معاً لمواجهة هذا الوباء».
وتابعت الرسالة: «في يوم من الأيام، سيكون وباء كورونا وراء ظهورنا، وسوف نحتفل كمجتمع واحد، وإننا نعرب عن خالص تقديرنا لمجتمعنا الذي دعمنا بشكل مستمر ودعم موظفينا الذين بذلوا أقصى جهودهم لإنجاح العملية الأكاديمية».
تجدر الإشارة إلى أن مدارس كريستوود العامة هي واحدة من ثلاث مناطق تعليمية تخدم سكان مدينة ديربورن هايتس، وتضم زهاء 3,800 طالب معظمهم من أصول عربية، يتوزعون على ثلاث مدارس ابتدائية ومدرسة إعدادية ومدرسة ثانوية، بالإضافة إلى برنامج المرحلة التمهيدية (بريسكول).
Leave a Reply