ديربورن
سجلت ميشيغن، خلال الأيام الماضية، قفزة قياسية في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، لتصبح أخطر بؤر الوباء على الإطلاق في الولايات المتحدة، وبينما تزدحم مستشفيات الولاية بآلاف المرضى، سارعت الحاكمة غريتشن ويتمر إلى طلب المساعدة الفدرالية لاحتواء «الموجة الرابعة» من الوباء، ملوحة بفرض قيود وقائية في حال استمرت الأرقام بمسارها التصاعدي.
وحطمت ميشيغن خلال الأسبوع المنتهي بتاريخ 19 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، أعلى معدل أسبوعي من الإصابات الجديدة، منذ بداية الوباء في آذار (مارس) 2020، بإجمالي 53,757 مصاباً.
وحثت السلطات الطبية والحكومية سكان الولاية على التقيد بالتدابير الكفيلة بالحد من انتشار الفيروس التاجي، بما في ذلك ارتداء الأقنعة وأخذ اللقاحات، للمساعدة في تقليص حالات الاستشفاء، التي سجلت –بدورها– أرقاماً قياسية، ما دفع المستشفيات التي اقتربت من طاقتها الاستيعابية القصوى إلى دق ناقوس الخطر.
وبحسب أحدث بيانات وزارة الصحة في ميشيغن، بلغ عدد مرضى كورونا في مستشفيات الولاية، مطلع الأسبوع الحالي، 3,785 حالة، بينهم 784 في غرف العناية المركزة، فيما بلغت ذروة عدد المرضى في مستشفيات الولاية 4,158 مصاباً، في 19 نيسان (أبريل) الماضي.
وتعكس الصورة الحالية ما حدث في بداية الوباء، عندما قارن العاملون في مجال الرعاية الصحية أروقة المستشفيات بـ«مناطق الحرب»، حيث ينازع المرضى في الممرات والردهات الداخلية.
وأكدت وزارة الصحة –الإثنين الماضي– أن أعداد المرضى تجاوزت قدرة المستشفيات وأقسام الطوارئ في مختلف أنحاء الولاية، ملوحة بإصدار قيود وبائية جديدة في حال استمرت الأرقام بمسارها التصاعدي.
وأشارت الحاكمة ويتمر إلى أن وازرة الصحة قد تصدر «إرشادات صحية» لتوجيه السكان بهدف السيطرة على الوباء المستفحل، مكتفية بتوصية السكان بارتداء الأقنعة داخل الأماكن المغلقة والإقبال على التطعيم الذي بات يشمل جميع سكان الولاية فوق سن الخامسة.
وفيما لم تصدر وزارة الصحة أي أوامر صحية جديدة، دعت الوزيرة إليزابيت هيرتل جميع الفئات العمرية بارتداء الأقنعة، بمن فيهم الأطفال فوق سن الثانية. وقالت هيرتل إن الوزارة توصي بارتداء الأقنعة وعدم التردد بأخذ اللقاح، من دون أن تفرض ذلك، مشيرة إلى أهمية أن تتقيد المدارس والشركات والمؤسسات الأخرى بالتدابير الوقائية من أجل الحفاظ على سلامة الطلاب والموظفين والعاملين.
ودفع ارتفاع أعداد المرضى في مستشفيات الولاية، الحاكمة الديمقراطية إلى طلب المساعدة الفدرالية لإعانة العاملين في المجال الطبي.
ولبت الحكومة الفدرالية طلب ويتمر، حيث من المقرر أن يصل –الأسبوع المقبل– فريقان طبيان عسكريان، يتكون كل منهما من 22 عضواً، لمساعدة الطواقم الطبية في مستشفى «بومانت–بديربورن»، و«سبكتروم هيلث» بمدينة غراند رابيدز، لمدة شهر على الأقل.
وأكد قادة المستشفيات أنهم يعملون تحت الضغط المرهق، وأنهم يضطرون –في كثير من الأحيان– إلى تقليص الخدمات الطبية وتأجيل العمليات الجراحية غير الحرجة، من أجل تأمين المساعدة العاجلة لمرضى كورونا الذين لم يحصل غالبيتهم على اللقاح.
وتحولت ميشيغن خلال الأسبوعين الماضيين إلى «أسوأ بؤرة ساخنة لفيروس كورونا في البلاد»، بتسجيلها واحدة من كل عشر إصابات جديدة في الولايات المتحدة، على الرغم من أن سكان الولاية يمثلون أقل من 3 بالمئة من إجمالي سكان البلاد.
وتعاني ميشيغن –حالياً– من أعلى معدل إصابات أسبوعية منذ بداية العام الجاري، بمعدل 589.3 إصابة لكل 100 ألف نسمة، وفقاً لـ«مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» (سي دي سي)، أي ما يقرب من ضعف المعدل في ولاية أوهايو المجاورة.
ووصل معدل الإصابات اليومية خلال الأيام الماضية إلى أكثر من سبعة آلاف إصابة يومياً، فيما بلغت نسبة الاختبارات الإيجابية، حوالي 17 بالمئة.
البيانات الصحية كشفت أيضاً عن ارتفاع لافت في أعداد الوفيات، حيث تسبب الفيروس بوفاة 66 شخصاً يومياً، خلال الأسبوع الماضي.
وعلى الرغم من استمرار الحملات الإعلانية، والحوافز المتنوعة، لتشجيع السكان على التطعيم، فقد سجل معدل التلقيح ركوداً لافتاً خلال الأشهر الأخيرة، وبلغ معدل المطعمين في ميشيغن حوالي 52.4 بالمئة من إجمالي السكان فوق سن الخامسة، وفقاً لمراكز «سي دي سي»، وهو أقل من معدل التطعيم في عموم الولايات المتحدة، والبالغ 58.9 بالمئة.
وبدأت ميشيغن مؤخراً تطعيم الأطفال بين سن 5 وـ12 عاماً وبحلول الثلاثاء الماضي تلقى نحو 106 آلاف طفل جرعتهم الأولى من لقاح «فايزر»، أي ما يعادل 12.8 بالمئة من إجمالي هذه الفئة العمرية في الولاية.
يذكر أن عدد إصابات كورونا في ميشيغن تجاوز 1.27 مليون حالة منذ بداية الوباء، في حين بلغ عدد الوفيات 23,595 شخصاً، بحلول الخميس الماضي.
Leave a Reply