بريانا غازورسكي – «صدى الوطن»
رغم ولعه الكبير بلعبة الفوتبول الأميركية التي مارسها لعدة سنوات في «ثانوية ديربورن»، إلا أن الحظ لم يحالف الطالب حسن بيضون بالحصول على منحة رياضية لمتابعة دراسته الجامعية قبل أربع سنوات. غير أن ذلك لم يمنعه من ملاحقة حلمه، فانضم إلى فريق «جامعة إيسترن ميشيغن» حيث تمكن من إثبات مهاراته في اللعبة الأكثر شعبية بالولايات المتحدة من خلال ترشيحه للقائمة نصف النهائية لجائزة «بيرلسورث» المرموقة التي تمنح للاعبي الفوتبول الجامعيين غير الحائزين على منح دراسية.
والجدير بالذكر أن جائزة «بيرلسورث»، التي أنشئت في العام 2010 لتخليد ذكرى اللاعب براندون بيرلسورث الذي قضى في حادث مروري عام 1999، هي مسابقة سنوية لاختيار أفضل لاعب فوتبول جامعي غير حائز على منحة دراسية، حيث تتم تصفية حوالي 1,400 لاعب من مختلف أنحاء البلاد، إلى نحو 80 لاعباً، وصولاً إلى ترشيح ثلاثة فقط للقائمة النهائية للجائزة.
وسيتم الإعلان عن الفائز بجائزة هذا العام في 6 كانون الأول (ديسمبر) القادم، بعدما انحصرت المنافسة بين ثلاثة لاعبين، هم: كارلتون مارشيال من «جامعة تروي» في ولاية ألاباما، وغرانت مورغان من «جامعة آركنسو»، وسيتسون بينيت من «جامعة جورجيا».
وهذه السنة، نجح بيضون –الذي يلعب في مركز «وايد ريسيفر» مع فريق «إيغلز» التابع لـ«جامعة إيسترن ميشيغن»– بالتأهل إلى قائمة الثمانين لأول مرة في مسيرته، مستنداً إلى أرقامه الباهرة في الموسم الحالي، حيث حقق أربعة أهداف (تاتش داون) واستقبل بنجاح 78 تمريرة، وقطع بالكرة أكثر من 863 ياردة، لكن ذلك لم يكن كافياً لدخوله القائمة النهائية.
ورغم ذلك، يأمل الرياضي اللبناني الأصل بأن تلهم قصته الطلاب الآخرين، حسبما أفاد لـ«صدى الوطن»، لافتاً إلى ضرورة أن يتحلى الشباب بالصبر والمثابرة حين تعاكسهم الحظوظ والأقدار.
وأوضح بيضون بأن قصته هي حكاية شخص كانت جميع الظروف ضده، إلا أنه رفض أن يرفع راية الاستسلام، وقال: «صحيح أنني لم أفز بالجائزة حتى الآن، ولكنني ما زلت أنافس للحصول عليها».
وقال: «خلال المرحلة الثانوية، لم يتم اختياري للعب في أي من فرق الفوتبول الجامعية، ولم تأتني أية عروض أو أي شيء من هذا القبيل، فضلاً عن أنني أمضيت سنتي الجامعية الأولى من دون لعب»، مضيفاً: «لكن الأمر يتعلق دوماً بالإصرار على تحقيق ما تريد، فإذا أردت الحصول على شيء، فانهض واحصل عليه.. بكل بساطة».
وأشار بيضون –الذي يدرس علم النفس بـ«جامعة إيسترن ميشيغن» في مدينة إبسيلاني– إلى أن «عدم تطابق ظروفنا مع أحوال الناجحين والمتفوقين، لا يعني أنه من المستحيل أن نحقق طموحاتنا». وقال: «إذا كنت تشعر بأن الحظ يعاندك، فعليك ألا تستسلم، وحتى عندما يكون الجميع ضدك، ما عليك سوى الاستمرار في الجري وراء حلمك».
وأكد بالقول: «إذا كان لديك شغف بشيء ما، فلا تقبل بأي بديل آخر. لا تقبل إلا بتحقيق ذلك الشغف»، لافتاً إلى أنه يريد «إلهام الآخرين».
وكان بيضون قد تخرج من «ثانوية ديربورن» عام 2017، قبل أن ينتسب إلى «جامعة إيسترن ميشيغن» لدراسة علم النفس (سيكولوجيا)، وهو في السنة الثالثة حالياً.
والدا حسن، وسام وليلى، أعربا عن فخرهما بابنهما الذي لم يستسلم للمصاعب والتحديات، وواصل السعي من دون كلل أو ملل من أجل تحقيق حلمه الشخصي.
وأشارت ليلى بيضون إلى أن حسن هو «بطلها» في الحياة، وقالت: «لقد كان حسن مصدر إلهامي الأكبر، منذ كان صغيراً كان يشارك دائماً في لعب كرة السلة وكرة الفوتبول».
وأضافت: «كنا نقف في الخارج ونرمي الكرة لبعضنا البعض، كان يأتي إلي في جميع الأوقات ويطلب مني الخروج من أجل اللعب.. لقد شاهدته وهو يكبر ويصل إلى ما هو عليه اليوم».
وأوضحت الأم بأن ابنها نجح في إلهام زملائه الآخرين «الذين حاولوا أن يكونوا مثله»، على حد تعبيرها. وقالت: «حسن هو حقاً إلهامي الأكبر، وبغض النظر عن المكان الذي يوجد فيه حالياً، فإن مثابرته هي التي أوصلته إلى هناك».
Leave a Reply