هارت
بعد مرور أكثر من شهرين على اختطافهم في دولة هايتي، نجح 12 مبشراً مسيحياً –بينهم أمُّ وثلاثة أبناء من غرب ميشيغن– في الهروب من خاطفيهم بعد أن ساروا كيلومترات طويلة تحت جنح الظلام للوصول إلى برّ الأمان والعودة إلى ذويهم للاحتفال سوياً بعيد الميلاد.
وكانت عصابة «ماوزو 400» قد اختطفت 17 مبشراً مسيحياً ينتمون إلى منظمة «كريستشن أيد» في 16 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي خلال عودتهم من زيارة لدار للأيتام قرب العاصمة بورت أو برنس. وطلبت العصابة فدية بقيمة 17 مليون دولار للإفراج عنهم، بواقع مليون دولار لكل رهينة.
وتم إطلاق سراح اثنين من هؤلاء في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وثلاثة آخرين في أوائل كانون الأول (ديسمبر) الجاري، دون الكشف عما إذا كانت عصابة «ماوزو 400» قد حصلت على الفدية المطلوبة لقاء إطلاق سراحهم. وكان من بين المحررين الخمسة، طفلان من أسرة نويكر المقيمة في غرب ميشيغن، فيما بقيت والدتهما وثلاثة من أشقائهما في قبضة العصابة حتى تمكنوا من تحرير أنفسهم في 18 ديسمبر الجاري.
ونجح المبشِّرون الإثنا عشر الآخرون في الهروب عبر اجتياز غابات وبراري خطيرة، علماً بأن المجموعة تتألف من رضيع يبلغ عشرة أشهر وطفل يبلغ ثلاثة أعوام وفتيين وثمانية بالغين.
وقال ويستون شوولتر المتحدث باسم منظمة «كريستشن أيد» –ومقرها أوهايو– في مؤتمر صحافي بث عبر الإنترنت: «لقد ساروا لنحو عشرة أميال (16 كيلومتراً)… وعبروا غابات وأجمة» تحت ضوء القمر قبل أن يتمكنوا من الاتصال بالسلطات لطلب المساعدة.
ونقل شوولتر عن أحد الفارين قوله: «كنا طوال سيرنا في مناطق سيطرة العصابة».
وكانت المجموعة قد تمكنت من فتح الباب المقفل والهروب من الحراس في 15 ديسمبر، بعد تعثر محاولات سابقة للهرب. وقد تم نقل أفراد المجموعة إلى ولاية فلوريدا لتلقي الرعاية اللازمة قبل عودتهم إلى أسرهم للاحتفال معاً بعيد الميلاد المجيد. وأوضح شوولتر أنهم حملوا معهم عبوات مياه ولفوا الرضيع بالبطانيات وحملوا الطفلين وساروا في مناطق وعرة.
وكانت أسرة نويكر التي تنتمي إلى كنيسة «هارت دانكارد» الإصلاحية بمقاطعة أوشيانا في غرب ميشيغن، قد انضمت بمبادرة منها إلى بعثة تبشيرية لمنظمة «كريستشن أيد» وسافرت إلى هايتي في أوائل أكتوبر الماضي برفقة الأب الذي لم يكن مع زوجته وأبنائه عندما تم اختطافهم على يد عصابة «ماوزو 400».
وتتبع «هارت دانكارد» لكنيسة «الأخوة» المتفرعة من طائفة «تجديدية العماد» (أنابابتست) الإصلاحية الجذرية، التي نشأت في ألمانيا وسويسرا خلال القرن السادس عشر رداً على الفساد في الكنيسة الكاثوليكية وفي الحركة البروتستانتية. ولا تزال هذه الطائفة محافظة على وجودها في ولايات الغرب الأوسط الأميركي، مثل ميشيغن وأوهايو، ضمن مجتمعات الآميش والمينونايتيين.
وقال رب الأسرة، راي نويكر، في رسالة مكتوبة إنه يتطلع للقاء أسرته والاحتفال معها بعيد الميلاد بعد عودتهم إلى ميشيغن، مؤكداً أن أفراد أسرته اجتمعوا وهم بصحة جيدة.
وحددت كنيسة «هارت دانكارد» هوية جميع أفراد الأسرة لأول مرة منذ اختطافهم، وهم: شيريل نويكر، زوجة راي، وأبناؤهما الخمسة براندن وكاسوندرا وكورتني وشيلدن وشيريلين. وتتراوح أعمار الأبناء بين عشرة أشهر و3 و6 و14 و15 عاماً.
وكتب نويكر قائلاً: «أود أن أشكر كل من انضموا للصلاة من أجل حماية الرهائن وإطلاق سراحهم»، مضيفاً «من فضلكم واصلوا الصلاة من أجل أولئك الموجودين في هايتي وحول العالم الذين ما زالوا محتجزين ضد إرادتهم».
وقال نويكر في بيانه إن الأسرة ستعود إلى منزلها في غرب ميشيغن، جنوب شيلبي، بحلول نهاية العام. ولم يكشف قادة كنيسة «هارت دنكارد» الإخوة عما إذا كانت الأسرة في ميشيغن بعد.
وأكد ويستون شوالتر أن الرهائن لم يتعرضوا للإيذاء الجسدي أثناء وجودهم في الأسر وتم إطعامهم، وإن لم يكن بشكل جيد، لافتاً إلى أن بعض المبشرين أصيبوا بقروح من الاستحمام في مياه غير نظيفة أثناء احتجازهم، لكنهم تعافوا بعد ذلك الحين.
Leave a Reply