أول مدينة أميركية يشكل المسلمون كامل أعضاء مجلسها البلدي
هامترامك
دخلت مدينة هامترامك التاريخ الأميركي، كأول مدينة تنتخب مجلساً بلدياً يتكون بالكامل من الأعضاء المسلمين، وذلك بعدما أدى رئيس البلدية الجديد أمير غالب –الأحد الماضي– اليمين الدستورية إلى جانب أعضاء المجلس البلدي الستة الذين من بينهم ثلاثة أعضاء جدد.
وكانت الانتخابات المحلية بمدينة هامترامك، في تشرين الثاني (نوفمبر) المنصرم، قد أسفرت عن فوز المرشح اليمني الأصل، أمير غالب، بفارق كبير على رئيسة البلدية السابقة كارين ماجاوسكي، البولندية الأصل التي ترأس البلدية منذ العام 2005، واضعاً بذلك حداً لمئة عام من شغل البولونيين لأعلى منصب في بلدية المدينة التي يقطنها أكثر من 28 ألف نسمة.
كما أسفرت انتخابات الخريف الماضي عن فوز ثلاثة مرشحين مسلمين بعضوية المجلس البلدي، وهم: خليل الرفاعي وآدم البرمكي وأماندا جاكاوسكي، لتصبح هامترامك –بذلك– أول مدينة أميركية يشكل المسلمون كامل مجلسها البلدي، مع الإشارة إلى أنها صنّفت في العام 2014 كأول مدينة أميركية يضم مجلسها البلدي أغلبية مسلمة، وقد حافظت المدينة على تلك الأغلبية طيلة السنوات الماضية.
وأصبح المجلس، الذي يرأسه رئيس البلدية، بموجب ميثاق هامترامك، مؤلفاً من ثلاثة أعضاء من أصول يمنية (خليل الرفاعي ومحمد السميري وآدم البرمكي)، وعضوين من أصل بنغالي (محمد حسن ونعيم تشودري) وعضوة واحدة من أصل ألباني (أماندا جاكاوسكي).
وبرغم مشاكلها الإدارية والمالية المستعصية، تواصل هامترامك استقطاب المهاجرين من مختلف الأعراق والثقافات، وفي مقدمتهم اليمنيون والبنغاليون والباكستانيون والألبان والبوسنيون، إضافة إلى مجموعات أخرى، وهو ما جعلها تتربع على عرش التنوع العرقي والثقافي في ولاية ميشيغن.
الحلم الأميركي
وأدى رئيس البلدية الجديد، والأعضاء الجدد في المجلس، اليمين الدستورية أمام القاضية في محكمة المدينة، ألكسيس كروت، في حفل أقيم في ثانوية هامترامك، الأحد الماضي، بحضور زهاء مئة شخص، تقدمهم مسؤولون محليون، أشادوا بالحقبة الجديدة التي تشهدها هامترامك لناحية تمكين المهاجرين في السياسة المحلية والخدمة العامة.
واعتبرت مديرة البلدية كاثلين أنغرير الإدارة الجديدة دليلاً ساطعاً على فرادة القيم الأميركية التي تضمن العدالة والمساواة لجميع المواطنين بغض النظر عن أعراقهم ومعتقداتهم الدينية، وقالت: «ما الذي يمكن أن يكون أكثر أميركيةً، من كون سكاننا وعائلاتنا المهاجرة، ممثلين في السياسة المحلية».
وأضافت أنغرير: «اليوم نحن شهود على الحلم الأميركي، وشهود على فرص العيش في بلد يمكن فيه لأي شخص أي يحقق أحلامه».
من جانبها، قدّمت رئيسة البلدية السابقة كارين ماجوسكي المنتخبين الجدد بعدة لغات، في إشارة إلى التنوع العرقي والإثني في المدينة التي تحيط بها ديترويت من جميع الجهات، والتي لا تزيد مساحتها عن 2 كم مربع.
وأوضحت ماجوسكي بأن هامترامك كانت منذ تأسيسها، ولاتزال، مدينة مرحبة بالمهاجرين، مضيفة بأن «هامترامك مستمرة بكونها مثالاً للحلم الأميركي».
هامترامك جديدة سعيدة
خلال الحفل الذي تضمن عرضاً فنياً للفنانة البنغالية أناميكا روي، لم يتطرق غالب إلى الإنجاز التاريخي الذي حققه في الانتخابات الأخيرة، في نوفمبر المنصرم، مفضلاً التركيز على مستقبل المدينة الرازحة تحت وطأة التحديات الإدارية والمالية. وقال غالب: «لقد حان الوقت للتركيز على المشاكل القائمة، وإنني أتمنى أن تحافظوا جميعكم على الطاقة التي أبديتموها في موسم الانتخابات»، مضيفاً: «لا تتخوفوا أبداً من التواصل مع قادة المدينة، إذا كانوا لا يخدمون مصالحكم على أفضل وجه».
وتمنى غالب لسكان المدينة «عاماً سعيداً» بمناسبة السنة الجديدة، وقال: «عام جديد سعيد، وهامترامك جديدة سعيدة».
غالب الذي يعمل في القطاع الصحي، أشار إلى أنه عدل عن دراسة العلوم السياسية بناءً على نصيحة المرشدة التربوية في «ثانوية هامترامك»، التي لم تشجعه على محاولة تحقيق حلم حياته بخوض غمار السياسة، حيث قالت له: «لن يكون لديك مستقبل في السياسة، بسبب خلفيتك المهاجرة، ولكنتك في اللغة الإنكليزية».
وبناء على تلك النصيحة، قرر غالب أن يدرس الطب البشري، وبعد التخرج عمل لعدة سنوات في القطاع الصحي، قبل أن يقرر العودة –العام الماضي– إلى العمل في مجال الخدمة العامة.
ووعد غالب، سكان هامترامك بأنه سيلتزم خلال قيادة المدينة بواحد من أهم المبادئ الطبية، وقال إنه «لن يتسبب –عن قصد– بأي ضرر للمدينة»، لافتاً إلى أنه يؤمن بضرورة تفعيل الحوار البناء بين مختلف مكونات المدينة وشرائحها.
وخلال الأعوام الماضية، شهدت بلدية هامترامك ارتفاع مستوى التناحر الإداري والسياسي، ما أسفر عن استقالة عضوين من المجلس البلدي، هما أيان بيروتا وأندريا كاربينسكي.
وتعهد غالب بالعمل على تحسين السلامة العامة في هامترامك من خلال تدريب طواقم الإسعاف والطوارئ، والتصدي للجريمة عبر التعاون مع الوكالات الحكومية والفدرالية ذات الصلة.
ولفت غالب إلى أنه سيعطي الأولوية لتطوير شبكة المياه والصرف الصحي وتحقيق التوازن المالي في ميزانية المدينة، وقال: «إذا أردنا أن نرى التغيير يتحقق، علينا أن نضغط من أجل ذلك»، مكرراً تعهده بتحقيق وعوده الانتخابية.
وبعد انتهاء الحفل، أعرب عضو المجلس محمد حسن عن ثقته بقدرة الأعضاء الجدد على «التعلم والتكيف»، لافتاً إلى أنه يتطلع إلى العمل مع الإدارة الجديدة.
ورداً على سؤال حول معنى كون رئيس البلدية مسلماً، وجميع أعضاء المجلس من المسلمين، أوضح حسن بأن القيادة الجديدة ستركز على «فعل ما هو جيد لهامترامك، بغض النظر عن أي شيء آخر».
وأضاف: «داخل مقر البلدية، كلنا مواطنون أميركيون، لا يوجد أي اعتبار للدين داخل المقر البلدي، العقائد تُمارس في الكنيسة والمسجد والمعبد، وفيما عدا ذلك، نحن جميعاً سكان في هامترامك، نحن مجتمع واحد، نحن أخوة وأخوات، ولن يتغير شيء».
Leave a Reply