«الموجة الرابعة» تتسبب بتعليق التعليم الحضوري مؤقتاً في بعض المدارس .. والبعض الآخر يتريث
بريانا غازروسكي – «صدى الوطن»
أعادت «الموجة الرابعة» من وباء كورونا خيار التعليم الافتراضي إلى الواجهة في المدارس العامة بمدينتي ديربورن وديربورن هايتس، حيث قررت «المنطقة 7» تعليق التعليم الحضوري حتى يوم 21 كانون الثاني (يناير) الجاري على الأقل، بينما فضّلت مدارس ديربورن العامة ومدارس كريستوود العامة في ديربورن هايتس التريث في اتخاذ خطوة مماثلة.
وسيواصل نحو 25 ألف طالب حضور صفوفهم شخصياً في مدارس ديربورن وكريستوود، رغم ارتفاع إصابات كورونا اليومية إلى مستوى قياسي، ورصد حالات متزايدة بين الأطفال في الوقت الذي تواجه فيه مستشفيات المنطقة تحديات غير مسبوقة في ظل تدفق مرضى كورونا يومياً إلى المنشآت الصحية.
وتتصدر ديربورن قائمة المدن الأكثر تأثراً بالفيروس المستجد في مقاطعة وين (بعد ديترويت)، حيث سجلت حتى الآن نحو 30 ألف إصابة وحوالي 300 حالة وفاة منذ بداية الوباء، فيما حلت ديربورن هايتس بالمرتبة الخامسة على صعيد المقاطعة بنحو 12,516 إصابة و180 وفاة، بحسب بيانات دائرة الصحة بمقاطعة وين.
صفحة بيضاء
ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا، وتزايد حالات العزل والحجر الصحي، دفع المسؤولين في مدارس «المنطقة 7» التي تغطي الأحياء الجنوبية من مدينة ديربورن هايتس، إلى تعليق التعليم الحضوري، والعودة إلى التعليم الافتراضي، بدءاً من يوم الإثنين 10 يناير ولغاية الجمعة 21 منه.
وأشار المشرف العام على مدارس «المنطقة 7»، الدكتور تايرون ويكس، إلى أن المنطقة التعليمية –التي تضم ست مدارس بينها «ثانوية أنابوليس»– تتوقع العودة إلى التعليم الحضوري يوم الإثنين 24 يناير، وقال في رسالة موجهة لأولياء الأمور: «ستكون هذه الفترة بمثابة حجر صحي على مستوى المنطقة، أي أننا سنُعزل عن بعضنا البعض، وعندما نعود إلى المدارس بعد أيام.. ستكون الأمور كما لو أنها صفحة بيضاء».
وأوضح ويكس بأن فترة الإغلاق المحدود ستمنح الفرصة لعمال النظافة لكي يقوموا «بتعقيم المباني بطريقة مثالية»، لافتاً إلى أن الطلبة سيمنحون الأجهزة اللازمة لمتابعة تعليمهم الأكاديمي من منازلهم، وأن المعلمين سيقومون بتدريس جميع طلابهم بشكل متزامن.
وذكّر ويكس بأن «المنطقة 7» قد تقوم بإضافة أيام دراسية في نهاية العام الدراسي، إذا لم يستوفِ الطلبة معدلات الحضور المطلوبة.
وفي سياق آخر، أشار ويكس إلى أن «المنطقة 7» ستواصل توزيع وجبات الإفطار والغداء خلال فترة التعليم الافتراضي، وقال: «المنطقة ترحب بجميع العائلات التي لديها أولاد في سنّ الدراسة» للحصول على وجبات الطعام اليومية.
وشجع ويكس على أخذ اللقاحات والجرعات المعززة، وقال في الرسالة: «أقدّر صبركم وتفهمكم لقيامنا بهذه التعديلات الضرورية لدعم صحة وسلامة طلابنا وموظفينا، وكذلك صحة وسلامة العائلات والمجتمع».
واستفاض قائلاً «تطعيم أكبر عدد من الأفراد، والالتزام ببروتوكولات السلامة المتعلقة بوباء كورونا، سيؤمنان استمرار التعليم في المدارس لأكبر عدد ممكن من الأيام خلال فصل الشتاء».
ووعد ويكس أولياء الأمور بالبقاء على اتصال وثيق معهم خلال فترة التعليم الافتراضي، لتأمين الخدمات التعليمية على أفضل وجه.
مدارس مفتوحة
من جانبها، قررت إدارة منطقة «كريستوود» التعليمية التي تغطي الأحياء الوسطى والشمالية في ديربورن هايتس، مواصلة التعليم الحضوري دون استبعاد الخطط البديلة «التي قد تفرضها البيانات الصحية المتعلقة بوباء كورونا».
وأشار المشرف العام على المنطقة، الدكتور يوسف مسلّم، إلى أن الإدارة تراجع البيانات الصحية يومياً، وأن المنطقة قررت «عدم اعتماد التعليم الافتراضي في الوقت الحالي».
وأوضح مسلم بأن الطلبة الذين يختارون البقاء في منازلهم خلال هذه الفترة، سيحصلون على المساعدة الكاملة من معلّمي وموظفي المنطقة التي تخدم زهاء 3,800 طالب معظمهم من أصول عربية.
وتضم منطقة كريستوود ثلاث مدارس ابتدائية ومدرسة إعدادية ومدرسة ثانوية، بالإضافة إلى برنامج المرحلة التمهيدية (بريسكول).
وقال مسلم: «نقوم بالتحقق من الأرقام كل يوم، على مستوى الصفوف، وعلى مستوى السنوات الدراسية، وعلى مستوى المباني، بغية اتخاذ القرارات المناسبة»، مضيفاً: «لا توجد لدينا حالياً أية خطط للعودة إلى التعليم الافتراضي، ولكن هذا الوضع قد يتغير بناء على البيانات والأرقام المستجدة».
وأكد مسلّم بأن عمليات صنع القرار في «منطقة كريستوود» تأخذ بعين الاعتبار «مصلحة الطلاب والموظفين، وكذلك مصلحة المجتمع». وقال: «نحن نقدر مساعدة المجتمع، ونثمن جهود موظفينا، في هذه الظروف، التي تتطلب جهوداً جماعية متواصلة لمكافحة الوباء».
وتجدر الإشارة إلى أن طلاب مدينة ديربورن هايتس موزعون على أربعة مناطق تعليمية، هي «كريستوود» و«المنطقة 7» و«وستوود»، إضافة إلى مدارس ديربورن العامة التي تغطي أحياء محدودة من شرق المدينة.
الخيار الأخير
مثل منطقة «كريستوود»، قررت «منطقة ديربورن التعليمية» التريث في اتخاذ قرار بالعودة إلى التعليم عن بعد. وقال المشرف العام، الدكتور غلين ماليكو، في بيان: «منطقتنا ستواصل التعليم الحضوري في الوقت الحاضر، ولكن هذا الوضع قد يتغير بناء على المستجدات».
وأشار ماليكو إلى استعداد منطقته للانتقال إلى التعليم الافتراضي في حال دعت الحاجة إلى ذلك، وقال ماليكو: «لدينا منطقة تضم أكثر من 21 ألف طالب، و24 مدرسة ابتدائية، ونحن ننظر إلى كل مدرسة على حدة، قبل اتخاذ أي قرار في هذا الشأن».
وأوضح ماليكو بأن الإدارات المدرسية ترصد أحوال الموظفين والطلاب على حد سواء، على مستوى المدارس، والصفوف، وعلى مستوى المنطقة بأكملها. وقال: «يمكننا عزل الصفوف بشكل مستقل، أو إغلاق بعض المباني، بناء على البيانات، ولكننا لن نقوم بالعودة إلى التعليم الافتراضي على مستوى المنطقة بأكملها إلا إذا استدعت الحقائق المستجدة ذلك».
وشجع ماليكو على ارتداء الأقنعة وأخذ اللقاحات والجرعات المعززة، «لكي نضمن إبقاء الطلاب في المدارس»، على حد تعبيره.
وأضاف: «لا يمكنني اتخاذ قرار بالاستناد إلى الرأي العام، إنني أستند في قراراتي على البيانات الصحية وعلى احتياجات الطلاب».
وشدد ماليكو على أن العودة إلى التعليم الافتراضي ستكون «الخيار الأخير»، وقال: «آمل أن نتمكن من تقليص أعداد الإصابات، وأن نتمكن –بالتالي– من إبقاء الأطفال في المدارس»، مضيفاً: «في هذه المرحلة لا أرى ضرورة للعودة إلى التعليم عن بعد، ولكنني لن أتردد في العودة إليه إذا دعت الظروف لذلك».
وأكد ماليكو بأن قرار العودة إلى التعليم الافتراضي ليس قراراً تنفرد به إدارة المنطقة، وإنما يجب أن يكون قراراً جماعياً يشترك فيه الآباء والموظفون. وختم بالتأكيد على أن مواصلة التعليم الحضوري تتطلب جهوداً جماعية من الآباء والطلاب والموظفين، مثنياً على «المسؤولية العالية» التي أبداها الموظفون وأولياء الأمور خلال المرحلة الماضية، وقال: «لقد كانوا مسؤولين للغاية، إذ عندما كانوا يشعرون بأعراض كورونا، كانوا يتصلون عبر الهاتف، ويخطرون الإدارة ببقائهم في المنازل، لتجنيب الطلاب والموظفين الآخرين من مخاطر الفيروس المستجد».
Leave a Reply