وفيقة إسماعيل – «صدى الوطن»
نستعرض في التقرير التالي أبرز المحطات السياسية التي شهدتها الساحة العربية خلال العام 2021:
مصالحة خليجية
بعد وساطة قادتها الكويت، أُعلن عن فتح الحدود والأجواء السعودية أمام قطر، وجرى تأكيد حضور الأمير القطري قمة العلا التي عُقدت في الخامس من كانون الأول (يناير) وأكدت على ضرورة تمتين روابط التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي. كما تم الإعلان عن إعادة افتتاح السفارة السعودية في قطر. وكانت قطر قد تعرضت لحصار فرضته الرياض وثلاث دول عربية عليها منتصف عام 2017 هي مصر والبحرين والإمارات ما أشعل فتيل الأزمة متهمة الدوحة بدعم الإرهاب والتقرب من إيران.
محاولة انقلاب في الأردن
في الثالث من نيسان، وبعد متابعة أمنية، اعتقلت السلطات الأردنية عدداً من المسؤولين البارزين، في مقدمهم الشريف حسن بن زيد شقيق الملك الأردني وباسم عوض الله مدير مكتبه. وفي وقت لاحق أُفرج عن 16 موقوفاً ليبقى الأمير حسن ومدير مكتبه فقط قيد الاعتقال، حيث قضت محكمة أمن في الأردن على المتهمَين في قضية «الفتنة» بالسجن 15 عاماً لكل منهما، مع الأشغال الشاقة.
معركة «سيف القدس»
شكلت معركة «سيف القدس» في أيار (مايو)، محطة بارزة في المواجهة ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث تمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية من الانتصار على المحتل وفرض معادلة جديدة في الصراع، رغم الاختلاف الواضح في القدرات والإمكانات العسكرية. وبالإضافة إلى الانتصار العسكري، نجحت العملية بإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية وتوجيه صفعة إلى دول التطبيع العربي.وعلى مدى 11 يوماً استهدفت المقاومة العمق الإسرائيلي بعدد هائل من الصواريخ متسببة بخسائر مادية وبشرية فادحة لدولة الاحتلال التي دخلت حالة من الشلل التام.
إعادة انتخاب الأسد
تتوجياً لصموده المستمر منذ عشر سنوات، فاز الرئيس السوري بشار الأسد بولاية رابعة بعد حصوله على 95.1 بالمئة من أصوات الناخبين وبنسبة إقبال بلغت 78.66 بالمئة. وقد جرت الانتخابات في ظل انحسار رقعة الحرب التي تدور على الأراضي السورية بعد طرد الجماعات الإرهابية من معظم المناطق الحيوية. وشهد العام 2021 هدوءاً نسبياً على معظم الجبهات، سواء إدلب شمالاً أو منطقة الجزيرة شرقاً، فيما واصلت دولة الاحتلال غاراتها المتقطعة على سوريا من وراء الحدود. غير أن أكبر التحديات التي واجهتها السلطات السورية خلال العام الماضي كان التحدي الاقتصادي، حيث شهدت الليرة السورية انهياراً غير مسبوق أمام الدولار الأميركي، في الوقت الذي بدأت فيه بعض الدول العربية بإعادة علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق.
تدابير قيس سعيد
في ساعة متأخرة من ليل الأحد 25 تموز (يوليو) 2021، ترأّس الرئيس التونسي قيس سعيّد اجتماعاً طارئاً للقيادات العسكرية والأمنية في قصر قرطاج خرج على إثره بمجموعة قرارات أحدثت ما يشبه الصدمة في الشارع التونسي، ليعلن تجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن النواب، وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من منصبه كي يتولى مهام السلطة التنفيذية بمساعدة رئيس حكومة يختاره بنفسه. وقد جاءت هذه القرارات إثر احتجاجات شهدتها عدة مناطق تونسية رُفعت فيها شعارات مناهضة للحكومة والبرلمان وحركة النهضة، تبعتها أعمال عنف وإحراق لبعض مقار حزب النهضة.
توتر بين الجزائر والمغرب
أعلنت الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، على خلفية تراكمات من التوتر بين البلدين طيلة السنوات الماضية، متهمة الرباط بشن حرب دنيئة ضدها، وبالتدخل في شؤونها من خلال تقديم الدعم والمساعدة لحركة «ماك» الإرهابية المتورطة في حرائق الغابات التي شهدتها الجزائر. وقال وزير خارجية الجزائر إن «آخر الأعمال العدائية من الرباط هي تصريحات وزير خارجية كيان الاحتلال الاسرائيلي من المغرب ضد الجزائر»، لافتاً إلى أنه «لم يحدث من سنة 1948 أن أصدر وزير إسرائيلي تصريحات عدوانية من دولة عربية ضد دولة عربية أخرى».
معجزة سجن جلبوع
شكل فجر يوم الإثنين السادس من أيلول (سبتمبر) حدثاً عميقاً في الوجدان العربي بعد نجاح ستة أسرى فلسطينيين في الهروب من سجن جلبوع الإسرائيلي الأكثر تحصيناً، حيث تمكنوا من حفر نفق بداخله، في عملية وصفتها إسرائيل بأنها أخطر الحوادث الأمنية التي شهدتها. ورغم تمكن قوات الاحتلال من معاودة اعتقال الأسرى المحررين تباعاً، إلا أن هذه الحادثة ستبقى صفعة لا تُنسى في تاريخ الاستخبارات الإسرائيلية التي أصيبت بالخيبة وسط تبادل لرمي الاتهامات بالتقصير بين القيادات العسكرية الإسرائيلية.
انتخابات العراق
لا تزال نتائج الانتخابات العراقية حتى اليوم تلقي بظلالها على الحياة السياسية في العراق. حيث سجل تحالف «الفتح» الذي يمثّل الحشد الشعبي، تراجعاً كبيراً في البرلمان الجديد، وسط تقدم كبير للتيار الصدري. «الإطار التنسيقي» الذي يضم تحالف الفتح وائتلاف رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، وائتلاف «دولة القانون» برئاسة نوري المالكي و«تيار الحكمة» بزعامة السيد عمار الحكيم، رفض تلك النتائج وتقدم بطعن فيها طالباً إعادة العد والفرز يدوياً في كل الدوائر والمحافظات. وهو ما تعذر القيام به وفقاً للهيئة العليا للانتخابات التي درست الطعون المقدمة، لكن الحكم النهائي الذي جرى تأجيل النطق به في المرة الأولى لم يحمل تغييراً جوهرياً في النتائج وبقيت الكتل تقريباً على حالها. وانعكس التوتر السياسي المتصاعد على عملية تأليف الحكومة المتعثرة، وسط إصرار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، على تأليف حكومة أكثرية، وتمسك المكونات الشيعية الأخرى بحكومة توافقية يتمثل فيها الجميع.
انقلاب في السودان
في 25 من تشرين الأول (أكتوبر)، أعلن قائد القوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان حالة الطوارئ في البلاد وحلّ الحكومة الانتقالية بعد اعتقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ومسؤولين حكوميين آخرين. وخرج عشرات الآلاف من المدنيين العُزّل إلى شوارع العاصمة الخرطوم ومدن أخرى احتجاجاً على استيلاء الجيش على السلطة. وكان البرهان يترأس أيضاً مجلس السيادة، الذي تأسّس في العام 2019 لتولّي مهام الرئيس السابق عمر البشير، بالاتفاق مع الأحزاب والجمعيات المنضوية تحت لواء المعارضة السودانية. لكن البرهان قام بتعليق أحكام رئيسية من الوثيقة الدستورية لعام 2019، ما أدّى فعلياً إلى حلّ المجلس والحكومة الانتقالية، وإبطال كامل الاتفاق السياسي الذي استندت إليه الوثيقة.
السعودية تقاطع لبنان
في لقاء تلفزيوني مسجل اعتبر وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي –قبل توليه المنصب– أن الحوثيين في اليمن «يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات»، وأن الحرب على اليمن «عبثية». واستغلت الرياض نشر المقابلة، لتعلن قطيعة دبلوماسية مع لبنان انضم إليها عدد من الدول الخليجية للمطالبة بإقالة الوزير قرداحي. وبينما سارع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، إلى التبرؤ من كلام وزير الإعلام، قرر قرداحي –بعد أسابيع– إعلان استقالته طلباً للتهدئة والحفاظ على أفضل العلاقات مع دول الخليج العربي، لكن أبواب المملكة ظلت مقفلة في وجه ميقاتي وحكومته.
تقدم الحوثيين
سيطر الحوثيون خلال العام الماضي على مدينة الحديدة الساحلية بعدما أخلت القوات المدعومة من الإمارات مواقعها جنوب المدينة دون ذكر أسباب الانسحاب، في الوقت الذي اتسعت فيه رقعة المواجهة بين القوى المتحالفة مع «أنصار الله» والقوى المدعومة من «التحالف السعودي»، خصوصاً في محافظتي مأرب (وسط) وشبوة (جنوب شرق) النفطيتين.
كما تمكن الحوثيون من مهاجمة العمق السعودي في أكثر من عملية عسكرية بواسطة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وسط فشل سعودي في احتواء تلك الهجمات رغم مرور سبع سنوات على بداية حرب اليمن.
إسرائيليون في بلاد العرب
أعلنت تل أبيب عن توجّه وزير الأمن بيني غانتس، إلى العاصمة المغربية، الرباط، لعقد اتفاقيات تعاون أمني مع المغرب. واجتمع غانتس خلال الزيارة بنظيره المغربي، عبد اللطيف لوديي، ووزير الخارجية، ناصر بوريطة.وفي حدث آخر، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد غداة وصوله إلى الإمارات في أول زيارة لمسؤول إسرائيلي على هذا المستوى للإمارات. وقد عقد رئيس الوزراء اجتماعات مع مسؤولين إماراتيين في مجالات التكنولوجيا والثقافة والاستثمارات.
تأجيل الانتخابات الليبية
الانتخابات الليبية التي كان مقررا إجراؤها في 24 ديسمبر 2021 تقرر تأجيلها وهي أول انتخابات رئاسية في ليبيا منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي قبل أكثر من عشرة أعوام، إلا أنّ عقبات قانونية وخلافات أدت إلى إرجاء موعدها إلى 24 يناير. التجاذبات السياسية وتضارب المصالح الداخلية والخارجية ونقص التنظيم عوامل حالت دون إتمام الانتخابات في موعدها.
Leave a Reply