رفضاً لإلزامية التطعيم ضد كورونا
ويندزر
مع توسع حركة الاحتجاج التي يقودها سائقو الشاحنات في كندا رفضاً لإلزامية التطعيم ضد كورونا، اضطرت السلطات الأميركية، مساء الإثنين الماضي إلى إغلاق جسر «أمباسادور» الدولي الرابط بين مدينتي ويندزر وديترويت، بعدما لجأ المحتجون إلى عرقلة حركة المرور على الجانب الكندي، ضمن حركة الاحتجاج المتواصلة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
وقامت السلطات على جانبي الحدود بإغلاق المعبر التجاري الأكثر ازدحاماً بين كندا والولايات المتحدة بعدما اكتظ الجسر الدولي بعشرات شاحنات النقل لعدة ساعات، مع تعمد المحتجين تعطيل حركة المرور على الجانب الكندي، عبر سد منافذ الدخول والخروج من الجسر في مدينة ويندزر.
وفيما نجحت السلطات الكندية بإعادة فتح المعبر جزئياً صباح اليوم التالي، استمرت السلطات الأميركية بإغلاق منافذ الجسر في ديترويت مع استمرار احتجاجات سائقي الشاحنات في ويندزر، وقامت بتحويل الشاحنات التجارية إلى جسر «بلوبريدج» في مدينة بورت هيورون، حيث بدأت طوابير الشاحنات تتسبب بزحام خانق.
ويوم الخميس الماضي، دعا رئيس بلدية ويندزر، درو ديلكنز، المحتجين إلى فتح الطرقات والمنافذ المؤدية إلى الجسر، مهدداً باستخدام القوة، في حال امتناعهم عن ذلك.
في المقابل، دعت حاكمة ولاية ميشيغن، غريتشن ويتمر، السلطات الكندية إلى الإسراع في إعادة فتح الجسر الحيوي. وقالت: «رسالتي بسيطة: افتحوا السير!».
توسع رقعة الاحتجاج
وكانت موجة الاحتجاجات المستمرة عبر أنحاء كندا قد بدأت أواسط الشهر الماضي حين تدفق المئات من سائقي الشاحنات والمتظاهرين الآخرين على العاصمة أوتاوا للإعراب عن معارضتهم الشديدة لفرض لقاح كورونا على سائقي الشاحنات الذين يعبرون الحدود الأميركية الكندية، بموجب قانون جديد دخل حيز التنفيذ في 15 كانون الثاني (يناير) المنصرم. ومنذ هذا التاريخ، تطورت الاحتجاجات لتتحول إلى مظاهرات واسعة ضد الحكومة الليبرالية بقيادة جاستين ترودو.
وتفاقمت حركة الاحتجاج في 28 يناير الماضي، بعد توجه آلاف سائقي الشاحنات إلى العاصمة الكندية أوتاوا حيث قاموا بتعطيل حركة المرور واستولوا تدريجياً على وسط المدينة. لكن ترودو، الذي أدان الاحتجاجات ووصفها بأنها محاولة لفرض حصار اقتصادي وعرقلة سبل المعيشة اليومية للمواطنين»، أكد في خطاب له الأسبوع الماضي، تمسكه بإلزامية التطعيم ضد كورونا باعتبار اللقاح أفضل وسيلة لمكافحة لجائحة، لافتاً إلى أن 90 بالمئة من سكان كندا قد تلقوا اللقاح حتى الآن.
وفي محاولة لاحتواء الاحتجاجات في العاصمة الكندية، أعلنت بلدية أوتاوا، يوم الأحد الماضي، حالة الطوارئ للتعامل مع الاحتجاجات غير المسبوقة التي أطلق عليها اسم «قافلة الحرية». وقال رئيس البلدية، جيم واتسون، إن المظاهرة تشكل «خطراً جسيماً وتهديداً لسلامة وأمن السكان».
وعندما بدأت قوى الأمن الكندية في استعادة السيطرة على شوارع المدينة، لجأ سائقو الشاحنات إلى نقل احتجاجاتهم باتجاه المعابر الحدودية، وتحديداً جسر «أمباسادور» الذي يربط بين مدينة ديترويت الأميركية ومدينة ويندزر الكندية.
ويعدّ جسر «أمباسادور» الذي تعبره حوالي ثمانية آلاف شاحنة يومياً، طريق إمداد رئيسي لصناعة السيارات الأميركية في ديترويت فضلاً عن أنه شريان يرتبط بنحو ربع التجارة بين الولايات المتحدة وكندا.
وفي السياق، حذر البيت الأبيض، يوم الأربعاء الماضي، من استمرار احتجاجات الكنديين وإغلاق المعابر الحدودية، وأكد أن تلك الاحتجاجات تلحق الضرر بصناعة السيارات فيما تواصل أوتاوا الحث على إنهاء الاحتجاجات المستمرة ضد قيود كورونا. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي: «من المهم للجميع في كندا والولايات المتحدة أن يفهموا تأثير هذا الانسداد على العمال وسلاسل التوريد.. فضلاً عن الصادرات الزراعية الأميركية عبر ميشيغن إلى كندا».
Leave a Reply