بايدن يرشح أول أفريقية أميركية لعضوية المحكمة العليا بالولايات المتحدة

واشنطن

اختار الرئيس جو بايدن، ترشيح القاضية الليبرالية، كيتانجي براون جاكسون، للانضمام إلى المحكمة الأميركية العليا، كأول امرأة سوداء يتم ترشيحها لشغل هذا المنصب الرفيع.

ووصف بايدن مرشحته –خلال تقديمها في البيت الأبيض– «بأنها واحدة من ألمع العقول القانونية في أمتنا»، مشيداً «بمؤهلاتها الاستثنائية»، علماً بأنه كان قد وعد خلال حملته الانتخابية في العام 2020 بأن يُعيّن قاضية سوداء في المحكمة الأميركية العليا.

وكانت جاكسون (51 عاماً) ضمن ثلاث قاضيات من أصول إفريقية وصلن إلى المرحلة النهائية من عملية الاختيار التي جرت بشكل مدقق لتجنب أية معارضة محتملة في مجلس الشيوخ الذي يتعين عليه تثبيت قضاة المحكمة العليا بعد ترشيحهم من قبل الرئيس.

ونظراً إلى حساسية القرار، انخرط بايدن شخصياً في عملية الاختيار وصولاً إلى إجراء مقابلات مباشرة مع المرشحات الثلاث النهائيات.

وفي إطار حرصه على ترشيح قاضية سوداء، قال بايدن: «لفترة طويلة جداً، لم تكن حكوماتنا ومحاكمنا تشبه أميركا. أعتقد انه آن الأوان لكي تكون لدينا محكمة تعكس كل مواهب وعظمة أمتنا مع مرشحة تملك مؤهلات استثنائية»، مشيداً بعملها في القطاعين الفدرالي والخاص.

ونظراً للاستقطاب السياسي القوي الراهن في أميركا، فإن جاكسون (51 عاماً) قد تواجه مساءلة خلال جلسة الاستماع لها أمام أعضاء مجلس الشيوخ الذين رد بعضهم سلباً على تعيينها. وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل منتقداً إن «القاضية جاكسون هي الخيار المفضل للمصالح المالية القاتمة لليسار المتطرف».

وليس من شأن ترشيح جاكسون –وهو أول تعيين لبايدن في المحكمة العليا– أن يغير موازين القوى داخل المحكمة العليا المؤلفة من تسع قضاة. ففي حال تثبيتها، ستحل جاكسون محل القاضي التقدمي ستيفن براير الذي قرر التقاعد في نهاية حزيران (يونيو) المقبل. وستصبح بذلك المحكمة مؤلفة من ستة أعضاء محافظين (بينهم امرأة) وثلاثة تقدميين كلهن نساء.

وقبل بايدن، حظي دونالد ترامب بفرصة تعيين ثلاثة قضاة في المحكمة العليا، مرسخاً النزعة المحافظة في أعلى هيئة دستورية على مدى عقود على الأرجح.

وعلى مدى 232 عاماً من وجودها، لم تضم المحكمة العليا في الولايات المتحدة إلا قاضيين فقط من السود، أحدهما كلارنس توماس الذي عينه الرئيس الأسبق جورج بوش الأب ولا يزال عضوا في المحكمة.

وتعمل جاكسون منذ 2013 كقاضية في المحكمة الفدرالية بالعاصمة واشنطن، وهي محكمة معروفة بأهمية الملفات التي تنظر فيها. ونشأت جاكسون في فلوريدا وهي متزوجة من جراح مشهور وأم لابنتين، كما أنها حائزة على شهادة الحقوق من «جامعة هارفرد» العريقة.