ديترويت
مع تنامي الانتشار العربي في المغتربات والمهاجر حول العالم، وجد تطبيق «بقلاوة» Baklava الإلكتروني، بيئة رحبة وخصبة للنمو السريع، وسط إقبال كثيف من المغتربين العرب الراغبين ببناء العلاقات الاجتماعية والعاطفية التي تلائم خلفياتهم الثقافية.
وفي مؤشر على مدى شعبية «بقلاوة» في سوق التطبيقات، تم تنزيل التطبيق أكثر من 160 ألف مرة على هواتف المستخدمين خلال أسبوع واحد من شهر شباط (فبراير) الماضي، فيما يتجاوز عدد الزوار 75 ألف عضو يومياً.
وتشير البيانات التي اطلعت عليها «صدى الوطن» إلى أن التطبيق –الذي يقع مقره الرئيسي في الولايات المتحدة– بات يحقق –شهرياً– ثلاثة ملايين حالة توافق (ماتش) بين الباحثين عن شريك للمواعدة أو الزواج، كما يتم عبره تبادل زهاء عشرة ملايين رسالة، وهو ما يدل «على توق حقيقي لدى العرب، للتواصل مع بعضهم البعض في جميع أنحاء العالم»، بحسب القائمين على الشركة التي لديها فرع في منطقة ديترويت.
وكان تطبيق «بقلاوة» قد أطلق في نهاية عام 2020، ومايزال –منذ ذلك الحين– التطبيق «الأول والوحيد من نوعه على شبكة الإنترنت»، المتخصص بتلبية رغبات المواعدة والتعارف بين الشباب العربي داخل الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها، آخذاً بعين الاعتبار آداب السلوك العربي ومزايا الهوية والثقافة العربية.
ويعتمد التطبيق على بعض التصورات المنتشرة في عالم العلاقات بين الرجال والنساء، كتفضيل مهن معينة، أو الانجذاب لجماليات محددة، بحيث يمكن للمتصفحين الترويج لحساباتهم من خلال عناوين لافتة، لا تخلو من الهزل والفكاهة، مثل: «فلافل أو شاروما؟»، «طبيب أو مهندس أو خيبة أمل؟»، و«هل تريد أن أقلّك على الجمل أو بسيارة اللامبورغيني؟»، وغير ذلك من التعابير التي لا تخلو من الدلالات والإيحاءات المعروفة في العالم العربي.
ويفخر صنّاع التطبيق بفهمهم للثقافة العربية وأهمية المفاهيم والعادات والآداب خلال العلاقات العاطفية، إذ نجد في بطاقة التعريف بالتطبيق العبارة التالية: «صمّمه عرب من أجل عرب».
ومع ذلك، لا يستخدم التطبيق أية فلترة أو تقييد للمستخدمين، وهو يسمح بلقاء الأعضاء الذين يتشاركون نفس الاهتمامات والقيم والهوايات، ولا يحجب الأشخاص المختلفين والمتمايزين عن بعضهم البعض، فالتطبيق لا يحتوي على معايير للتمييز حسب الطول أو الدين أو المهنة أو لون البشرة أو البلد الأصلي.
إضافة لذلك، فإن بمقدور الأعضاء تضمين سيرهم الذاتية (بروفايل) بما يحلو لهم، ويمنعون من حجب حساباتهم عن بعض الأعضاء، إذ أن صفحات المشتركين تكون متاحة للجميع.
إضافة لذلك، فإن «بقلاوة» محايد دينياً، ويمكن للأشخاص مهما كانت أديانهم وجنسياتهم تنزيل التطبيق على هواتفهم مجاناً، مع تقديم مزايا خاصة للأعضاء.
رواج واسع
من المثير للاهتمام أن شعبية «بقلاوة» لا تقتصر على مناطق الكثافة العربية على الساحل الغربي والغرب الأوسط في الولايات المتحدة، بل وصلت شهرته إلى مستوى عال في سوق التطبيقات الأوروبية.
وتظهر الأرقام أنه في صيف 2021، أصبح «بقلاوة» التطبيق المجاني الأكثر تنزيلاً في ألمانيا، بعد «فيسبوك» و«واتسآب»، و«إنستغرام».
كما احتل «بقلاوة» المرتبة الأولى في الأسبوع الأخير من شهر نيسان (أبريل) عام 2021، ضمن قائمة التطبيقات الناشئة الأكثر رواجاً بحسب الموقع الإخباري «غلوبال دايتينغ إنسايتس« (جي دي آي)، المتخصص بشؤون خدمات المواعدة عبر الإنترنت.
جسر عاطفي
تؤكد إدارة «بقلاوة» بأن التطبيق نجح في إرساء الكثير من العلاقات العاطفية بين أعضائه، والتي تُوّج العديد منها بالخطوبة أو الزواج.
وقالت المؤسِسة والمديرة التنفيذية لـ«بقلاوة»، ليلى مهيزن: «بقلاوة.. هو وسيلة لملايين العرب حول العالم للتواصل مع بعضهم البعض، وللتواصل مع جذورهم»، معربة عن شعورها بالفخر من العلاقات التي أنشأها التطبيق في الحياة الواقعية.
وأضافت: «من الصداقات إلى الخطوبات إلى الزيجات.. الكثير من العلاقات التي لا يمكن إنكارها.. ولأول مرة في التاريخ أصبح المجتمع العربي يتواصل عالمياً بفضل تطبيقنا».
وأشارت مهيزن إلى أن إعلانات الترويج الرسمية للتطبيق على موقع «تيك توك» حصدت أكثر من 14 مليون مشاهدة.
ويقول صنّاع التطبيق إن «بقلاوة» يهدف –أيضاً– إلى دحض الفكرة القائلة بأن المرأة العربية مسموح لها بـ«رجل واحد» طيلة حياتها، وإنه يحاول «تطبيع ثقافة المواعدة والحياة العاطفية للتعلم من الأخطاء وتنمية الذكاء العاطفي».
وينصح القائمون على التطبيق، الشبان العرب بألا يقلقوا بشأن «الوصمات» الناجمة عن السوابق العاطفية لدى النساء، مؤكدين بأن «بقلاوة» يحاول سدّ الفجوة بين النساء والرجال العرب في عالم المواعدة.
وتقع مكاتب «بقلاوة» في مدينة لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا ومدينة ديترويت بولاية ميشيغن، وقد قامت الشركة التي تمتلك التطبيق بنصب لوحة إعلانية في ديربورن، العام الماضي، كما أقامت ورشة تثقيفية في ديترويت هذا العام، في إطار فعالية «فيلم لاب ديترويت»، بالمشاركة مع فنانين عرب محليين لتسليط الضوء على الفن العربي.
وبوجود زهاء 3.5 مليون عربي في الولايات المتحدة، و440 مليون في العالم العربي، يتطلع صنّاع التطبيق إلى انضمام المزيد من الشبان والشابات العربيات إلى التطبيق، من البلدان العربية، ومن المهاجر الغربية.
التطبيق، يرحّب أيضاً بالمتصفحين غير العرب المهتمين بالثقافة والعالم العربي، والذين يحترمون الهوية الحديثة والمتطورة والعالمية التي يتحلى بها العديد من الشباب العربي في العصر الحالي.
من جانبها، أشارت كبيرة مديري التسويق في «بقلاوة»، سيرينا سكاف، إلى أن التطبيق يأخذ بعين الاعتبار علاقة الأعضاء بجذورهم العربية وهوياتهم الثنائية في المغتربات التي يعيشون فيها.
سكاف، التي ولدت في ديربورن، ونشأت في لبنان، أضافت: «نعلم أن العرب منتشرون في جميع أنحاء العام، ونحن بحاجة إلى منصة لهذا الانتشار الذي يتطلع أبناؤه إلى التعارف والالتقاء».
وأضافت: «نأمل في أن نشارك في تحديث المنطقة العربية من خلال التكنولوجيا بطريقة تحافظ على ثقافتنا وخصوصيتنا، ولهذا السبب تدمج «بقلاوة» آداب المجتمع العربي مع علامتها التجارية وتجارب المستخدمين، ما يجعل التطبيق أكثر تكاملاً وترحيباً، على عكس تطبيقات المواعدة الغربية التي تستهدف المجاميع الغفيرة، والتي تشتهر إما بكونها مقبولة بشكل معتدل، أو مرفوضة على نطاق واسع بين العرب في المنطقة».
لمزيد من المعلومات حول التطبيق، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني: Baklavaapp.com
Leave a Reply