محمد العزير
مدهش عدد المرات التي تبدو فيه أميركا بنخبها السياسية والأكاديمية والإعلامية مندهشة من حدث عالمي يخصها مباشرة أو مداورة.
دأب الغرب منذ انفلاش التجربة الاستعمارية المقيتة أواخر القرن الثامن عشر على تربية الوحوش. وذلك، بعد ترسيخ الهيمنة الأوروبية الغربية على العالم الجديد (القارة الأميركية) على حساب ملايين السكان الأصليين الذي منح مصيرهم «بابا روما» –باسم بشارة السيد المسيح– إلى القوى الأوروبية المهيمنة في حينه (إسبانيا، البرتغال وفرنسا… ومن شاء من المغامرين) لينصّروا تلك الشعوب و«يحضّروها»، تلك الترّهة التي أدت إلى هلاك حضارات بكاملها مع أهلها وعمرانها (إحدى أسوأ ممارسات تلك الحقبة الدموية أن القساوسة والرهبان كانوا يعلنون تنصير أطفال السكان الأصليين ثم يقومون بقتلهم كخدمة لهم لأن الأطفال يدخلون الجنة بلا حساب، لأن الكهنوت لا يهتم بمصير غير البيض)، لكن تربية الوحوش شيء وترويضها شيء آخر.
لا تتسع مقالة، أو كتاب على سبيل المثال، للإحاطة بتجارب أوروبا البيضاء، في هذا الميدان، على مدى ثلاثة قرون. يمكن البدء من تاريخ أقرب لايزال بعض شهوده أحياء. تاريخ الفاشية التي بدأها بينيتو موسوليني في إيطاليا عام 1922، ونالت إعجاب العنصري الكبير ونستون تشرشل (الذي كان وزير المستعمرات في حينه وأصبح لاحقاً «رجل الدولة النادر ونبراس المقاومة والديمقراطية») والذي تبادل معه الرسائل الودية المطولة ليعرف منه كيف يمكن تجييش الناس ليلغوا ضمائرهم ويتحمسوا لنهب المستعمرات مهما كان الثمن. أوعز تشرشل عند القبض على «الدوتشي» إلى المخابرات البريطانية بإحراق وإتلاف كل مكتبته ورسائله حتى لا تفتضح علاقته الخبيثة به.
عندما انتقلت الفاشية من إيطاليا المتوسطية إلى نازية فعّالة في ألمانيا النافذة والمهمة، سال لعاب الغرب على النموذج الصارم الذي صممّه أدولف هتلر. أصبحت برلين مقصد السياسيين الغربيين الذين لم يتقنوا بعد، أساليب الحداثة السياسية ورأوا في نازية هتلر ملاذاً من البعبع الشيوعي الذي تحول لاحقاً إلى ملاذ أخير. من يراجع الأرشيف الألماني سيكتشف أن بين طالبي زيارة هتلر ومقابلته عشرات الرؤساء ورؤساء الوزراء ورؤساء الأحزاب والسياسيين والمثقفين الأوروبيين الغربيين من بريطانيا إلى فرنسا إلى أميركا ودول القارة الأميركية وفوقهم أفراد ما تبقى من عائلات مالكة من السويد شمالاً إلى إسبانيا جنوباً (وخصوصاً أعيان التاج البريطاني).
كان هتلر رجل العام على غلاف مجلة «التايم» الأميركية عام 1938، بعد ضمه النمسا وخرقه اتفاقيات فرساي التي أنهت الحرب العالمية الأولى، واجتياحه تشيكوسلوفاكيا، لا بل أن مجلة «الحياة» (Life Magazine) الأميركية أفردت له غلافها وملحقاً كاملاً في داخلها لتقدمه للناس كرجل عائلة هادئ ورصين بعد اجتياحه لبولندا عام 1939، فيما كان أصحاب الأسماء الكبيرة –من صانع السيارات الشهير هنري فورد والأب الكاثوليكي تشارلز كوفلين مؤسس أول إذاعة دينية وطنية في ديترويت إلى صانع الترفيه الشهير والت ديزني والسينمائي والطيار «النجم» تشارلز ليندبرغ في لوس أنجليس وما بينهما من أصحاب ورؤساء مجالس إدارات الصناعات الكبرى والاتصالات وحتى أعضاء في الكونغرس– يتباهون بصداقتهم لهتلر ويروجون للنمط النازي كحل لمشاكل أميركا مع الملونين والمهاجرين من غير الأوروبيين البيض.
كان على العالم الذي دلّع هتلر وتغاضى عن عدوانيته واحتقاره للقوانين الدولية وكل البشر من غير العرق الآري الأبيض أن يدفع ثمناً غالياً لم تنج منه أية دولة نتيجة سياسة الترضية التي اعتقد الغرب أنها ستقف عند الحدود الغربية لألمانيا. وكان على العالم أيضاً أن يستمع بدهشة لسؤال جورج بوش الابن بعد الهجمات الإرهابية على نيويورك وواشنطن العاصمة في 11 أيلول 2001، لماذا يكرهوننا؟ وكأن ابن الرئيس الحادي والأربعين جورج بوش الذي كان رئيساً للمخابرات المركزية الأميركية لا يعرف من صنع أسامة بن لادن وموّله وسلّحه ولا يعرف أن سلف والده وأيقونة اليمين الديني رونالد ريغان لم يكن مبشراً متحمساً للإسلام الجهادي ولم يفتح البيت الأبيض والخزينة العامة للمجاهدين في أفغانستان الذين كانوا يخوضون بالوكالة عن أميركا حرباً ضد الاتحاد السوفياتي رداً على المساهمة السوفياتية في هزيمة فيتنام، ولم يعرف أن أميركا زودت صدام حسين بالأسلحة الكيمياوية ليستخدمها ضد القوات الإيرانية وقد فعل، وبعدها فوجئت واشنطن بأنه استخدمها ضد شعبه ومواطنيه.
عندما آلت خلافة بوريس يلتسين، أول رئيس روسي منتخب، إلى السياسي المغمور في حينه فلاديمير بوتين، تولت أميركا بنخبها الأكاديمية والإعلامية التعريف بضابط المخابرات السوفياتية السابق كنجم واعد وشيء يشبه شخصية جيمس بوند الهوليوودية المحبوبة. افتتح بوتين عهده بزيارة عاصمة جمهورية الشيشان المتمردة، غروزني، على متن طائرة حربية من نوع «سوخوي27». بالطبع لم يقد بوتين الطائرة ذات المقعدين. تولى تلك المهمة أكبر ضابط طيار في روسيا والأكثر خبرة الجنرال ألكسندر خارفسكي الذي بقي في قمرة القيادة بينما نزل الأول من الطائرة بزي عسكري مهيب وتغندر أمام كاميرات الإعلام الغربي بمشيته المدروسة ليصبح المشهد مهيمناً على عقول المشاهدين والقراء في الغرب. تجاوز الإعلام الغربي، والأميركي بالتحديد، في تهافته المريع، حقيقة أن بوتين ليس طياراً، وأن الغاية من المشهدية كانت الإعلان أن لا حل لأزمة الشيشان إلا بالحسم العسكري، وأن مستبداً جديداً في طور الصعود. تكرر التهافت نفسه عندما نشر بوتين صوره وهو يمتطي صهوة حصانه عاري الصدر، وحين بارز المحترفين في لعبة «الهوكي» وتفوق في تسجيل الأهداف على الملعب الجليدي، وعندما هزم خصمه المرعوب في لعبة «الجودو»، وعندما جدد شباب الكرملين وأعاد اليه طلته القيصرية بالأبواب الهائلة والحرس دائم التأهب والسجاد الأحمر، وطبعاً المشية المدروسة.
في الأول من أيار (مايو) عام 2003، قلّد بوش الابن، حركة بوتين وحط في طائرة حربية ذات أربعة مقاعد على حاملة الطائرات «أبراهام لنكولن» في ميناء مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا ليعلن «إنجاز المهمة» في العراق الذي يبعد مسافة أكثر من سبعة آلاف ميل (12,400 كيلومتر). الكل يعرف كيف أنجزت تلك المهمة!
عشية حرب الإبادة الشاملة على الشيشان اختارت مجلة «التايم»، بوتين رجل العام 2007 رغم المجزرة الهائلة التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين، ولا يزال مصير حوالي عشرة آلاف شيشاني غير معروف.
ففي عرف الإعلام والنخب الأميركية، التي تندب اليوم على أوروبية أوكرانيا وتمدنها، الضحايا كانوا غير بيض وغير مسيحيين والأهم أنهم مسلمون، وما أسهل إلصاق تهمة الإرهاب بالمسلم، إنه إعلام الصور النمطية الذي يذكر اسم وعمر وضحايا العنف إن كانوا أوربيين بيض، أو إسرائيليين على سبيل المثال، بينما يكتفي بذكر العدد، بعد أن يشكك فيه، إذا كانوا عرباً أو مسلمين.
خلال حرب الأرض المحروقة في الشيشان وبعدها، عمد الديكتاتور الوسيم على دعم وتشجيع الطغاة في الجمهوريات السوفياتية السابقة الذين انتقلوا من اللجنة المركزية والمكتب السياسي في الحزب الشيوعي إلى مناصبهم الرأسمالية الحديثة دون تكلف أو توضيح، ثم اجتاح جمهورية جورجيا عام 2008، واستبدل حكومتها المنتخبة بحكومة دمى تابعة له، باعتبار أن الجمهوريات السابقة لا تزال في فلك موسكو.
في الثلاثين من أيلول (سبتمبر) 2015، أعلن بوتين تدخله العسكري المباشر في سوريا تحت عنوان مكافحة إرهاب تنظيم «داعش»، بينما كان نظام دمشق يتهاوى. حاول صاحب الأوهام القيصرية أن يعطي لنظامه مرتبة القوى العظمى فقلد الهجوم الأميركي الأهوج على العراق عام 2003. بدأت السفن الحربية الروسية إطلاق صواريخها العابرة من البحر الأسود، فلم يكن من إدارة باراك أوباما التي رسمت خطاً أحمر أمام استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا، وهددت نظام الأسد بالانتقام، الّا أن تبلع خطها الأحمر وتهديدها، إكراماً لروسيا التي اقترح وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، الاستعاضة عن العمل العسكري بما يرضي إسرائيل؛ إتلاف مخزون سوريا من الأسلحة الكيمياوية، تحت الإشراف الدولي المشروط بالتعهد الروسي.
فجأة أصبح بوتين رأس حربة العالم المتمدن ضد «الإرهاب الإسلامي» إلى درجة جعلت واشنطن تضحي بمصالح وأجندة حليفة الغرب التاريخية، تركيا، وتستفز زعيمها المستبد رجب طيب أردوغان الذي رد لها الجميل بالتقارب الفوري مع بوتين والتنسيق معه ليثبت أن تركيا ضرورة إقليمية لا غنى عنها. ليس من باب التبرير لأوباما، لكن واقع الحال يدلّ على أن انتخاب أول رئيس أسود لأميركا لم يكن سهل الهضم لدى اليمين الديني العنصري المتمثل في الحزب الجمهوري الذي لم يتوان عن إهانة الرئيس الأميركي وتمجيد الطاغية الروسي وتقديمه كمثال يحتذى في القيادة والسيادة والحسم.
في العام نفسه 2015، شهدت أميركا حدثاً غير عادي. ترشح رجل الأعمال دونالد ترامب لمنصب الرئاسة عن الحزب الجمهوري فاتحاً الباب على مصراعيه أمام التدخل الروسي في البيت الأميركي، المفروض لحينه أنه ممنوع على الدخلاء. انتهزت موسكو التي تدربت منذ بداية القرن الجديد، على التدخل المستتر في شؤون الغرب من خلال الحملات الإعلامية الكاذبة ونشر نظريات المؤامرة ودعم وتأييد اليمين الفاشي والنازيين الجدد في أوروبا الغربية، مع تحقيق نجاحات باهرة خصوصاً في فرنسا التي اضطر حزباها الكبيران إلى التحالف لمنع مرشحة الفاشية مارين لوبان من الفوز بالرئاسة عام 2017، وبريطانيا التي اختار عجزتها لجم حلم الشباب وصوتوا للخروج من الاتحاد الأوروبي تحت قيادة شخصيات لا تقل وقاحة وعنصرية عن ترامب أمثال رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون ودومينيك كامينغز ونايجل فراج وبول داكري وماثيو أليوت ودانيال هانون الذين ثبت بلا شك أنهم كذبوا ويكذبون، لكن بعد التصويت –وكما حصل مع ترامب– الحقيقة غير مهمة. المهم الرواية. وما دامت الرواية تناسب العواطف العنصرية والنوازع التفوقية فلا ضير منها.
أعطت الدونية التي تعامل بها ترامب مع بوتين في لقاءاتهما المتعددة، معطوفة على زعزعة علاقات أميركا بأبرز حلفائها في أوروبا من ألمانيا التي افتعل ترامب مع مستشارتها الفذة أنغيلا ميركل الكثير من المشاكل، إلى فرنسا التي فرض عليها حرباً جمركية، إلى بولندا التي حرمها من كثير من المساعدات، فضلاً عن تعمده إهانة قيادتي كندا وأستراليا، وصولاً إلى التهديد الجدي بفرط حلف شمالي الأطلسي (الناتو) (وهذا حلم موسكو منذ نهاية الحرب العالمية الثانية التي أدت إلى إنشاء هذا الحلف)، ومنح بوتين الكثير من المعنويات ومن المواد التي تدعم مزاعمه بالقدرة على التحكم بأميركا والغرب.
كشفت التحقيقات التي حاقت برئاسة ترامب حجم التوغل الروسي في أميركا. كادت السفارة الروسية في واشنطن حسب التحقيقات الجنائية والبرلمانية أن تكون حكومة أميركية مصغرة بأهداف غير أميركية. رفدت هذا المنحى مراكز أبحاث ووسائل إعلام يمينية دينية، في طليعتها –ويا للغرابة– مؤسسة «فوكس نيوز» التي يملكها الملياردير اليهودي الأسترالي الجنسية، الذي منح منبراً فريداً للفاشية الأميركية التي تضع في رأس أولوياتها التخلص من اليهود ونفوذهم!
العارفون بأميركا وسياستها الداخلية يعرفون أن همّ الأميركيين ذوي الأصول الأوروبية البيضاء، ولأسباب عقيدية وتاريخية وواقعية، يتركز على ثلاثة مكونات من المجتمع الأميركي؛ ذوي الأصول اللاتينية، خصوصاً المكسيكية، الأكثر عدداً، والذين يعتبرون أن ولايات كبيرة بينها تكساس وفلوريدا وكاليفورنيا وما بينها اغتُصبت منهم، وذوي البشرة السوداء الأكثر حقاً لأنهم جُلبوا إلى أميركا رغم إرادتهم وساهموا في بنائها وازدهارها دون مقابل، واليهود الأكثر نفوذاً الذين هربوا بأموالهم وخبراتهم ومواهبهم من الفاشية الأوروبية واستقروا في العالم الجديد. ليس للمسلمين أو العرب أو الصينيين ومهاجري الهند وشرق آسيا أية حيثية مقلقة للمؤسسة الأميركية، لكنهم –بلا شك– أهداف سهلة للتحريض والتجييش.
انتهت ولاية ترامب الأولى بكارثة مزدوجة للفاشية اليمينية الأميركية ولروسيا. خسر ترامب الانتخابات وخسر الجمهوريون مجلس الشيوخ وأصبح باب التحقيقات مفتوحاً. كانت روسيا حاضرة في كل الموبقات، وكان ترامب ومناصروه يظهرون كمجرد أدوات غبية لطاغية جمع حوله ناهبي خيرات بلاده الشاسعة والمتعددة الموارد من الأوليغارشية. لكن اللافت أن هذه النخبة النتنة كانت تستثمر وتملك في أميركا أكثر مما في روسيا وجمهورياتها السابقة وحليفاتها الحالية، ناهيك عن الدور الروسي الاستبدادي الهائل في التأثير المباشر على الرأي العام في أول ديمقراطية في العالم.
هنا، تتضح معضلة وَرَثة أوروبا البيضاء في عالم متنوع. لم يعد الإعلام الأميركي المحترف قبلة إعلام العالم، صار بإمكان محتال توظفه المخابرات الروسية أن يترك أثراً في الجمهور الأميركي أكثر مما يمكن لمقال في الـ«واشنطن بوست» أن يفعل، وصار نفوذ أي إعلامي في «فوكس نيوز» وشقيقاتها الكثيرات أهم من الحقائق العلمية والتاريخية، لا لشيء إلا لأن الأوروبي الأبيض له الحق في تقرير ما يشاء، وليس غريباً أن نفتح الباب أمام العرق السلافي ولو كان بقيادة طاغية ليرفدنا بالمدد كما فعل الروس في الحرب العالمية الثانية.
قبل العرق السلافي كان على أميركا لتضمن نقاءها الأبيض أن تضم إلى أصولها الإنكليزية والاسكتلندية والألمانية، وشمال الأوروبية ،الإيرلنديين، ثم الإيطاليين، ثم اليونانيين، ثم يهود أوروبا الغربيين (الأشكيناز)، وثم البيض من مهاجري الأميركيتين الوسطى والجنوبية من الكاريبي إلى البرازيل والأرجنتين وتشيلي. (هذا موضوع بحث آخر).
من غير المبرر ولكن من المفهوم أن يتصرف بوتين بهذه الرعونة وهو يعتقد أنه اذا كان قادراً على التحكم برئيس أميركا (ترامب) فلا بد أنه سيد العالم. لم يأخذ بوتين في الاعتبار أن ترامب كان مجرد فلتة شوط في التاريخ الأميركي، وأن الديمقراطية على علّاتها تخلصت منه بعد أربع سنوات عجيبة، وأن المسافة بين ترامب وبين المصحة العقلية توازي المسافة بينه وبين السجن، لا لشيء إلّا لأن الطاغية لا يستمع إلا لنفسه.
قد شاءت الأقدار أن تضع في درب بوتين الشعب الأوكراني الذي أظهر أنه يعرف بلاده ويعرف كيف يدافع عنها. فقد أدمت المقاومة الأوكرانية وجه بوتين الذي كانت عنجهيته تصوّر له، كما كل الطغاة، أنه قادر على كل شيء. لكن مآل الغزو الروسي الهمجي المتعثر في أوكرانيا يطرح على العالم كله، وبالتحديد على أميركا تحدي البحث عن نظام عالمي جديد لا يقوم على القوة العسكرية العارية، ولا على العرق واللون، ولا على التاريخ المفخخ، وإنما على أساس أن البشر متساوون في الحقوق والواجبات وفي سعيهم لتحقيق السعادة.
Leave a Reply