بعد توقفه لمدة عامين بسبب كورونا
ديربورن
رمضان ديربورن، سيستعيد بعض رونقه –هذا العام– مع عودة «مهرجان السحور» بحلة جديدة وموسعة، بعد النجاح الذي حققه المهرجان قبل وباء كورونا، حيث يضع المنظمون نصب أعينهم هذه المرة، جذب أكبر عدد ممكن من الزوار الراغبين بالاستمتاع بليالي الشهر الفضيل، من خلال اختيار مركز «فيرلين» التجاري لإقامة فعاليات المهرجان أيام الجمعة والسبت، في الفترة الممتدة بين 8 و30 نيسان (أبريل) القادم.
وكان «مهرجان السحور» قد استهلّ نسخته الأولى ببداية متواضعة عام 2018، عبر نصب خيم محدودة لتقديم وجبات السحور في موقف للسيارات يتسع لـ12 مركبة فقط، لكن سرعان ما سجّلت الفكرة نجاحاً باهراً في النسخة الثانية التي أُقيمت في مركز «هايب» الرياضي بمدينة ديربورن هايتس، بمشاركة ما لا يقل عن 25 بائعاً قدّموا مختلف أنواع المأكولات والمشروبات، بدءاً من الأطباق الشرق أوسطية وصولاً إلى الأطباق الأميركية التقليدية.
وأشار مؤسِس المهرجان، حسن شامي، في تصريح لصحيفة «ديترويت فري برس» إلى أن «مهرجان السحور» سيسجّل «عودة مميزة» بنسخته الثالثة، التي ستقام بمشاركة أكثر من 50 بائعاً في مواقف السيارات التابعة لمتجر «سيرز» ضمن مول «فيرلين»، وذلك على مساحة تزيد عن 85 ألف قدم مربع، في مؤشر واضح على الإقبال المتزايد على المهرجان الذي انطلق من موقف صغير للسيارات في إحدى محطات الوقود في ديربورن.
شامي، وهو شريك في ملكية صيدلية «هيلث برو» بمدينة ديربورن هايتس، أكد بأن شهر رمضان المبارك يتميز بمكانة خاصة في قلوب المسلمين الذين يحتفلون بالشهر الفضيل حول العالم، منوهاً بأن القاسم المشترك للأجواء الرمضانية هو طابعها الاجتماعي الذي يجتذب الأفراد والعائلات للتمتع بمختلف المسامرات والطقوس المبهجة، إضافة إلى تبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء والجيران.
وأوضح بأن المنظمين يتوقعون أن يستقطب المهرجان، في دورته الثالثة، ما يزيد عن 10 آلاف شخص يومياً، خلال فعاليات المهرجان، التي ستقام في ليالي الجمعة والسبت، من الساعة 11 مساءً وحتى 3 صباحاً، في الفترة بين 8 و30 أبريل المقبل.
وتوقع شامي بأن الرواد لن يكونوا من سكان ميشيغن فحسب، مؤكداً أن المهرجان يجتذب الزوار من مختلف أنحاء أميركا وكندا. وقال: «على غرار المرات السابقة، كان الناس يأتون من جميع أنحاء الغرب الأوسط وكندا لكي يستمتعوا بالأجواء الرمضانية»، منوهاً بأن الزوار كانوا من المسلمين وغير المسلمين، على حد سواء.
وأكد شامي بأن المهرجان سيشكل ساحة التقاء بين الناس بغض النظر عن خلفياتهم وأديانهم وأعراقهم. وقال: «إن مهرجان السحور هو مكان لسدّ الفجوات بين المجتمعات، والأهم هو أنه مناسبة للاحتفال بالتنوع الديني في منطقة ديترويت»، لافتاً إلى أن الإسلام ليس ديناً للفرد وحسب، بل هو عقيدة تهتم بتوحيد المجتمع وتماسكه.
وأضاف: «إن جمع الناس مع بعضهم البعض سيكون أفضل نتائج هذا المهرجان»، مشيراً إلى أن «الأسئلة حول عودة المهرجان الذي توقف بسبب وباء كورونا، لم تتوقف طيلة العامين الماضيين».
وشدّد شامي على أن المهرجان سيوفر «مكاناً آمناً للعائلات لكي تحضر للاستمتاع بأوقاتها، وكذلك للشباب الذين يسهرون حتى وقت متأخر من الليل خلال شهر رمضان، ولاسيما خلال عطلات نهاية الأسبوع».
وكان شامي قد أفاد لـ«صدى الوطن»، في لقاء أُجري معه عام 2019، بأنه يحرص دائماً على حضور الشرطة لضمان أمن وسلامة الزوار، لافتاً إلى أن المهرجان يمنع الكحول أو بثّ الموسيقى احتراماً للشهر الفضيل، ولخلق بيئة هادثة وصديقة للعائلات.
واستدرك بأن المهرجان لن يقتصر على توفير المأكولات والمشروبات، وإنما سيركز أيضاً على إقامة بعض الأنشطة المبهجة والمسلية.
وعزا شامي أسباب تنظيم المهرجان إلى رغبة المجتمع بإبعاد المراهقين والشباب عن متاهات الشوارع ليلاً خلال الشهر الفضيل، لافتاً إلى ظاهرة انتشار العديد من المطاعم المتنقلة –خلال السنوات السابقة– في محطات الوقود ومواقف السيارات على شارعي وورن وفورد.
وقال شامي: «كنت أرى الكثير من الأطفال والشبان وهم يقطعون الشوارع هنا وهناك، وفكرت لماذا لا نأتي بالجميع إلى مكان آمن واحد»، متابعاً «سيكون لدينا موظفون محترفون لمساعدة الناس على الدخول بسياراتهم إلى المكان، وكذلك عندما يغادرونه».
وبحسب شامي، فقد وصلت أصداء «مهرجان السحور» إلى العديد من الولايات الأميركية، بما فيها كاليفورنيا وبنسلفانيا، مشيراً إلى أنه تلقى اتصالات كثيرة للاستفسار حول إمكانية إقامة مهرجان مماثل في تلك الولايات.
ومع أن المهرجان لم يفرض رسم دخول خلال النسختين السابقتين، إلا أنه سيعمد هذه المرة إلى فرض رسم رمزي بمقدار دولار واحد لكل شخص، وقال شامي: «إن جميع العائدات ستذهب إلى دعم الأعمال الخيرية التي تضطلع بها «مؤسسة آميتي»، وهي منظمة خيرية بمدينة ديربورن، تعنى بتوفير الطعام واللوازم المدرسية للمحتاجين».
من جانبه، رحّب المدير العام بمركز «فيرلين» التجاري، داني فياض، بإقامة المهرجان في موقف السيارات التابع للمول. وقال: «لقد وافقنا على فكرة استضافة المهرجان بدون تردد»، مضيفاً «نريد لمركز فيرلين أن يكون أحد معالم مجتمعنا، التي ترحب بالناس من كافة الأعراق والأديان».
وأوضح فياض بأن إقامة المهرجان الرمضاني ستساعد في إعادة رسم مستقبل المول التاريخي عقب بيعه مؤخراً لمالك جديد.
وكانت إدارة رئيس البلدية عبدالله حمود قد أكدت سعيها لتكريس مكانة المركز التجاري كـ«جسر» يربط شرق المدينة بغربها، وقال حمود إن إدارته منكبة على إعادة تصوّر المنطقة التي تضم مركز «فيرلين»، وفندق «حياة ريجينسي» سابقاً، والذي من المخطط أن يتم تحويله إلى شقق سكنية، وقال: «يمكننا إعادة تصور هذه المنطقة وجذب المطورين إليها ضمن رؤية شاملة لإنشاء وسط تجاري جامع للمدينة»، و«هي رؤية لطالما كان السكان يطالبون بتحقيقها»، وفق تعبيره.
وأكد فياض أن إقامة المهرجانات تساعد مركز «فيرلين» على إعادة رسم الرؤية المستقبلية المنشودة، «لإعادة تصميم مساحاتنا بما يخدم مجتمعنا وزوارنا بشكل أفضل»، بحسب تعبير فياض الذي أضاف بأن مركز «فيرلين» ما يزال «يجذب الناس من جميع أنحاء أميركا وكندا».
وأبدى فياض استعداد إدارة المول لشراكة طويلة الأمد مع «مهرجان السحور الرمضاني، وقال: «كوننا في قلب ديربورن، يسعدنا جداً أن نتعاون مرة أخرى».
Leave a Reply