القزويني يكشف النقاب عن مشروع بناء مقر جديد بكلفة تسعة ملايين دولار
ديربورن
أقام «المنتدى الإسلامي في أميركا» –يوم الثلاثاء الماضي– حفله السنوي الخامس في قاعة «نادي بنت جبيل» بمدينة ديربورن، بحضور مسؤولين حكوميين ورسميين منتخبين، تقدمتهم المتحدثة الرئيسية في الحفل، حاكمة ولاية ميشيغن غريتشن ويتمر، إضافة إلى النائبتين في الكونغرس الأميركي عن الولاية رشيدة طليب وديبي دينغل، ورئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود، ورئيس بلدية ديربورن هايتس بيل بزي، وقنصل لبنان العام في ديترويت وسيم إبراهيم ومسؤولين آخرين.
واستُهل الحفل –الذي استقطب زهاء 800 شخص– بآيات من الذكر الحكيم، وعرض مقاطع توثيقية لأبرز إنجازات «المنتدى» الذي تأسس في ديربورن هايتس عام 2017، ليكون «مركزاً جامعاً» لكافة المسلمين في منطقة ديترويت، بغض النظر عن مذاهبهم وانتماءاتهم الدينية.
وفي كلمته التي أكدت على أن شعار «المنتدى الإسلامي» هو «الإسلام للجميع»، كشف مرشد المركز، السيد حسن القزويني، النقاب عن مشروع بناء مقر جديد على عقار تزيد مساحته على 6.5 آيكر، مكان كنيسة سابقة تقع على شارع بيتش دايلي، بين شارعي فورد وتشيري هيل، بمدينة ديربورن هايتس.
وأوضح القزويني بأن أعمال البناء في المقر الجديد سوف تبدأ في الصيف القادم، ومن المقرر أن تنتهي في صيف العام 2024، بكلفة تزيد عن تسعة ملايين دولار.
وكان «المنتدى الإسلامي» قد أنشأ مقره الحالي على شارع فورد وسط ديربورن هايتس عام 2017، في موقع كنيسة سابقة تمكن القزويني من جمع الأموال اللازمة لشرائها بمبلغ فاق خمسة ملايين دولار. وقد عانت إدارة «المنتدى» خلال السنوات السابقة من استياء الجيران على الشوراع، مثل دوكستايتر وكينلوك وسيسل، من جراء الضجيج والازدحام الذي يرافق الاحتفال بالعديد من المناسبات الدينية، لاسيما خلال شهر رمضان وذكرى عاشوراء وعيدي الفطر والأضحى.
وأعرب القزويني عن أمله في أن يضع الانتقال إلى المقر الجديد في عام 2024، حداً لمتاعب الجيران، لا سيما مشاكل ركن السيارات، لافتاً إلى أن المقر الجديد سيتضمن موقفاً يتسع لحوالي 520 سيارة.
وأردف القزويني بأن المبنى الجديد سيتألف من مسجد يتسع لمئات المصلين، وقاعة محاضرات تستوعب ألف شخص، وأنه سيواصل تقديم صفوف دراسية إسلامية خلال الصيف وعطل نهاية الأسبوع.
إضافة إلى ذلك، سيضم «المنتدى» مكتبة إسلامية ومتجر كتب، وقاعة للاجتماعات، ومقهى ومقر ألعاب للأطفال.
وأوضح القزويني بأن «المنتدى الإسلامي» ليس مجرد مؤسسة دينية محلية، كما أنه لا يتطلع إلى التنافس مع المراكز الدينية في منطقة ديترويت، معرباً عن رغبته بمد يد التعاون إلى الجميع. وأوضح أن المهمة الرئيسية لـلمنتدى هي تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام ودحضها، بالإضافة إلى مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا المتفشية في المجتمع الأميركي والغرب عموماً.
كلمة ويتمر
من جانبها، أثنت حاكمة ميشيغن على جهود «المنتدى الإسلامي» الذي يخدم «أكثر من ألف عائلة تعتبر المركز بيتاً لها».
ووصفت ويتمر، «المنتدى» والمؤسسات الإسلامية بمنطقة ديترويت بـ«المنارات» في الولايات المتحدة، وقالت: «إن هذه المؤسسات تمثل فخر ميشيغن، وفخر أميركا».
وهنأت ويتمر الحاضرين بقرب حلول شهر رمضان المبارك، في أوائل نيسان (أبريل) المقبل، لافتة إلى أنها كانت أول حاكم بتاريخ ميشغن يقيم مأدبة إفطار رمضاني لمسلمي الولاية في عام 2019. وقالت ويتمر: «إنني أتطلع لإقامة مأدبة مماثلة هذا العام».
واستعرضت الحاكمة الديمقراطية في كلمتها بعض «الإنجازات» السياسية والاقتصادية التي تحققت تحت إدارتها، وقالت: «في الوقت الحالي، تسير ميشيغن على الطريق الصحيح، فاقتصادنا ينمو بسرعة، والبطالة تنخفض، والأجور ترتفع، وأسعار المنازل تزيد»، مضيفة بالقول: «نحن في منتصف فترة ازدهار التصنيع، حيث أضفنا 20 ألف وظيفة في مجال صناعة السيارات، والعدد في ازدياد».
وأعربت ويتمر عن تفاؤلها بمستقبل ميشيغن التي نجحت في الانتقال من عجز متوقع بمقدار ثلاثة مليارات دولار في بداية وباء كورونا، إلى تحقيق فائض قدره سبعة مليارات، وقالت: «لدينا فرصة كبيرة ويجب أن نغتنمها، ألا وهي إحداث الفرق في حياة الأشخاص الذين نحبهم»، لافتة إلى أن إدارتها نجحت في إصلاح نحو 900 جسر وأكثر من 13 ألف ميل من الطرقات في جميع أنحاء الولاية.
وأكدت ويتمر أن لسكان ميشيغن، وبينهم المسلمون الأميركيون، الحق في تشارك «فرص العمل الجاد واللعب النظيف والأمل غير المحدود». وقالت: «نحن ولاية كبيرة ذات قلب كبير، نتميز بتنوعنا ولطفنا واستعدادنا للعمل والكدح، ومساعدة جيراننا وعائلاتنا وأصدقائنا»، مضيفة: «هذا ما يعنيه أن تكون من ميشيغن».
وحذرت ويتمر من تقسيم السكان وتفريقهم على أسس دينية ومذهبية، مشيرة إلى أنه يتم في كثير من الأحيان الهجوم على المعتقدات الدينية سواء كان ذلك عبر كتابات مسيئة في كنيس يهودي، أو إطلاق نار على كنيسة مسيحية، أو إضرام النار في مسجد إسلامي. وقالت: «إن هذه الهجمات تهدف إلى زعزعة إيماننا، ولكن الرصاص والنيران لن ينجحوا في تفريقنا ما دمنا مؤمنين».
وأثنت ويتمر على جهود المسلمين الأميركيين وإنجازاتهم في مختلف القطاعات، وقالت: «يعيش قرابة أربعة ملايين مسلم في الولايات المتحدة، وبينهم الكثير ممن يخدمون في أعلى المستويات في الحكومة الفدرالية، وفي حكومات الولايات»، مضيفة: «إنهم يعملون لخدمتنا وشفائنا في المستشفيات وفي المساجد.. إنهم يحافظون علينا آمنين في الطرقات والمنازل من خلال هؤلاء الذين يخدمون في الجيش الأميركي خارج الولايات المتحدة».
وختمت ويتمر كلمتها بالتأكيد على أنها تمتلك رؤية واضحة لـ«مستقبل ميشيغن»، مؤكدة بأن الطريق نحو المستقبل يمر من ديربورن ومن ديترويت. وقالت: «إن موضوعنا الليلة هو الكشف عن طريقنا إلى المستقبل، وإنني أراه شخصياً يمر عبر ديربورن وديترويت، ويمكن رؤيته في الإيمان الراسخ لأولئك الذين يبنون مستقبلاً أكثر إشراقاً… مستقبلنا في هذه الغرفة.. يشرفني أن أكون هنا الليلة».
والجدير بالذكر أن الحاكمة الديمقراطية تستعد لخوض الانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم للاحتفاظ بمنصبها لأربع سنوات إضافية.
Leave a Reply