بريانا غازورسكي – «صدى الوطن»
بعد تعيينه على رأس شرطة ديربورن هايتس، في 24 شباط (فبراير) المنصرم، بادرت «صدى الوطن» إلى استكشاف رؤية قائد الشرطة الجديد، جيرود هارت، والتعرف على خططه لتعزيز الأمن والسلامة في المدينة التي تضم زهاء 63 ألف نسمة.
وكان رئيس بلدية ديربورن هايتس، بيل بزي، قد عيّن هارت خلفاً لقائد الشرطة السابق مارك مايرز، بعد شهر على قراره باستحداث منصب مفوض السلامة العامة، الذي ستناط به مؤقتاً مسؤولية الإشراف على شرطة المدينة وتطويرها على مدى ستة أشهر.
وسيتولى الشرطي المخضرم الذي خدم في العديد من الدوائر المحلية في ميشيغن، جوزيف توماس، منصب الممفوض المؤقت لمساعدة قائد الشرطة الجديد –هارت– على تحسين أداء الدائرة وحل مشاكلها التي تثير شكاوى السكان وانتقاداتهم.
هارت، وهو قائد شرطة ديربورن هايتس الـ15، أعرب لـ«صدى الوطن» عن حماسه الشديد لتوليه منصبه الجديد، وقال: «باعتباري متخصصاً في إنفاذ القانون، وبخبرة تزيد عن 30 عاماً، فإن تركيزي المباشر سينصبّ على ضمان سلامة الناس، وتقييم خدمات الشرطة داخل وخارج الدائرة، فضلاً عن بناء الثقة مع الموظفين وأفراد المجتمع».
وأبدى هارت اعتزامه العمل الوثيق مع مفوض السلامة العامة جوزيف توماس لمراجعة مستويات التوظيف وتحليل المهام المناطة بكل منصب ضمن الدائرة، إضافة إلى حرصه على مقابلة جميع الموظفين، من أجل اكتساب فهم قوي لعمليات التشغيل والإدارة الحالية في الدائرة، ولكي يتمكن –على حد تعبيره– من رفع التوصيات الضرورية لرئيس البلدية حتى يقوم الأخير بوضعها موضع التنفيذ.
هارت، أفاد بأنه يعتزم إنشاء دائرة شرطة موثوقة تهتم بالمقيمين وتركز على توطيد العلاقات مع جميع أفراد المجتمع، وذلك من خلال خطة استراتيجية سيتم تطويرها عبر لجنة تضم ممثلين عن سكان ديربورن هايتس ومسؤولي البلدية وموظفي وعناصر الدائرة من أجل تحديد الأهداف والغايات المتوجب تحقيقها ضمن فترة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات.
وقال هارت إن «لجنة التخطيط الاستراتيجي» ستعمل على تطوير بيان مهام ورؤى وقيم دائرة الشرطة في المدينة، لافتاً إلى أن التركيز على تحسين «التواصل مع المجتمع» كان ولا يزال ضمن أولوياته التي حرص عليها في جميع المناصب التي تقلدها خلال مسيرته المهنية، التي تمتد لنحو ثلاثة عقود.
ولفت هارت إلى أن رؤيته لتطوير أداء شرطة ديربورن هايتس تتضمن عدة محاور تتركز على تحسين الإجراءات الداخلية للدائرة، وتطوير آليات العمل الميداني، وتعزيز المساءلة والثقة المجتمعية.
وفي السياق، أشار هارت إلى أن الدائرة ستعمل على تطوير نظام لضبط ورديات العمل ومشاركتها مع جميع الموظفين كل 12 ساعة، وقال: «من المهم بالنسبة لنا أن نعرف من الذين يعملون، ومتى يعملون، وما الذي حدث خلال المناوبة السابقة البالغة 12 ساعة»، مضيفاً: «يجب أن تكون هذه المعلومات في متناول أيدينا دائماً، وليست شيئاً يتعين علينا البحث عنه».
وأكّد أن شرطة ديربورن هايتس ستعمل على إعداد تقارير شهرية لنشاطات جميع أقسام ووحدات الدائرة، بما في ذلك إحصاء مكالمات الطوارئ، وتحديد أهم عشرة اتصالات استغاثة، وتتبع طلبات الحصول على المعلومات (فويا)، بالإضافة إلى رصد فعالية الدائرة في حلّ الجرائم، منوهاً بأن هذه التقارير سترفع إلى رئيس البلدية كما ستكون متاحة لجميع العاملين في الدائرة.
إلى جانب ذلك، أكد هارت أن «صحة العناصر وسلامتهم» ستكون ضمن أولوياته القصوى، وقال: «إن صحة الشرطة وسلامتهم العقلية والبدنية مهمة للغاية»، منوهاً بأن ساعات الخدمة الطويلة والإجهاد واليقظة المفرطة تؤدي إلى سوء التغذية ونقص النوم وقلة الرياضة، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على أداء العناصر وكفاءتهم الجسدية والنفسية.
ولفت هارت إلى أنه عمل خلال مسيرته المهنية مع أطباء وأخصائيين نفسيين في العديد من المدن مثل رينو ونيفادا وشيكاغو لتحسين الصحة البدنية والنفسية لعناصر الشرطة، وقال: «سوف أشارك خبراتي في هذا المجال مع عناصرنا خلال الأشهر المقبلة».
وأشار هارت إلى أن بزي طالبه بتحويل شرطة المدينة إلى دائرة تتمتع بمواصفات عالمية تكون مصدر فخر للسكان والعناصر على حد سواء، لافتاً إلى أنه قبِل تلك المهمة وأنه قادر على إنجازها.
وفي هذا الإطار، قال هارت إن موظفي دائرته يواصلون جهودهم للإيفاء بمعايير التصنيف لدى «لجنة إنفاذ القانون في ميشيغن»، مبيّناً بأن الدائرة ستعاود إلزام عناصرها بارتداء الزي الرسمي في جميع المهام والدوريات، من أجل «تعزيز حضور الشرطة في مدينتنا»، في إشارة إلى عناصر إحدى الوحدات التي يؤدي عناصرها واجباتهم باللباس المدني.
وفي سياق مكافحة القيادة المتهورة على طرقات المدينة، أشار هارت إلى أن قسم المرور سيقوم بنصب لوحات رقمية لقراءة سرعة السيارات في العديد من المواقع الحيوية في ديربورن هايتس، لتكون بمثابة «تحذير مرئي» للسائقين الذين يتجاوزون السرعات القصوى.
وقال: «في كل مدينة عملت فيها، كانت حركة المرور تشكل الأولوية القصوى ومصدر القلق لأفراد المجتمع»، لافتاً إلى أن السائقين في عموم الولايات الأميركية، عانوا خلال وباء كورونا من ازدياد الحوادث الخطيرة والقاتلة.
وأشار هارت إلى أن الصورة المثالية في ذهنه لرجل الشرطة، تكونت لديه منذ كان طالباً في المرحلة الثانوية، وأنه مايزال يحملها معه حتى هذا اليوم.
وتحدث هارت عن الانطباع الذي ولّده لديه الشرطي في مدينة تايلور، كلاي كونور، عندما قام بزيارة فصله الدراسي حين كان طالباً في المرحلة الثانوية، وقال: «كان لذلك اللقاء صدى عميقاً.. من الزي الرسمي الأنيق والسلوك الودي والاستعداد لمساعدة الآخرين في وقت الحاجة»، مضيفاً: «هكذا أرى ضباط الشرطة دائماً، ودودين، مفيدين، ومثالاً يحتذى للآخرين، ولا أقبل بأقل من ذلك».
وعلى المستوى المجتمعي، أكد هارت أنه سيعمل بجد لكي يكون «ودوداً وموثوقاً ومتاحاً للموظفين وللجمهور»، منوهاً بأنه يخطط لتشكيل فريق يركز على تطوير وتوطيد العلاقات مع المجتمع المحلي. وأفاد بأنه ليس على دراية كافية بطريقة عمل القادة السابقين لدائرة شرطة ديربورن هايتس، إلا أن تجربته الشخصية تملي عليه الالتزام بـ«المثابرة والمساءلة والعمل الجماعي». وقال: «لقد وفّرت لي المناصب التي تقلدتها فرصة للنمو والتقدم»، مشدداً على أنه «لا يقبل أقل من الإتقان في العمل».
وأهاب بأفراد وفعاليات المجتمع بألا يترددوا في دعوة الشرطة إلى أحيائهم ومناسباتهم، وقال: «نود قضاء الأوقات في بناء العلاقات المتينة وتوطيد الثقة مع السكان».
يُشار إلى أن هارت خدم لمدة 26 عاماً في دائرة شرطة مدينة نوفاي بمقاطعة أوكلاند، حيث شغل العديد من المناصب، بما في ذلك منصب مساعد قائد الدائرة من 2012 حتى 2017، حين انتقاله إلى مدينة سالين بمقاطعة واشطنو لتولي قيادة دائرة الشرطة فيها.
وكان هارت قد أفاد «صدى الوطن»، في مقابلة سابقة –الشهر الماضي– بأنه نشأ في مدينة تايلور، غير أنه كان دائم التردد على ديربورن هايتس، للصلاة في كنيسة طائفته. وقال: «لذلك، لديّ صلة قوية بالمنطقة، وإنني أتطلع إلى التشمير عن ساعديّ وخدمة مجتمعنا الجميل، مع التركيز على الشفافية والمساءلة وبناء الثقة».
Leave a Reply