خدّرها وألقاها من نافذة الطابق العلوي في منزل العائلة بفارمنغتون هيلز
بونتياك
قررت هيئة محلفين في محكمة مقاطعة أوكلاند، الإثنين الماضي، إدانة الشاب السوري الأميركي، محمد الطنطاوي، بقتل والدته، صيف 2017، مدفوعاً بغضبه الشديد من طلاقها من أبيه، رغم محاولته إخفاء الجريمة لتبدو كأنها مجرد حادث غير مقصود.
واستمع أعضاء هيئة المحلفين لأدلة الادعاء العام والدفاع، على مدى سبعة أيام قبل أن يصدروا قرار إدانة الطنطاوي (20 عاماً) بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. وكان الطنطاوي يبلغ من العمر 16 عاماً عندما أقدم على قتل والدته ندى حورانية (36 عاماً) بخنقها ثم إلقائها من نافذة الطابق العلوي لمنزل العائلة في مدينة فارمينغتون هيلز، صباح 21 آب (أغسطس) 2017، بحسب الادعاء العام.
ووفقاً للادعاء، انحاز الطنطاوي إلى صف والده –الطبيب المجرّد من رخصته– باسل الطنطاوي، في خلافه مع حورانية بسبب عدم تمسكها بالقيم العربية والإسلامية، محملاً والدته مسؤولية الطلاق الذي أدى إلى تفكك الأسرة التي تضم أيضاً، شقيقتيه البالغتين من العمر –آنذاك– 12 و14 عاماً. وأضاف الادعاء بأن الابن اتهم والدته بأنها أرادت الطلاق من أجل المال والاستحواذ على منزل العائلة الفاخر الذي تبلغ مساحته 11 ألف قدم مربع.
ويشار إلى أن حورانية تزوجت من الطنطاوي عام 1999 إلى حين انفصالهما عام 2016، بعدما قررت المحكمة منع الأب من الإقامة في منزل العائلة على خلفية تعنيفه لزوجته ليلة عيد العشاق من ذلك العام، حيث زعمت حورانية بأن الطنطاوي دفعها من أعلى الدرج قبل أن تتقدم بطلب الطلاق، بعد شهر واحد من الحادثة.
وتخللت المحاكمة شهادة شقيقة المتهم، آية الطنطاوي، التي قالت إن أخاها كان يتعامل بعدائية متزايدة مع والدتهما، وكان يصفها بأنها «مسلمة غير صالحة» ويسميها بـ«الكلبة» على هاتفه. وأضافت بأنه يخشى من تسببها بسجن أبيهما بتهم الاحتيال على النظام الصحي.
واعترف الطنطاوي الأب، في آذار (مارس) 2016 بتهم الاحتيال الطبي من خلال عيادته في بلدة كانتون، لكنه أعفي من عقوبة السجن، وتم الاكتفاء بتجريده من رخصة ممارسة الطب وتغريمه حوالي 278 ألف دولار، قبل ستة أشهر من حادثة وفاة حورانية.
الجلسة الختامية
في المرافعة الختامية، قال ممثل الادعاء العام في مقاطعة أوكلاند، جون سكرزينسكي، إن أكاذيب الطنطاوي نفسه، وتناقضات أقواله للشرطة، والسجلات الهاتفية، بالإضافة إلى الأدلة التي تم جمعها من موقع الجريمة، تثبت أنه قام بقتل والدته، لافتاً إلى أن المتهم قد يكون استخدم مادة سامة أو مخدرة أفقدت حورانية القدرة على المقاومة قبل أن يقوم برميها من نافذة الطابق العلوي ليبدو مقتلها مجرد حادث غير مقصود.
وأوضح سكرزينسكي، أن الطنطاوي تجسس على والدته على مدى أيام وأسابيع قبل يوم الحادثة، وكان يقوم بإرسال صور فواتير ومستندات إلى والده عبر الهاتف. وقد زعم خلال التحقيق معه أنه لم يستيقظ صباح يوم الجريمة حتى الساعة السادسة، فيما أظهرت سجلاته الهاتفية أنه أجرى عدة اتصالات مع والده منذ الساعة 4:30 فجراً، أي قبل ساعة ونصف من سقوط والدته.
كذلك، أفاد المحققون أن موضع جثة حورانية على الأرض لم تكن متطابقة مع حالة سقوط طبيعية من النافذة، ما يشي بأنها كانت غير قادرة على الحركة لحظة وقوعها.
وبحسب شهادة مكتب الطب الشرعي في مقاطعة أوكلاند، أظهر تشريح الجثة أن حورانية، التي كانت تعمل كمدربة لياقة في ناد صحي، قد تم خنقها بقطعة قماش أو منشفة مبللة، مرجحة أن تكون قد توفيت حتى قبل سقوطها.
في المقابل، نفى محامي الدفاع، مايكل تشيانو، في مرافعته أن يكون لموكله «الدافع أو القوة الجسدية لتنفيذ الجريمة المزعومة» واصفاً رواية الادعاء بأنها ليست سوى «نظرية تخمينية» لافتاً إلى أن مسرح الجريمة لم يحتو على أية علامات تشير إلى حدوث صراع بين الضحية وشخص آخر.
وأسهب بأنه «لم يكن هناك دم، ولا حمض نووي على أي شيء، ولا دليل مباشر» يربط موكله بالوفاة، موضحاً أن رواية الادعاء حول استخدام مادة الكلوروفورم لتخدير حورانية، «أشبه بأفلام جيمس بوند»، مؤكداً أنه لم يتم العثور على أثر لهذه المادة، سواء على جثة حورانية أو ملابسها أو في المنزل بشكل عام، علماً بأن الكلوروفورم هو سائل طيّار وعديم اللون.
وفي ظل تعدد الفرضيات، طالب المحامي تشيانو، هيئة المحلفين، بعدم إدانة الطنطاوي، داعياً الأعضاء إلى الاعتماد في حكمهم على «الحقائق، وليس الاحتمالات».
وبعد مداولات استغرقت ثلاث ساعات، يوم الإثنين الماضي، وجدت هيئة المحلفين، الطنطاوي، مذنباً بالقتل العمد، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المبكر. وسيصدر الحكم ضد الطنطاوي في جلسة يحدد موعدها لاحقاً.
Leave a Reply