واشنطن
وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن، الأسبوع الماضي، قانوناً لتمويل عمليات الحكومة الفدرالية حتى شهر أيلول (سبتمبر) بقيمة 1.5 تريليون دولار، من ضمنها مساعدات بحجم 13.6 مليار دولار لدعم أوكرانيا بمواجهة الغزو الروسي.
ويوفر القانون تمويلاً كافياً لتغطية الإنفاق الفدرالي حتى نهاية السنة المالية الجارية التي تنتهي في 30 سبتمبر المقبل. كما يتضمن مساعدات طارئة إلى أوكرانيا، تشمل تمويل معدات عسكرية دفاعية وتدريب، بالإضافة إلى دعم اللاجئين داخل البلاد وفي الدول المجاورة.
ويفترض بالأموال المرصودة بموجب هذا النص أن تتيح لكييف حماية الشبكة الكهربائية في البلاد والتصدّي للهجمات السيبرانية والاستحواذ على أسلحة دفاعية.
كما تلحظ هذه الحزمة الضخمة مبلغ 2.6 مليار دولار للمساعدات الإنسانية وأكثر من مليار دولار لدعم اللاجئين الأوكرانيين الذين فروا من بلدهم بسبب الحرب.
ويشمل القانون أيضاً أكثر من 6.5 مليار دولار لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لنشر قوات عسكرية في أوروبا. كذلك، سيتم تخصيص أموال لتمويل الردّ على موسكو، بدءا بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتّحدة على أفراد من النخبة الروسية.
وقبل توقيع القانون، قال بايدن الذي يواجه استياء شعبياً متزايداً في الداخل الأميركي بسبب التضخم وارتفاع الأسعار: «نتحرك أكثر لدعم الشعب الأوكراني الشجاع الذي يدافع عن بلاده، نسعى لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة لمواطني أوكرانيا».
وكان الكونغرس الأميركي قد وافق بمجلسيه على تمرير الميزانية الجديدة للحكومة الفدرالية بما فيها مساعدات أوكرانيا، وسط توافق حزبي نادر في عهد بايدن.
ويعتزم بايدن السفر إلى بروكسل لحضور قمة استثنائية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) لمناقشة الغزو الروسي لأوكرانيا في الأسبوع المقبل.
وجاء إعلان بايدن عن المساعدات الجديدة لكييف، بعد خطاب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمام الكونغرس الأميركي، الذي طالب من خلاله، بايدن «بقيادة العالم الحر ومساعدة أوكرانيا على صد الهجوم الروسي».
وحضّ زيلينسكي، واشنطن والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بشكل مستمر للحصول على طائرات مقاتلة، إضافة إلى طلبه فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا.
واستبعدت الإدارة الأميركية في وقت سابق فرض منطقة حظر جوي، محذرة من أن ذلك سيجر إلى مواجهة كارثية مع روسيا النووية.
وخطاب زيلينسكي، الأربعاء الماضي، هو الثاني له أمام الكونغرس هذا الشهر، بعد خطاب أول ألقاه في 5 مارس الجاري، طلب خلاله المساعدة في تسليم قواته الجوية مقاتلات روسية الصنع.
وبعد ثلاثة أسابيع على اندلاعها، تتسبب الحرب الروسية الأوكرانية بأزمة عالمية مزمنة تطال مختلف الأوجه السياسية والأمنية والاقتصادية حول العالم، وتخلف توترا يكاد يكون غير مسبوق بين واشنطن وموسكو لدرجة باتت تعيد للأذهان خطاب حقبة الحرب الباردة وأجوائها.
وفي آخر حلقات مسلسل الأزمات الدولية المتناسلة على وقع الحريق الأوكراني، ندد الكرملين، الأربعاء المنصرم، بتصريحات الرئيس الأميركي، وصف فيها للمرة الأولى نظيره الروسي بأنه «مجرم حرب»، معتبرا تلك التصريحات «غير مقبولة ولا تغتفر».
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن بلاده تعتبر «الخطاب غير مقبول ولا يُغتفر، لرئيس دولة قتلت قنابله مئات آلاف الأشخاص في أنحاء العالم».
وأفادت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي، بأن بايدن كان «يتحدث من قلبه» بعدما شاهد على التلفاز صوراً «للأفعال الهمجية التي يقوم بها دكتاتور متوحش عبر غزوه بلداً آخر».
Leave a Reply