بريانا غازورسكي – «صدى الوطن»
صنّفت مجلة «المرأة العالمية» Global Woman، مؤسِّسة ورئيسة منظمة «زمان إنترناشيونال» الخيرية، نجاح بزي، ضمن قائمة أفضل ست «قائدات فكر» مسلمات لعام 2022. ووصفت المجلة اللندنية، الناشطة اللبنانية الأصل بأنها قائدة إنسانية ودينية منفتحة على الأديان الأخرى، منوهة بأن مؤسِسة «زمان إنترناشيونال» تعمل على إنهاض النساء والأطفال المهمشين عبر توفير احتياجاتهم الأساسية، من خلال توفير مزيج من المساعدات العاجلة والاعتماد على الذات، عبر نهج يسعى إلى تمكين العائلات من خلال التدريب المهني على كسر دورة الفقر، والتأسيس لحياة جديدة مفعمة بالأمل والطموح والكرامة.
وإلى جانب بزي، اختارت المجلة النسائية، كلاً من الكاتبة الأميركية الإيرانية هدى كاتبي، وأستاذة التوليد وطب الأم والجنين في مستشفيات «جامعة سانت جورج» البريطانية أسماء خليل، ورئيسة قسم التسويق بـ«مؤسسة الزكاة في أميركا» آمنة ميرزا، والصحفية الأميركية الفلسطينية دينا تاكوري، والكاتبة الأميركية جي. ويلو ويلسون.
وأشادت «غلوبال وومان» بمساهمات النساء الستّ وتجاوزهن لـ«العقليات التي عفا عليها الزمن»، لافتة إلى أن «إحداث تأثير إيجابي في بحر من مليارات الأصوات.. هو أمر صعب للغاية». وقالت: «من المؤلِّفات الرائدات، إلى الصحفيات المناهضات للثقافة السائدة، إلى قادة التسويق، كانت تلك النسوة في طليعة التغيير، وكن يفعلن ذلك طوال الوقت، وهن يفخرن بهويتهن الدينية».
ولفتت المجلة إلى أن «زمان إنترناشيونال» التي يقع مقرها في مدينة إنكستر بولاية ميشيغن، قد خدمت منذ العام 2010 ما يزيد عن ثلاثة ملايين شخص حول العالم، بالإضافة إلى حوالي 300 ألف في منطقة ديترويت الكبرى، كما أن لديها مشاريع في أكثر من 20 دولة حول العالم لخدمة النساء والأطفال الذين يعيشون في فقر مدقع، وذلك بمساعدة أكثر من ستة آلاف متطوع.
وكانت جهود بزي الخيرية قد بدأت خلال أواسط التسعينيات في ديربورن عبر جمع التبرعات لمساعدة الأسر الفقيرة، قبل أن تطلق رسمياً «زمان إنترناشيونال» كمؤسسة غير ربحية في العام 2004. وبحلول 2014، تمكنت المؤسسة الخيرية من شراء مبنى كبير في مدينة إنكستر، بمساحة تزيد عن أربعين ألف قدم مربع، لاستيعاب خدماتها المتنامية للنساء والأطفال الفقراء.
وقبل تفشي كورونا عام 2019، نجحت «زمان إنترناشيونال» في إنجاز أكثر من ثمانية آلاف ساعة عمل من التدريب المهني للنساء، من خلال برامجها المتعددة، التي تشمل بالإضافة إلى البرامج المهنية، برامج لمحو الأمية وتعليم فنون الطهي.
من جانبها، أعربت بزي عن سعادتها بتسميتها ضمن قائمة القائدات المسلمات الست لعام 2022، لافتة إلى أن اختيارها شكّل «مفاجأة» بالنسبة لها، وقالت: «لم تكن لديّ أية فكرة عن تسميتي، ولكنني أعتقد أن ما يجعلني فخورة بهذا التصنيف هو أن عدد المسلمين في العالم يقارب ملياري نسمة، وإذا كانت النساء تشكل نصف هذا العدد، فلدينا إذن مليار امرأة، ولكي تكون بين الستة الأوائل، فهذا أمر ذو خصوصية بلا أدنى شك».
وفي حديث مع «صدى الوطن»، أوضحت بزي أنها تعيش حياتها بالطريقة الأكثر أصالة وتوزاناً وإخلاصاً، مؤكدة بأن رضى الله هو هدفها في المقام الأول، ثم تأتي العائلة، ويليهما «كل شيء آخر حولنا، بما في ذلك مجتمعنا الحبيب»، على حدّ وصفها.
وأكدت بأن القيادة تتحقق في أعلى مواصفاتها عندما يتسم القادة بالتواضع وامتلاك الفهم الحقيقي لمعنى خدمة الفقراء والمعوزين من جميع الأعراق والإثنيات والأديان، لـ«تمكينهم من كسر دوامة الفقر في حياتهم، والبدء بحياة جديدة».
بزي تقول إنها تعلمت دروساً لا تنسى من عملها كممرضة مرخّصة لخدمة الأشخاص الراقدين على سرير الموت، وقالت: «عندما تهتم بهؤلاء الذين على وشك الرحيل، فإنك تتعلم درساً مهماً للغاية، وهو أننا طالما نتنفس فنحن على ما يرام».
وأضافت بزي: «لذلك فأنا مدركة تماماً للأنفاس التي منحني الله إياها، وأدرك بأن أعمارنا محدودة، ولهذا يجب علينا العمل لخدمة الآخرين طالما أنه باستطاعتنا التنفس».
وأردفت أن النساء الفقيرات شكّلن لها على الدوام مصدر إلهام لإصرارهن على تحسين ظروفهن رغم جميع المصاعب. وقالت: «على الرغم من المشاكل التي مررن بها، ورغم الإساءة والتخلي عنهن، تلك النساء المطلقات والأرامل واللاجئات مع أطفالهن المرضى، ممن يعيشون بأقل من 12 ألف دولار سنوياً، إلا أنهن يتابعن الاستيقاظ كل صباح وهن ملتزمات بالاعتناء بأطفالهن حتى لا يضطروا إلى العيش في نفس الظروف التي عاشتها تينك النسوة».
وتابعت بزي: «هذا يحفزني حقاً»، مشددة على أنه لا ينبغي على أحد أن يعيش تحت خط الفقر في أميركا، وقالت: «يجب أن يتمتع جميع الأفراد بفرص متكافئة للحصول على الطعام والملبس والمأوى والتعليم والعمل».
وأضافت: «إنها أميركا، وهذا هو جوهر أميركا، لذلك علينا القيام بدورنا كمجتمع من المتبرعين لمحاولة إنهاض هؤلاء الذين يعيشون في الهامش».
ونصحت الناشطة الديربورنية، الشابات المسلمات بالسعي لمعرفة جوهر الحياة الذي يكمن في التوازن، وفق تعبيرها. وقالت: «بغض النظر عن تغير دور المرأة، فإنني أعتقد بأن الحياة المتوازنة تجلب –في النهاية– الانسجام والسكينة».
وشبّهت بزي، الأسرة بـ«فريق البيسبول»، حيث لكل فرد فرصة لضرب الكرة. وقالت: «عندما يستعد شخص لضرب الكرة، فعلى الجميع الجلوس على المقاعد حتى يحين دورهم.. وتحقيق هذا التوازن في الحياة الأسرية والمهنية هو أمر أساسي للغاية». وأسهبت بأن كل فرد يستحق فرصة لضرب الكرة، إلا أن النجاح يتطلب دعماً وتصميماً، على حد تعبيرها، وقالت: «كنساء، ربما نحن نميل إلى فهم الفريق، وما يتطلبه بناء الفريق، وما الذي يتطلبه الأمر لإنجاح الفريق».
يُشار إلى أن مجلة «بيبول» الأميركية كانت قد اختارت بزي ضمن قائمة «عشر نساء يغيّرن العالم» لعام 2020. كما استقطبت منظمة «زمان إنترناشيونال» بقيادة بزي، اهتمام شبكة «سي أن أن» الإخبارية، التي أعدت برنامجاً مصوراً بعنوان «أبطال سي أن أن» –عام 2019– للاحتفاء بالشخصيات الأكثر عطاء وتفانياً وتأثيراً في الولايات المتحدة. كذلك تم تكريم بزي من قبل عدد من المؤسسات الإعلامية المحلية، مثل «ديترويت نيوز» و«كراين ديترويت بزنس».
لمعرفة المزيد حول «زمان إنترناشيونال»، وللراغبين بالتبرع للمنظمة الخيرية، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني للمؤسسة: zamaninternational.org
Leave a Reply