غراند رابيدز
برأت هيئة محلفين فدرالية، الأسبوع الماضي، اثنين من المتهمين بالتآمر لاختطاف حاكمة ولاية ميشيغن، غريتشن ويتمر، وفشلت في إدانة اثنين آخرين، مما شكل صفعة لجهود الادعاء العام الفدرالي المستمرة منذ نحو عامين لإثبات تهم الإرهاب الموجهة إلى أفراد الخلية التي تم اختراقها من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) عام 2020.
واستغرقت محاكمة المتهمين الأربعة، 20 يوماً من ضمنها خمسة أيام من المداولات بين أعضاء هيئة المحلفين المكونة من 12 شخصاً. وتوصل المحلفون في محكمة غراند رابيدز الفدرالية –يوم الجمعة الماضي– إلى تبرئة براندون كاسيرتا (33 عاماً) وباري كروفت (46 عاماً)، فيما فشلوا في إصدار قرار بشأن كل من آدم فوكس (38 عاماً) ودانييل هاريس (24 عاماً) اللذين سيخضعان لإعادة المحاكمة في حال قرر الادعاء العام الفدرالي المضي قدماً في القضية.
وتم على الفور إخلاء سبيل كاسيرتا وكروفت، بقرار من القاضي الفدرالي روبرت يونكر، بعد سجنهما حوالي عام ونيف على ذمة القضية التي وصفت بأنها واحدة من أكبر قضايا الإرهاب الداخلي التي شهدتها الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة.
وكان المتهمون الأربعة يواجهون تهم التآمر للخطف والتآمر لاستخدام سلاح دمار شامل بالإضافة إلى تهم أخرى كانت كفيلة بسجنهم لمدى الحياة في حال الإدانة.
وبالرغم من مئات الأدلة الصوتية والمرئية والمحادثات المسجلة عبر الإنترنت التي تم عرضها أثناء المحاكمة، نجح محامو الدفاع في التشكيك بسلوك عملاء «أف بي آي» الذين اخترقوا المجموعة صيف 2020 بهدف الإيقاع بأفرادها الغاضبين من سياسات الحاكمة المتعلقة بوباء كورونا.
وكان الادعاء العام قد زعم أن المتهمين الأربعة جمعوا الأسلحة النارية وأجروا استطلاعاً ميدانياً لمنزل ويتمر الصيفي في شمال ميشيغن كجزء من مخططهم لاختطاف الحاكمة و«إشعال حرب أهلية».
من جانبه، قال محامي الدفاع، مايكل هيلز إن الرجال –الذين استمعت هيئة المحلفين لتسجيلات لهم تتعلق بقتل الحاكمة ويتمر وتفجير جسر والقيام بأعمال عنف أخرى –لم يكونوا جادين قط بشأن المؤامرة وتم التلاعب بهم عبر الإنترنت من قِبل مخبر يعمل لصالح «أف بي آي».
وأضاف أنه بالرغم من أن حديثهم هذا يعتبر «فظاً» إلا أنهم «كانوا يمارسون حقهم في حرية التعبير عن آرائهم ورفضهم للحاكمة وللقيود التي فرضتها»، لافتاً إلى أن المحاكمة برهنت أن «الحرية لا تزال موجودة في أميركا.. وهذا هو أجمل ما في هذا البلد».
بدوره، تعهد آندرو بيرج، المدعي العام الفدرالي في غرب ميشيغن، بإعادة محاكمة كروفت وفوكس الذي وصفه بأنه قائد المجموعة. وقال بيرج للصحفيين خارج قاعة المحكمة: «اعتقدنا أن هيئة المحلفين ستصدر قرار إدانة استناداً إلى الأدلة التي قدمناها بما لا يدع مجالاً للشك»، مضيفاً «نحن نؤمن بنظام هيئة المحلفين. ولا يزال لدينا متهمان ينتظران المحاكمة».
وتم القبض على المتهمين الأربعة مع ثمانية أشخاص آخرين، في تشرين الأول (أكتوبر) 2020. وقد جرت محاكمة ستة من هؤلاء أمام القضاء الفدرالي فيما تتواصل محاكمة ثمانية آخرين أمام محاكم الولاية. وحتى الآن لم تتم إدانة أي من المتهمين الـ14 في القضية، باستثناء تي غاربين وكايلب فرانكس اللذين اعترفا بالتهم المنسوبة إليهما في إطار صفقة مع الادعاء العام الفدرالي.
وكانت الحاكمة الديمقراطية قد ألقت باللوم على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لإثارته الغضب العام من القيود التي فرضتها للحد من تفشي فيروس كورونا ورفض إدانة المتطرفين اليمينيين.
وبعد النطق بقرار هيئة المحلفين، أصدرت ويتمر بياناً أشارت فيه إلى أن هذا الحكم قد جعل الناس في جميع أنحاء البلاد، وخاصة الأطفال، يعانون من «تطبيع» للعنف، بينما قال مشرعون ديمقراطيون في الولاية إن التهديدات المطروحة لن تؤخذ على محمل الجد «حتى يموت شخص ما».
Leave a Reply