ديربورن
حصل خريج «ثانوية أدسل فورد» بمدينة ديربورن، اليمني الأميركي راني مجيد عبدالله، على منحة «كوك» الجامعية المرموقة، ليكون بذلك الطالب الوحيد من ولاية ميشيغن بين مئة من خريجي الثانويات الأميركية الذين فازوا بالمنحة التي تؤمن حوالي 55 ألف دولار سنوياً لتغطية التكاليف المعيشية والأكاديمية في أفضل الجامعات الأميركية.
وكان أربعة طلاب فقط من ولاية ميشيغن، بينهما الطالبان العربيان، خريج «ثانوية أدسل فورد»، راني مجيد عبدالله، وخريجة ثانوية فوردسون، رحاب نادر جادالله، قد تأهلوا إلى الدور نصف النهائي لتصفيات المنحة، في شهر شباط (فبراير) الماضي.
وتم اختيار القائمة نصف النهائية لمنحة «كوك» الجامعية من بين أكثر من 5,300 متقدم من الولايات الأميركية الخمسين، بالإضافة إلى واشنطن العاصمة وبورتوريكو وغوام وجزر فيرجين وساموا الأميركية.
ومنذ تأسيسها عام 2000، باتت مؤسسة «جاك كنت كوك» بين أكبر مزودي المنح الدراسية في الولايات المتحدة، من خلال تركيزها على تعليم الطلاب الواعدين من أبناء الأسر محدود الدخل، من الصف الثامن فما فوق، حيث قدّمت المؤسسة منحاً دراسية بقيمة 230 مليون دولار لما يقرب من ثلاثة آلاف طالب في جميع أنحاء البلاد.
وأعرب عبدالله عن سعادته الغامرة للفوز بالمنحة التي ستمكنه من الانتساب إلى «جامعة ستانفورد» العريقة في ولاية كاليفورنيا للتخصص في علم الأعصاب وعلوم الكمبيوتر، في الخريف القادم.
عبدالله الذي يتطلع إلى أن يصبح جرّاح أعصاب، أشار إلى أنه أصيب بالذهول حين تلقى خبر فوزه بالمنحة، لافتاً إلى أنه استقبل رسالة بريدية من «مؤسسة كوك» أثناء عمله في إحدى الصيدليات المحلية. وقال: «عندما قرأت الرسالة، لم أتمالك نفسي، قفزت من مكاني وانتحيت بعيداً عن الزبائن لكي لا يظنوا أنني مجنون».
وأضاف: «أكثر من أي شيء آخر، شعرت بالبركة والامتنان.. للاحتفال بهذا الإنجاز مع عائلتي وأصدقائي خلال شهر رمضان المبارك».
وأشار عبدالله إلى أن أبويه اللذين هاجرا من اليمن إلى منطقة ديربورن في تسعينيات القرن الماضي، قد دأبا على تشجيعه للتركيز على التحصيل الأكاديمي، لافتاً إلى أن أربعة من إخوته الذين يكبرونه سناً كانوا مصدر إلهام كبير بالنسبة له، خلال مسيرته الدراسية.
وقال عبدالله: «لدي أربعة أشقاء أكبر مني وأربعة آخرون أصغرسناً، وأن تنشأ في أسرة كبيرة كهذه فهذا يعني أنك محموم على الدوام، ولكنني لم آخذ ذلك على أنه شيء مفروغ منه».
وأضاف: «لقد تعلمت الكثير من أشقائي وشقيقاتي الأكبر سناً، وأتمنى أن أكون مصدر إلهام لأشقائي الأصغر سناً أثناء سعيهم لإكمال تحصيلهم الدراسي».
ولفت عبدالله إلى أن أحد أكبر أهدافه الشخصية يتمثل في المساعدة على حل الأزمة الإنسانية المستمرة في اليمن، التي تخلف آثاراً مريرة على الأعداد المتزايدة من اليمنيين الذين يفتقدون للاهتمام الدولي بمأساتهم المتواصلة.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لمؤسسة «جاك كنت كوك»، سيبي باسيلي: «إن بلادنا مليئة بالطلاب المتفوقين والمتحمسين، ونريد التأكد من أن هؤلاء الذين يحتاجون للمساعدة المالية لديهم فرصة للنجاح».
وأضاف باسيلي: «نحن معجبون بالعزيمة التي أبداها المتأهلون للتصفيات النهائية هذا العام، ونحن فخورون للغاية بإنجازات هؤلاء الطلاب، ونتطلع إلى رؤية إنجازاتهم المستقبلية».
Leave a Reply