دان باركس
أظهرت دراسة حديثة بأن أموال الزكاة التي أخرجها المسلمون الأميركيون في عام 2021 قد بلغت حوالي 1.8 مليار دولار، علماً بأن الزكاة هي ركن من أركان الإسلام، وتُؤتى بإخراج 2.5 بالمئة من المال الذي يحول عليه الحول، والذي يتضمن العملات المحلية والذهب والفضة وعروض التجارة.
وقامت «مبادرة الأعمال الخيرية الإسلامية» بكلية «ليلي فاميلي سكول» بـ«جامعة إنديانا» بإجراء الدراسة التي نشرت في خلال شهر رمضان المنصرم، والتي اقتصرت على رصد الصدقات المرتبطة بفرض الزكاة على وجه التحديد.
وبينما لا توجد إحصائيات دقيقة لأعداد المسلمين في الولايات المتحدة، يقدّر «المركز غير الحزبي لدراسات الهجرة» أعدادهم بين ثلاثة وأربعة ملايين نسمة، فيما يؤكد «مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية» (كير) أن عددهم يناهز خمسة ملايين.
وأظهرت الدراسة بأن الجزء الأكبر من أموال الزكاة ذهب إلى المنظمات الدولية غير الربحية، بمعدل 25.3 بالمئة، وأن الجهات الحكومية –التي تقوم بجمع أموال الزكاة– جاءت في المرتبة الثانية بمعدل 21.7 بالمئة، فيما حصلت المنظمات المحلية غير الربحية على 18.3 بالمئة.
وإضافة إلى الزكاة، يمارس المسلمون أشكالاً أخرى من الأعمال الخيرية المعروفة باسم «الصدقات»، والتي يمكن أن تمنح للأفراد والمؤسسات، إلا أن الدراسة الأخيرة اقتصرت على رصد أموال الزكاة فقط.
وكانت دراسة سابقة أجرتها «جامعة إنديانا» قد أظهرت بأن المسلمين في الولايات المتحدة قدّموا حوالي 4.3 مليار دولار للأعمال الخيرية في عام 2020.
وأشار المدير التنفيذي لمؤسسة «الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة»، شريف علي، إلى أن المنظمة تلقت تبرعات بحوالي 135 مليون دولار في 2021، بينها قرابة 40 مليون من أموال الزكاة.
ولفت علي إلى الارتفاع الملحوظ في أموال الزكاة التي يخرجها المسلمون الأميركيون، منوهاً بأن منظمته تلقت حوالي 35 مليون دولار من أموال الزكاة في عام 2020، وقد زاد المبلغ بمقدار خمسة ملايين دولار في العام الماضي.
وأوضح علي بأن معظم الزيادة في أموال الزكاة جاءت من مانحين جدد، منوهاً بأن إعلانات منظمة «الإغاثة الإسلامية» على منصات التواصل الاجتماعي، مثل «فيسبوك» و«إنستغرام»، كانت فعالة في جذب المزيد من المانحين.
وأكد علي بأن «عطاء» المسلمين آخذ في الازدياد، وأن الصورة ستكون أكثر وضوحاً بعد انقضاء شهر رمضان، حيث يتسابق المسلمون على أداء الأعمال الخيرية وتقديم الصدقات بكافة أنواعها.
من جانبه، أوضح الشريك المؤسِس لمنظمة «مجلس الجالية الإسلامية الأميركية»، محيي خواجة، بأنه من المهم ملاحظة أن «المجتمع المسلم يقدّم صدقاته للمجتمع الأميركي الأوسع، أيضاً»، وأنه «لا يتبرع فقط لدعم القضايا التي تخص المسلمين».
ولفت خواجة إلى أن أموال الزكاة يجب أن لا تُخرج من الأعمال التي تتربح من تجارة الأسلحة أو الكحول أوالتبغ، أو عبر ترويج المواد الإباحية، وقال: «إن أموال الزكاة يجب إخراجها من عوائد الاستثمارات المقبولة أخلاقياً ودينياً».
وكانت الدراسة قد أُجريت في الفترة الممتدة بين 25 كانون الثاني (يناير) و15 شباط (فبراير) الماضيين، وضمت 2,010 مشاركين بالغين، بينهم 1,006 مسلمين.
ورصدت الدراسة ردود المسلمين فقط على الأسئلة المتعلقة بأموال الزكاة، وبلغ هامش الخطأ في الدراسة 3.7 بالمئة.
ووجدت الدراسة –أيضاً– بعض الحقائق والأرقام المهمة، فمثلاً، بلغ متوسط تبرعات الأسر الأميركية 2,070 دولاراً من أموال الزكاة، وجاء المسلمون البيض في المرتبة الأولى بمتوسط قدره 3,732 دولاراً، تبعهم المسلمون الآسيويون بـ1,089 دولاراً، ثم العرب بـ569 دولاراً، ثم الأميركيون من أصل إفريقي بـ420 دولاراً.
وبحسب الدراسة، فقد أخرج المسلمون الذكور أموال زكاة بمتوسط قدره 3,313 دولاراً، فيما بلغ متوسط زكاة الإناث 471 دولاراً.
وجاء الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و49 عاماً في مقدمة المتصدقين، حيث أخرجوا أموال زكاة بلغت في المتوسط 2,560 دولاراً، تبعهم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً بـ 2,298 دولاراً.
وأما الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و54 عاماً، فقد أخرجوا أموال زكاة بلغت في المتوسط 474 دولاراً.
عن موقع «ذا كرونيكل أوف فيلانثروبي»
www.philanthropy.com
Leave a Reply