الفنتانيل مسؤول عن حوالي 70 بالمئة من الحالات
واشنطن
سجلت ميشيغن وعموم الولايات المتحدة خلال العام 2021، أعداداً قياسية غير مسبوقة للوفيات الناجمة عن تعاطي المخدرات، وفق بيانات المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، حيث وصل عدد ضحايا الجرعات الزائدة في ولاية البحيرات العظمى إلى 3,040 شخصاً، في حين توفي أكثر من 107,600 شخص على الصعيد الوطني.
وحطمت ميشيغن الرقم القياسي السابق المسجل في العام 2020، بزيادة بنسبة 9.3 بالمئة، بينما سجلت عموم الولايات المتحدة زيادة قدرها 15.9 بالمئة عن الرقم القياسي المسجل في العام السابق أيضاً، وفق البيانات الفدرالية.
وهذه المرة الأولى التي تتجاوز فيها الولايات المتحدة، العتبة الرمزية البالغة 100 ألف وفاة على مدى عام، كما أنها المرة الأولى التي تتجاوز فيها ميشيغن حاجز ثلاثة آلاف وفاة، بعد أن سجلت 2,952 حالة في العام 2020، و2,354 في عام 2019.
وتدل الأرقام الجديدة على أن شخصاً واحداً يموت من جرعة زائدة من المخدرات كل 5 دقائق في الولايات المتحدة، فيما رصدت أكبر زيادة سنوية خلال العام 2021 في ألاسكا، حيث ارتفع عدد الوفيات بأكثر من 75 بالمئة.
الفنتانيل
وفقاً للأرقام الأولية التي نشرتها «سي دي سي»، تسبب مخدر الفنتانيل الفتّاك بوفاة حوالي 70 بالمئة من إجمالي ضحايا الجرعات الزائدة في البلاد. والفنتانيل هو مسكن أفيوني اصطناعي يعتبر أقوى من الهيروين بخمسين مرة، وعادة ما يتم مزجه بأنواع المخدرات الأخرى لتحقيق نشوة أعلى.
على الصعيد الوطني، تسبب الفنتانيل بوفاة 71,238 شخصاً في عام 2021، مقارنة بـ57,834 حالة وفاة في عام 2020.
كذلك، تسببت مخدرات الميثامفيتامين والكوكايين بوفاة عدد أكبر من الأميركيين في عام 2021، حيث شارك الميثامفيتامين بوفاة 32,856 شخصاً، مقارنة بـ24,576 حالة وفاة في 2020. أما الكوكايين فساهم بوفاة 24,538 شخصاً، مقارنة بـ19,927 في 2020.
ولم تنشر «سي دي سي» بعد، أعداد ضحايا أنواع المخدرات المختلفة في كل ولاية على حدة.
تفاقم الكارثة
القفزة المسجلة لوفيات الجرعات الزائدة بين عامي 2020 و2021، وإن كانت أدنى من القفزة المسجلة بين 2019 و2020، والتي بلغت حوالي 30 بالمئة في خضم الجائحة.
وتجدر الإشارة إلى أن أعداد الضحايا كانت قد تراجعت بشكل غير مسبوق بين العامين 2018 و2019 في ظل الانتعاش الاقتصادي وتشديد مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود والمرافئ الأميركية خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. غير أن جائحة كورونا جاءت لتنسف تلك الجهود وتدفع الكثيرين مجدداً نحو براثن الإدمان بسبب العزلة ومشاعر التوتر والقلق التي عمت البلاد في خضم الوباء، ناهيك عن إغلاق أو تقليص خدمات مراكز العلاج ومرافق إعادة التأهيل بسبب قيود التباعد الاجتماعي.
ومع استمرار الوباء والتقلبات الاقتصادية 2021، واصلت أعداد وفيات المخدرات مسارها التصاعدي للعام الثاني على التوالي، ما دفع إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن إلى الإعلان، في نيسان (أبريل) الماضي، عن خطة عمل جديدة لمكافحة هذه الأزمة، عبر التركيز على «رعاية الأشخاص المدمنين» بالتوازي مع مكافحة الاتجار بالمخدرات.
وعادة ما يتبنى الديمقراطيون سياسات متهاودة مع آفة المخدرات تحت عنوان «الحد من الضرر»، وهذا بالفعل ما تبنته إدارة بايدن، وكذلك إدارة الحاكمة غريتشن ويتمر في ميشيغن، حيث تعمد السلطات إلى توفير عقار «ناركان» المضاد للجرعات الأفيونية الزائدة على نطاق واسع، والإبر النظيفة للحد من خطر انتشار الأمراض المعدية بين المتعاطين، بالإضافة إلى مستلزمات أخرى مثل شرائط اختبار الفنتانيل، والتي تكشف عن وجود الفنتانيل في مخدرات الشوارع.
فعلى سبيل المثال، ظهرت ماكينات توزيع مجانية لعقار «ناركان» في بعض سجون ولاية ميشيغن، بما في ذلك سجن مقاطعة أوكلاند، حيث يرى المسؤولون أن النزلاء الذين يغادرون السجن عادة ما يكونون أكثر عرضة لتناول جرعات زائدة بسبب حرمانهم من المخدرات لفترة من الوقت.
وفي حين أن استخدام عقار «ناركان» قد يكون كفيلاً فعلاً بإنقاذ حياة المدمنين من الجرعات الزائدة، فإن البعض الآخر يرى في هذه السياسة، دعوة صريحة للعودة إلى تعاطي المخدرات فور الخروج من السجن.
كما تسمح حكومة ميشيغن بتوزيع عقار «ناركان» بدون وصفة طبية، غير أن نصف صيدليات الولاية تقريباً غير منخرطة في هذا البرنامج.
ومن التحديات التي تعمل إدارتا بايدن وويتمر على إنجازها أيضاً، توسيع نطاق الخدمات العلاجية للمدمنين. إذ تُظهر أحدث البيانات المتاحة من ولاية ميشيغن –على سبيل المثال– أن الأشخاص الذين يريدون العلاج من الإدمان عادة ما يضطرون إلى الانتظار أسبوعاً كاملاً قبل تلقي الرعاية التي يحتاجونها، وهذا التأخير يمكن أن يكون مميتاً في كثير من الأحيان.
ويصر الديمقراطيون عموماً على أن أفضل وسيلة للحد من وفيات الجرعات الزائدة تكمن في توفير العقاقير المضادة للأفيون وتحسين وزيادة خيارات العلاج طويلة الأمد.
Leave a Reply