عقوبات صارمة وغرامات باهظة للمخالفين
ديربورن
في إطار سياستها الصارمة لتحسين السلامة المرورية على طرقات المدينة، لن تتوانى شرطة ديربورن عن اتخاذ أقسى الإجراءات والعقوبات بحق السائقين المخالفين، لردع سلوكيات القيادة المتهورة والاستعراضية، حتى لو تطلب الأمر ملاحقتهم إلى منازلهم واعتقالهم ومصادرة مركباتهم تحت طائلة غرامات مالية باهظة قد تتجاوز الثلاثة آلاف دولار، وفق قائد شرطة المدينة عيسى شاهين.
الاستراتيجية الجديدة لشرطة ديربورن تستهدف في المقام الأول، السائقين الذين يمارسون القيادة الاستعراضية مثل التشفيط والتخميس ودخننة الإطارات والتسابق في شوارع المدينة، لاسيما خلال الصيف الذي تزداد خلاله سلوكيات القيادة المتهورة.
وبحسب شاهين، سيواجه السائقون المخالفون عقوبات صارمة تشمل تجريمهم بجنحة تعكير الصفو العام، فضلاً عن دمغ سجلاتهم المرورية بأربع نقاط ستكون كفيلة بزيادة أسعار التأمين على سياراتهم.
وجاءت تصريحات شاهين لـ«صدى الوطن، في أعقاب توقيف ثلاثة سائقين تجرأوا على تحدي شرطة ديربورن في عقر دارها، حيث قاموا –الجمعة الماضي– بقيادة سياراتهم بشكل استعراضي ومتهور في مواقف السيارات التابعة لمقر الشرطة على شارع ميشيغن أفنيو، عبر التشفيط وحرق الدواليب وإصدار الضوضاء، ما تسبب بإثارة السحب الدخانية والرائحة الكريهة والصخب الشديد في المكان قبل أن يتواروا عن الأنظار.
وأفاد قائد شرطة ديربورن بأن عروض التشفيط وحرق الإطارات وضجيج المحركات حدثت على مرأى من عناصر الشرطة والكاميرات المنصوبة في محيط دائرة شرطة ديربورن، لافتاً إلى أن السائقين –الذين كانوا يحتفلون بتخرجهم من المرحلة الثانوية– تجرأوا على تحدي السلطات مما استوجب ملاحقتهم وتوقيفهم.
وتمكنت الشرطة من التعرف على الشبان المخالفين عبر لقطات الفيديو التي أظهرت وجوههم وأرقام لوحات السيارات التي كانوا يقودونها.
وقال شاهين: «عندما سمعت الضجيج، نظرت من نافذة مكتبي، ولم أصدق ما رأيت، لذلك ركضت إلى الخارج لأتاكد من أن هؤلاء السائقين كانوا يفعلون ذلك هنا، في باحة الانتظار الخاصة بدائرتنا».
وأوضح شاهين بأن الشرطة تمكنوا –لاحقاً– من توقيف السائقين وحجز سياراتهم، لافتاً إلى أن دائرته قامت بمصادرة مركبتين من السيارات الثلاث. وقال شاهين: «سأكون واضحاً للغاية.. إذا كنت تقود سيارتك بشكل متهور، وتعرض حياة الناس للخطر، فسوف يتم توقيفك وحجز سيارتك، وإذا عجزت عن دفع المخالفة المالية، فسوف نقوم بمصادرة السيارة بشكل نهائي».
شاهين الذي تولى منصب قائد شرطة ديربورن قبل خمسة أشهر، أفاد لـ«صدى الوطن» بأن غرامات التشفيط والتسابق ودخننة الدواليب وضجيج المحركات والقيادة المستهترة ستكون مرتفعة للغاية، منوهاً بأن استعادة السيارات المصادرة قد تكلف رسوماً تتراوح بين 1,500 و3,500 دولار للسيارة الواحدة.
وقال شاهين: «سنطبق أقصى العقوبات التي يسمح بها القانون، وإذا فشل السائقون في دفع الغرامات المترتبة عليهم، فسوف يفقدون سياراتهم لصالح الشرطة، إضافة إلى تجريمهم بجنح تعكير السلام، ووسم سجلهم المروري بأربع نقاط»، مضيفاً: «لن نتهاون مع هذه السلوكيات على الإطلاق».
ولفت شاهين إلى أن وتيرة عروض القيادة ترتفع بشكل ملحوظ في فصل الصيف، لاسيما خلال حفلات الزفاف والتخرج، مهيباً بالسكان، التقيد بقوانين المرور وقواعد الذوق العام. وقال عيسى: «إن حفلات التخرج والزفاف هي مناسبات للابتهاج والاحتفال، ومع ذلك فنحن بحاجة إلى ضمان حماية جميع الضيوف والمقيمين من خلال التقيد بالقوانين، والاحتفال الآمن لمنع وقوع الأذى والمآسي».
وأضاف عيسى: «هنالك طرق أكثر ملاءمة وأماناً للاحتفال بالمناسبات السعيدة، دون تعريض حياة الآخرين للخطر، لا نريد أن تتحول تلك الحفلات إلى مناسبات للإزعاج وتهديد سلامة السكان».
وأكد شاهين بأن شكاوى القيادة المتهورة والخطرة تأتي في رأس قائمة الشكاوى التي ترد إلى مكتب رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود، مضيفاً: «يريد الناس رؤية سلوكيات وعادات قيادة أفضل وأكثر تحضراً على طرقاتنا الرئيسية، وفي شوارعنا الداخلية».
ووعد شاهين بأن دائرته ستضرب بيد من حديد لردع السائقين الذين تسوّل لهم أنفسهم تهديد حياة الآخرين، وقال: «لن نتردد في تطبيق أقسى العقوبات التي يسمح بها القانون من أجل وضع حد لهذه الظاهرة المستعصية».
وتشير البيانات إلى أن مخالفات القيادة الخطرة قد ارتفعت بنسبة 680 بالمئة منذ تولي شاهين منصبه في كانون الثاني (يناير) الماضي.
وفي ذات السياق، نشرت دائرة شرطة ديربورن مقطعاً مصوراً يظهر عناصرها وهم يقومون بمصادرة سيارة من طراز «موستانغ» من أمام أحد المنازل في مدينة ديربورن. وظهر شاهين في الفيديو لتبيان سبب مصادرة المركبة، قائلاً إن صاحبها كان يقوم بعروض التشفيط ودخننة الإطارات خلال إحدى حفلات الزفاف، أواخر شهر أيار (مايو) المنصرم.
وأظهر الفيديو منشوراً لرئيس بلدية ديربورن وهو يهيب بسكان المدينة أن يتقدموا إلى السلطات بأية معلومات تقود إلى التعرف على صاحبها، لتوقيفه وتغريمه بتهمة القيادة المحفوفة بالمخاطر.
إضافة إلى ذلك، لا تتوانى شرطة ديربورن عن ملاحقة المخالفين لحدود السرعات والقواعد المرورية، وقد أشارت إحدى الوسائل الإعلامية إلى أن أحد عناصر شرطة ديربورن كان خارج ساعات الدوام الرسمي حين شاهد سيارة تتخطى حدود السرعة المسموح بها، فقام بإبلاغ دائرته التي أرسلت على الفور شرطياً لتوقيف السيارة المخالفة.
مصادر مطلعة في محكمة ديربورن (المحكمة 19)، أفادت لـ«صدى الوطن» بأنه من المرجح أن ترتفع عائدات المخالفات المرورية في مدينة ديربورن، من أربعة ملايين إلى ثمانية ملايين دولار خلال العام الجاري، في إشارة إلى تشدد الدائرة في إصدار المخالفات المرورية.
ولمكافحة ظاهرة القيادة الخطرة، لا تقتصر سياسات شرطة ديربورن على تبني البرامج الصارمة وتنفيذ الخطوات المتشددة، وإنما تسعى إلى تثقيف السكان حول مخاطر هذه الآفة عبر العديد من المبادرات، والتي كان آخرها إطلاق مسابقة للمقاطع المصورة عبر تطبيق «تيك توك»، باسم «شوارع آمنة في ديربورن».
وطالبت المسابقة، المشتركين بنشر مقاطعهم عبر «تيك توك» بحلول 10 حزيران (يونيو)، مشترطة أن تتراوح مدتها بين 15 و60 ثانية، وألا تحتوي على ملابس وموسيقى وإشارات تتنافى مع الذوق العام، مع إرفاقها بهاشتاغ Safe Streets Dearborn.
وسوف تقوم الدائرة بتكليف فريق خاص لاختيار أفضل ثلاثة فيديوهات، آخذة بعين الاعتبار المقاطع التي تحقق رواجاً واسعاً بين المتصفحين الإلكترونيين.
وسوف يقوم الفريق باختيار الفائزين بالمراتب الثلاث الأولى في منتصف يونيو، ومنح كل منهم جائزة مالية قدرها مئة دولار.
Leave a Reply