ديترويت
تعيش شرطة ديترويت حالة حداد مستمرة، منذ أيام، أسفاً على مقتل أحد عناصرها بعد تعرضه لما وصفه قائد شرطة المدينة جيمس وايت بـ«كمين» نصبه مراهق أراد الموت برصاص الشرطة بعد قيامه بشراء بندقية بواسطة شخص آخر.
وكان الضابط لورين كورتس (40 عاماً) قد استجاب مع زميلته أماندا هدجينز لنداء طوارئ حول إطلاق رصاص في المنطقة الواقعة قريباً من تقاطع شارعي جوي ومارلو في غربي المدينة، ولدى وصولهما إلى المكان في حوالي الساعة السابعة والنصف من مساء 8 تموز (يوليو) الجاري، تفاجأا بمسلح يطلق عليهما النار من نافذة أحد المباني، لتصيب إحدى الطلقات كورتس إصابة قاتلة في العنق بينما كان لايزال جالساً خلف مقود سيارته.
في الأثناء، وصلت ثلاث دوريات إضافية وأحاطت بسيارة كورتس لتأمين الحماية للشرطية هدجينز التي كانت تحاول إسعاف زميلها المصاب، لكن مطلق النار بادر إلى الخروج من المبنى وتوجه نحو عناصر الشرطة مصوباً بندقيته نحوهم، فردوا بإطلاق النار عليه وأردوه قتيلاً في المكان.
وتم نقل الشرطي كورتس إلى أحد المستشفيات بمدينة ديترويت، حيث أعلنت وفاته بعد وقت قصير من وصوله، متأثراً بجرح بليغ في الرقبة.
وكشفت التحقيقات أن مطلق النار، إهماني ديفيس (19 عاماً)، لديه سجل جنائي حافل بالاعتقالات والتهم، وأنه كان من المقرر أن يمثل، بعد يومين من الحادث، أمام القضاء في مقاطعة ماكومب بتهم تعكير السلام وإطلاق نار تجاه حشد من الناس.
وكانت الشرطة قد داهمت منزل ديفيس بمدينة إيستبوينت في أعقاب الحادث، حيث قامت بمصادرة مسدس عيار 9 ملم.
كما أظهر سجل ديفيس الجنائي أنه وُضع أوائل العام 2021 تحت المراقبة (بروبيشن) لمدة 12 شهراً بتهمة حيازة سلاح ناري والقيادة غير القانونية في عام 2020.
التحقيقات الموسعة كشفت أن ديفيس تمكن من الحصول على سلاح الجريمة قبل شهر من قتل الشرطي كورتس، عبر شخص من ديترويت يدعى شيلدون توماس (26 عاماً)، الذي تم اعقاله ومثُل عبر الفيديو –الأحد الماضي– أمام المحكمة الفدرالية بديترويت، بتهم الكذب والادعاء بشراء سلاح لنفسه، ثم القيام بتسليمه لشخص آخر، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى السجن لغاية عشر سنوات وغرامة تصل إلى 250 ألف دولار.
وتضمنت وثائق القضية أن توماس قام بشراء بندقية من طراز «رومارم/سيغير، دراغو»، عيار 7.62 ملم، من أحد متاجر الأسلحة في مدينة إيسبوينت، في السابع من شهر حزيران (يونيو) المنصرم، وأن كاميرات المراقبة سجلت لقاءه بديفيس في موقف السيارات التابع لمطعم «وايت كاسل»، القريب من المتجر.
ولفت محققو الادعاء الفدرالي إلى أن البندقية التي اشتراها توماس، هي السلاح نفسه الذي استخدم في قتل الشرطي كورتس.
إلى جانب ذلك، أظهرت كاميرات المراقبة دخول ديفيس وتوماس إلى متجر الأسلحة كلاً على حدة لكن في الوقت نفسه تقريباً، يوم 29 أيار (مايو)، حيث قام الأخير بملء الاستمارة المطلوبة لإتمام صفقة الشراء، إلا أن نظام التدقيق الأمني لمشتري الأسلحة، لم يعطِ حينها الموافقة الفورية، ما اضطر توماس للعودة في وقت لاحق للحصول على البندقية.
ولدى مداهمة منزل توماس، عثرت الشرطة على أسلحة وذخائر متنوعة.
ودعا قائد شرطة ديترويت جيمس وايت، في بيان، النظام العدلي وصنّاع القوانين والجمهور إلى المساعدة في وضع حد لعنف السلاح وتحقيق العدالة للشرطي القتيل، الذي تعرض لـ«كمين نصبه قاتل»، معرباً عن شعوره بالإحباط من اتخاذ أية خطوات ملموسة بهذا الصدد.
وأثنى وايت على شجاعة كورتس وزميلته هدجينز التي غامرت بحياتها من أجل إنقاذ زميلها الذي يعيل زوجة وأربعة أبناء.
وأوضح وايت بأن الأدلة التي اطلع عليها بنفسه، تشير إلى أن المشتبه استخدم سلاحاً هجومياً تم شراؤه مؤخراً، وقال «لقد كان المسلح ينوي الانتحار بالتصويب على الضباط وإجبارهم على الرد بإطلاق النار عليه».
وأضاف: «لقد قتل أحد عناصرنا، ثم خرج من الباب الأمامي هادئاً، وتوجه نحو العناصر الآخرين الذين كانوا يحاولون حماية وإسعاف زميلهم الذي أصيب للتو.. لقد أراد أن يموت».
Leave a Reply