ديترويت
تخوض عضو الكونغرس الأميركي عن ولاية ميشيغن، رشيدة طليب، معركة انتخابية استثنائية في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عن «الدائرة 12»، وفق الخرائط الجديدة، وسط تعرضها لضغوط شديدة من جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، التي رصدت ما لايقل عن مليون دولار لاستهداف النائبة الفلسطينية الأصل بحملات دعائية سلبية عبر القنوات التلفزيونية والمنصات الرقمية والمطبوعات الورقية.
وتضم «الدائرة 12»، إلى جانب الديربورنين، كلاً من ليفونيا، ريدفورد، غاردن سيتي، إنكستر، وستلاند، ومعظم غرب ديترويت، بالإضافة إلى مدينة ساوثفيلد وبعض المجتعمات الصغيرة المجاورة لها في مقاطعة أوكلاند، مثل بيفرلي هيلز وفرانكلين وبينغهام فارمز ولاثروب فيليدج.
وتميل هذه المجتمعات عادة للتصويت لمرشحي الحزب الديمقراطي، ما يعني أن الفائز في جولة الثلاثاء القادم، سيكون قد قطع معظم الطريق للفوز بالجولة النهائية في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وتسعى النائبة التقدمية البارزة على الساحة الوطنية إلى الفوز ببطاقة الحزب الديمقراطي بمواجهة كل من المرشحة شانيل جاكسون ورئيسة بلدية قرية لاثروب، كيلي غاريت، إضافة إلى كليرك مدينة ديترويت، العضو السابقة في مجلس نواب ميشيغن، جانيس وينفري، التي تمثل تهديداً جدياً للنائبة طليب، لا سيما وأنها سياسية مخضرمة ولها باع طويل في السباقات الانتخابية.
وكانت وينفري قد فازت العام الماضي للمرة الخامسة بمنصب كليرك مدينة ديترويت، وهو المنصب الذي تشغله منذ العام 2005، وتتولى من خلاله الإشراف على العملية الانتخابية في أكبر مدن ولاية ميشيغن.
لكن، برغم المصاعب آنفة الذكر، تمكنت حملة طليب من تصدر حملات الديمقراطيين، متقدمة بفارق شاسع على منافساتها الثلاث بحجم التبرعات، إذ تجاوز الاحتياط النقدي لحملتها في نهاية حزيران (يونيو) الماضي المليون دولار، في حين لم يتجاوز رصيد وينفري حاجز 145 ألف دولار.
كما حصلت طليب على دعم السناتور بيرني ساندرز الذي ندّد بما أسماها «المجموعات السياسية الممولة من المليارديرات التي تحاول إفشال طليب وهزيمتها في الانتخابات»، إضافة إلى دعم النائبات التقدميات، المعروفات باسم «ذا سكواد»، وهن: إلهان عمر (عن ولاية مينيسوتا)وإيانا بريسلي (عن ماساتشوستس) وإلكساندريا أوكاسيو كورتيز (عن نيويورك)، اللواتي حضرن إلى ديترويت، الأسبوع الماضي، للمشاركة في حفل انتخابي داعم لإعادة انتخاب طليب.
ورغم التحديات التي ستواجهها بسبب تغيير دائرتها الانتخابية، أبدت النائبة الديمقراطية رغبتها بخدمة ناخبيها الجدد في ديربورن وديربورن هايتس وساوثفيلد وليفونيا، لافتة إلى أن والدتها –وهي من سكان ديربورن– ستتمكن للمرة الأولى من التصويت لها، في الانتخابات الحالية.
وأشارت طليب في حديث مع «صدى الوطن»، عبر تطبيق «زووم»، إلى أنها نشأت في جنوب غرب ديترويت وبنت علاقة متينة مع المقيمين، ومعظمهم من السود واللاتينيين، ومن الجيل الثاني من البولنديين، لافتة إلى التشابه الكبير بين قضايا سكان جنوب غربي ديترويت وقضايا سكان منطقة الديربورنين ذات الكثافة العربية والإسلامية.
وشددت طليب على أنها تسعى للاحتفاظ بمقعدها من أجل مستقبل المجتمع المحلي بمختلف مكوناته، موضحة بأن تجربتها كنائبة عربية مسلمة في الكونغرس الأميركي تنطوي على أهمية خاصة برغم جميع المصاعب والتحديات. وقالت: «أصبح الآن بإمكانهم أن يتفهموا معنى أن تكون شخصاً عربياً مسلماً في أميركا… شخصاً يقوم بتنشئة ولدين مسلمين… شخصاً اختبر انتهاك الحريات المدنية لعائلته»، في إشارة إلى إدراج شقيقتها على لائحة حظر الطيران. وأعربت طليب عن اعتزازها بتمسك الشباب العرب في منطقة الديربورنين بجذورهم الثقافية، واصفة عاصمة العرب الأميركيين بأنها «مكان خاص»، من دون أن يؤثر ذلك على امتنانها لسنوات الطفولة التي ارتادت فيها مدارس يغلب عليها الأفارقة الأميركيون.
وأكدت طليب بأنها ليست غريبة عن قضايا الطبقة العربية العاملة في دائرتها الحالية، كالأسر اليمنية الأميركية في جنوب غربي ديترويت، وكذلك قضايا المهاجرين العراقيين في منطقة وورنديل.
وقالت طليب إن العديد من مجتمعات الطبقة العاملة يعانون من المخاطر المتفاقمة للتلوث، مؤكدة بأنها هي الشخص الذي سيقوم بالدفاع عن حقوقهم في مواجهة الشركات المتنفذة.
وأضافت: «كوني محامية، فقد خضت معارك قضائية ضد تلك المصانع التي كانت تتسبب فعلياً في سرطنة الكثير من الأشخاص، كما قدمت الكثير من مشاريع القوانين الرامية إلى إرساء دعائم العدالة البيئية، ويمكن للناخبين أن يثقوا بأني لا آخذ أموالاً من الجهات التي تتسبب بتسميمهم».
وتعد حملة طليب بإنشاء أربعة مراكز خدماتية في دائرتها الانتخابية، لمساعدة آلاف السكان في الحصول على الخدمات الأساسية، بما فيها دعم المقيمين في دفع فواتير الكهرباء والماء، وتوفير الحماية والتعويضات لأصحاب المنازل المتضررة من الفيضانات المتكررة، إضافة إلى دعم المستأجرين، وتقديم المعونات القانونية للمحتاجين.
طليب التي تحرص على دعم العائلات المهاجرة التي تعاني من تعقيدات نظامي الهجرة والعدالة الجنائية، أكدت بأن الناخبين في دائرتها أصيبوا بالإحباط من الإعلانات التي تهاجمها بسبب مواقفها المشهودة، مستدركة بأن تلك الإعلانات الممولة بأكملها من قبل الشركات الكبيرة، ومن خارج دائرتها الانتخابية، لن تثني الناخبين عن التصويت لها بكثافة يوم الثلاثاء المقبل.
وقالت: «سكان دائرتي يعرفون بأنني لن أبيعهم لهؤلاء الذين يتربحون من الخلل في نظامي الرعاية الصحية والعدالة البيئية»، منوهة بأن جولة الثاني من أغسطس المقبل ستثبت بأن عملها الجاد والملتزم في الكونغرس خلال السنوات الأربع الماضية، «جعلها شخصاً محبوباً بشكل لا يصدق».
Leave a Reply