هامترامك
من جملة السباقات التمهيدية التي تحظى بأهمية خاصة للعرب الأميركيين في منطقة ديترويت، هذا الثلاثاء، يسعى النائب اليمني الأصل، أبراهام عياش، إلى الاحتفاظ بمقعده النيابي في مجلس ميشيغن التشريعي عن «الدائرة 9»، التي تضم –بحسب الخرائط الجديدة– كامل مدينة هامترامك بالإضافة إلى أجزاء واسعة من أحياء وسط وشرق ديترويت، معوّلاً على برنامجه التقدمي الذي مكّنه من دخول الندوة التشريعية لأول مرة في انتخابات 2020.
ويخوض عياش تصفيات الديمقراطيين في جولة 2 آب (أغسطس) القادم بمواجهة ثلاثة مرشحين من الأفارقة الأميركيين، هم: دارنيل غاردنر وأبراهام شو وبول سميث. وفي حال فوزه في السباق التمهيدي، سيحسم عيّاش السباق مبكراً بسبب الميول الديمقراطية للدائرة، حيث من المتوقع أن يخوض مواجهة سهلة مع المرشحة الجمهورية الوحيدة في السباق، ميشيل لاندغرين، ضمن الانتخابات العامة المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
وكان خريج جامعة «ميشيغن ستايت»، المتخصص في القيادة السياسية، قد دخل التاريخ كأول مشرّع من أصل يمني ينتخب لعضوية مجلس ميشيغن التشريعي عام 2020، بعد تمكنه من خلافة النائب الراحل عن «الدائرة 4» –قبل إعادة ترسيم الدوائر– آيزاك روبنسون الذي توفي متأثراً بفيروس كورونا.
ويقود عياش حملة إعادة انتخابه بعناوين تقدمية تتوخى معالجة القضايا الملحة للناخبين، بما في ذلك خفض التأمين على السيارات وحماية البيئة وجودة التعليم والإسكان وإصلاح العدالة الجنائية، مع التركيز على مظالم السكان في أحياء ديترويت الشرقية الذين يتبرمون من الإهمال ونقص الخدمات، على عكس منطقتي الدوانتاون والميدتاون اللتين يعاد تأهليهما عبر استثمارات هائلة.
وكان عيّاش قد نجح خلال خدمته في كابيتول لانسنغ بتأمين الأموال المحلية والفدرالية لتمويل العديد من المشاريع الكبرى في هامترامك وجوارها، مثل تحديث ملعب «هامترامك» التاريخي للبيسبول، وتجديد منتزه قدامى المحاربين في المدينة، واستبدال أنابيب الرصاص في شبكة المياه، إلى جانب تعزيز برامج رعاية الأطفال وتعويض السكان عن آثار الفيضانات الكارثية وتداعيات وباء كورونا.
ويساهم عيّاش مع باقي مسؤولي هامترامك في رسم صورة استثنائية للمدينة الأكثر تنوعاً عرقياً وإثنياً في ميشيغن، والتي يتكون مجلس بلديتها بأكمله من المسلمين، إضافة إلى رئيس البلدية ذي الأصول اليمنية، الذي أنهى مئة عام من سيطرة البولنديين على قيادة المدينة الواقعة في قلب ديترويت.
إلا أن حملته الحالية، التي جاءت تحت عنوان: «السياسة هي فن الممكن»، تولي أهمية خاصة لأحياء ديترويت الشرقية التي أضافتها الخرائط الجديدة إلى دائرته الحالية، لمعالجة القضايا الملحة، التي تستدعي –بحسب عياش– التدخل العاجل لتأمين الخدمات وتحديث البنى التحتية ومكافحة العنف والجريمة والقيادة المتهورة.
وفي السياق، يشير عياش إلى أن سكان شرق ديترويت يشتكون من غياب الاستثمارات في أحيائهم المهملة، وقال: «إنهم يشاهدون الاستثمارات الضخمة تتدفق إلى أحياء «نيو سنتر» و«ميدتاون» والداونتاون، فيما لا تحظى مناطقهم بالحد الأدنى من الاهتمام المطلوب»، مضيفاً: «الكثير من الناس يأتون إلينا ويطالبون بتوفير الخدمات والبرامج الأساسية لمكافحة مظاهر الخراب والعنف والقيادة الخطرة».
النائب الذي ولد لعائلة عمالية مهاجرة من اليمن، أوضح بأن إعادة ترشحه للمنصب التشريعي تنطوي على رسالة مفادها تعزيز ثقة الناس في حكومتهم.
وحول مدينة هامترامك التي عاش فيها معظم حياته، قال: «لن أتجاهل أي جزء من أجزاء الدائرة التاسعة، ولكن هامترامك تتمتع بمكانة وموقع فريد، كونها تستقطب الكثير من المهاجرين الذي يسعون إلى ترسيخ جذورهم فيها»، مضيفاً: «إن ترشحي لإعادة تمثيل هذه الدائرة في مجلس ميشيغن التشريعي يشكل فرصة لتمثيل ديمقراطية تعكس هذا الواقع المتنوع».
وتحتل هامترامك صدارة التنوع العرقي في ميشيغن، حيث يشكل المهاجرون حوالي 44 بالمئة من السكان الذين ينوف عددهم على 28 ألف نسمة بحسب إحصاء 2020، ويشكل المسلمون ذوو الأصول اليمنية والبنغالية معظم سكان المدينة الوحيدة بالولاية التي ستجري فيها الانتخابات المقبلة بثلاث لغات، هي الإنكليزية والعربية والبنغالية.
وعلى غرار سلفه، النائب الراحل آيزاك روبنسون، يواصل عياش جهوده لخلق جبهة ديمقراطية ضد جشع الشركات الكبيرة واستمرارها في انتهاك القوانين والمعايير البيئية، لافتاً إلى أن العديد من المعامل والمصانع في منطقة هامترامك تتسبب في إصدار الكثير من الملوثات والمواد السامة، غير آبهة بصحة السكان وسلامتهم العامة.
ويعرب عياش عن فخره بأنه المرشح الوحيد في السباق، الذي يرفض تمويل الشركات الكبيرة، على عكس المرشحين الآخرين، الذين تتزاحم لوحاتهم الإعلانية الممولة من قبل الشركات والمصانع المحلية.
وإلى جانب العناوين المطلبية، تركز حملة عياش على حظر تقنيات التعرف على الوجوه، ووضع خطة موحدة للرعاية الصحية تشمل جميع سكان ميشيغن، وتقديم تشريعات تضمن فرض خدمات ما قبل الروضة لجميع طلاب ميشيغن، وزيادة المخصصات المالية للتلاميذ، والاستثمار في البنية التحتية الخضراء.
وكتب عياش على موقع حملته على الإنترنت: «لقد أعطيت الأولوية باستمرار لاحتياجات السكان، وركزت على القضايا التي تهم الناس في جميع أنحاء هامترامك وديترويت، وفي مقدمتها: الماء النظيف والهواء النظيف، والوظائف ذات الأجور الجيدة، والتقاعد المضمون، والشوارع الآمنة». وختم قائلاً: «أنا أترشح لإعادة انتخابي عن الدائرة التاسعة، لأنني من المؤمنين بأن السياسة هي فن الممكن.. الذي يمنح الجميع فرصة عادلة للنجاح».
Leave a Reply