فرصة ذهبية لتعزيز التمثيل العربي في الكونغرس ومجلس نواب ميشيغن
في العموم، لا تتمتع الانتخابات النصفية بالاهتمام نفسه الذي يوليه الناخبون للانتخابات العامة، إلا أن التصفيات الحزبية تكون –في بعض السباقات– حاسمة ومفصلية، لدرجة تبدو معها الانتخابات العامة تحصيل حاصل، وهو ما ينطبق إلى أقصى حد على الانتخابات المرتقبة يوم الثلاثاء المقبل.
بل تكتسب الانتخابات التمهيدية في 2 آب (أغسطس) القادم، أهمية خاصة بالنسبة للمجتمعات العربية الأميركية في منطقة ديترويت الكبرى، ليس فقط بسبب وفرة المرشحين ذوي الأصول العربية سواء للكونغرس الأميركي أو مجلس النواب المحلي في ولاية ميشيغن، حيث يمكن أن يبلغ التمثيل العربي مستوى غير مسبوق تحت قبتي الكابيتول في واشنطن ولانسنغ، إنما أيضاً بسبب الصراع السياسي القائم بين الجناحين التقدمي والتقليدي في الحزب الديمقراطي، إذ يخوض اللوبي الإسرائيلي «أم المعارك» في دائرتي مجلس النواب الأميركي 11 و12، لمحاولة إقصاء النائبين التقدميين آندي لفين ورشيدة طليب بسبب مواقفهما المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني.
بعد إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية في ولاية ميشيغن، أصبح تأثير الصوت العربي في مقاطعة وين، حاسماً في ما لا يقل عن أربع دوائر انتخابية لمجلس نواب الولاية في الديربورنين وهامترامك، حيث كانت ديربورن وفق الخرائط السابقة تقع –بأكملها تقريباً– ضمن دائرة واحدة (15)، في حين أصبحت المدينة الملقبة بعاصمة العرب الأميركيين اليوم، موزعة على ثلاث دوائر انتخابية، هي 3 و4 و15 التي تضم أيضاً مدينة ديربورن هايتس المجاورة ذات الكثافة العربية الوازنة.
وبالنظر إلى قوائم المرشحين، يمكن للناخبين العرب أن يوصلوا ما لا يقل عن أربعة نواب عرب أكفاء إلى مجلس ميشيغن التشريعي، في حال اجتيازهم السابق التمهيدي للديمقراطيين، الثلاثاء المقبل، نظراً لأن الدوائر التي يسعون إلى تمثيلها محسومة سلفاً لصالح الحزب الديمقراطي.
غير أن ذلك ممكن تحقيقه فقط من خلال التصويت بكثافة وعدم تشتت الصوت العربي بين المرشحين العرب الكثر، الذين قرروا خوض المنافسة هذا العام. ولهذا قررنا في «صدى الوطن» تبني قائمة المرشحين المدعومين من قبل اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي (أيباك) لدوائر الديربورنين الثلاث في مجلس نواب الولاية وهم: غسان (غاس) طرّاف في «الدائرة 4»، العباس فرحات في «الدائرة 3»، وبلال حمود في «الدائرة 15».
ورغم تقديرنا لجهود ومؤهلات بعض المرشحين الآخرين في الدوائر الثلاث آنفة الذكر، إلا أن وحدة الصوت العربي تبقى الأولوية في معركة الثلاثاء القادم، لحجز العدد المستحق للنواب العرب في لانسنغ بما يتناسب مع ثقلهم السكاني المتزايد في ولاية البحيرات العظمى.
أما في «الدائرة 9» التي تضم مدينة هامترامك وأحياء واسعة من وسط وشرق ديترويت، فندعو الناخبين للتصويت بكثافة للنائب الحالي أبراهام عياش الذي يسعى للاحتفاظ بمقعده لدورة ثانية، بوصفه أول أميركي من أصل يمني يخدم في مجلس ميشيغن التشريعي.
وفي الواقع، لا يقتصر إقبال المرشحين العرب على المنافسة، في الدوائر ذات الكثافة العربية الوازنة التي أفرزتها إعادة ترسيم الخرائط الانتخابية، حيث شهدت السنوات الأخيرة ميلاً متصاعداً لدى العرب الأميركيين في الانخراط السياسي والمدني، وهو ما بات ملحوظاً في العديد من السباقات المحلية بمختلف ميادين التمثيل الحكومي والتشريعي والقضائي والتعليمي.
وفي هذا السياق، يخوض الانتخابات التمهيدية يوم الثلاثاء الماضي، العديد من المرشحين العرب في دوائر بعيدة عن الديربورنين، لكنها تضم أيضاً مجتمعات عربية متنوعة، ومن هؤلاء الذين يستحقون دعمنا: المرشحة لعضوية الكونغرس الأميركي عن «الدائرة 10» في مقاطعة ماكومب، هويدا عراف، والمرشحات لعضوية مجلس نواب ميشغن، رلى ظريفة في «الدائرة 62» (مقاطعة ماكومب)، وستيفاني فقيه «الدائرة 54»، (مقاطعة أوكلاند).
وإلى جانب سباقات كونغرس الولاية، ثمة العديد من السباقات المحلية التي يسعى فيها مرشحون قريبون من المجتمعات العربية الأميركية إلى شغل مناصب عامة، أو الاحتفاظ بها، لولاية إضافية، مثل سباقي المحافظ والشريف في مقاطعة وين، وسباقات مجالس المفوضين في المقاطعات، وسباق المحكمة الثالثة في مقاطعة وين.
وسوف تجري جميع السباقات آنفة الذكر، في دوائر ذات ميول ديمقراطية، ما يضمن –بشكل شبه محسوم– فوز المرشحين المتأهلين إلى الجولة النهائية في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم. وهو ما يعزز أهمية الاقتراع في الانتخابات التمهيدية في 2 أغسطس المقبل، حيث يتعاظم تأثير الناخبين، ويغدو لكل صوت قيمة كبيرة، في الانتخابات المعروفة بتدني مستويات الإقبال فيها.
أما في سباقات الكونغرس الأميركي، فإن المواجهات الديمقراطية–الديمقراطية تنطوي على الكثير من التحديات المرتقبة بين الجناحين التقدمي والتقليدي داخل الحزب الديمقراطي، ومن بينها الدوائر «10» و«11» و«12».
ففي «الدائرة 10»، التي تقع في معظمها بمقاطعة ماكومب، والتي تعتبر من أكثر دوائر الكونغرس تأرجحاً، تخوض المرشحة العربية، هويدا عرّاف، سباق مجلس النواب الأميركي للفوز بتمثيل منطقة يميل فيها الناخبون منذ عام 2016 إلى المرشحين الجمهوريين بهامش ضئيل.
وفي حال تأهلت عرّاف إلى الجولة النهائية في نوفمبر المقبل، فسوف يتعين عليها مواجهة مرشح جمهوري مدعوم من الرئيس السابق دونالد ترامب، وإذا تمكنت من هزيمته، فسوف تصبح ثالث نائب من أصل فلسطيني يمثل ميشيغن في الكونغرس الأميركي، بعد النائبة رشيدة طليب، والنائب جاستن عمّاش.
أما «الدائرة 11»، فسوف تشهد معركة «كسر عظم» بين النائبين آندي ليفن وهايلي ستيفنز، التي تحظى بدعم هائل من قوى الضغط الإسرائيلية في الولايات المتحدة بحصولها على تبرعات تجاوزت ثلاثة ملايين دولار من «لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية» (آيباك)، ولجان سياسية أخرى مرتبطة بها، وذلك على حساب النائب لفين الذي ينتمي لعائلة سياسية يهودية عريقة في مقاطعة أوكلاند، ويُعرف بعلاقاته الوطيدة مع الجالية العربية في منطقة ديترويت، والتزامه بتأييد الحقوق الفلسطينية.
بدورها، تشهد «الدائرة 12» سباقاً ديمقراطياً حاسماً هو الآخر، حيث تسعى النائبة العربية رشيدة طليب لإعادة انتخابها لولاية ثالثة، بمواجهة كل من كليرك بلدية ديترويت، جانيس وينفري، المدعومة من اللوبي الإسرائيلي، والنائبة السابقة في مجلس ميشيغن التشريعي شانيل جاكسون، وعمدة قرية لاثروب كيلي غاريت.
ويمثل ترشيح وينفري تهديداً جدياً للنائبة طليب، لاسيما وأنها سياسية مخضرمة ولها باع طويل في السباقات الانتخابية، وقد فازت في انتخابات العام الماضي للمرة الخامسة بسباق الكليرك في مدينة ديترويت، وهو المنصب الذي تشغله منذ العام 2005، وتتولى من خلاله الإشراف على العملية الانتخابية في أكبر مدن ولاية ميشيغن.
ولا شك في أن كثافة الاقتراع في الانتخابات النصفية ستحسم سباقي «الدائرة 11» و«الدائرة 12» ذات الميول الديمقراطية، وسوف تضمن احتفاظ لفين وطليب بمقعديهما لولاية ثالثة تحت قبة الكابيتول في واشنطن، إضافة إلى أنها ستزيد من حظوظ عرّاف في الفوز في التصفيات الديمقراطية، والتأهل إلى الجولة النهائية في نوفمبر المقبل.
على ضوء ما سبق، تدعو «صدى الوطن» الناخبين العرب الأميركيين إلى عدم الاستهانة بالجولة التمهيدية، التي ستحسم –بشكل مبكر– العديد من السباقات المحلية والوطنية، مؤكدة على أن تدني المشاركة الانتخابية في التصفيات الحزبية يضاعف من قيمة أصواتهم في صناديق الاقتراع، ويمكنهم –بسهولة أكبر– من إنجاح مرشحيهم في الوصول إلى المناصب العامة، لكونهم قد حسموا عملياً السباق لصالحهم.
وعشية الانتخابات، تعلن صحيفة «صدى الوطن» عن تبني ودعم جميع المرشحين الذين دعمتهم «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك)، ليس فقط لثقتها بأهلية المرشحين الذين تم اعتمادهم من قبل اللجنة، وإنما أيضاً لثقتها بالآلية الديمقراطية التي تتبعها «أيباك» في اختيار المرشحين، وهي التي تضع على رأس أولوياتها حماية مصالح العرب الأميركيين وترسيخ حضورهم السياسي على الخارطة المحلية والوطنية.
كذلك قررت «صدى الوطن» دعم بعض المرشحين الآخرين من خارج قائمة «أيباك»، ممن لم يتقدموا بطلبات خطية لنيل دعم المنظمة السياسية، وهو شرط لا تلتزم به الصحيفة التي تتبنى رؤية ثابتة بدعم المرشحين الذين يسعون لخدمة المجتمعات العربية وحماية مصالحها، بغض النظر عن أصولهم الإثنية وانتماءاتهم الدينية.
وفيما يلي قائمة المرشحين الذين تدعمهم «صدى الوطن» في انتخابات الثاني من أغسطس المقبل:
مجلس النواب الأميركي
– ديبي دينغل، الدائرة 6 (آناربر والداون ريفر)
– هويدا عرّاف، الدائرة 10 (مقاطعة ماكومب)
– آندي ليفن، الدائرة 11 (مقاطعة أوكلاند)
– رشيدة طليب، الدائرة 12 (مقاطعة وين)
– بورشيا روبرسون، الدائرة 13 (ديترويت)
مجلس نواب ميشيغن
– العباس فرحات، الدائرة 3 (منطقة ديربورن)
– غسان (غاس) طراف، الدائرة 4 (منطقة ديربورن)
– أبراهام عياش، الدائرة 9 (منطقة هامترامك)
– بلال حمود، الدائرة 15 (منطقة ديربورن)
– جيمي تشرتشز، الدائرة 27 (منطقة داون ريفر)
– ستيفاني فقيه، الدائرة 54 (مقاطعة أوكلاند)
– رلى ظريفة، الدائرة 62 (مقاطعة ماكومب)
مجلس شيوخ ميشيغن
– سيلفيا سانتانا، الدائرة 2 (غرب ديترويت والديربورنين)
سباق محافظ مقاطعة وين
– وورن أفينز
سباق الشريف في مقاطعة وين
– رافايل واشنطن
مجالس مفوضي المقاطعات
– سام بيضون، الدائرة 13 في مقاطعة وين
– ديفيد كينزيك، الدائرة 8 في مقاطعة وين
– روبرت ميجاك، الدائرة 5 في مقاطعة ماكومب
محكمة مقاطعة وين (المحكمة 3)
– كيفر كوكس (مقعد مفتوح)
«صدى الوطن»
Leave a Reply