واشنطن
حذّرت السلطات الأميركية الوافدين إلى الولايات المتحدة من جلب المواد الغذائية والزراعية من الدول الأخرى، تفادياً لأضرار الآفات والأمراض على الزراعة والبيئة في البلاد عن غير قصد، لافتة إلى ارتفاع الغرامات المطبقة في مجال الأمن البيولوجي.
وكان مسؤولو «وكالة الجمارك وحماية الحدود» CBP الأميركية قد رصدوا –العام الماضي– قيام أكثر من 630 ألف مسافر بجلب مواد غذائية وزراعية محظورة داخل أمتعتهم، وأصدروا آلاف العقوبات والمخالفات على المسافرين الذين لم يصرّحوا بتلك المواد، والتي يمكن أن تصل في بعض الحالات إلى زهاء ألفي دولار.
وأفادت السلطات بأن مسؤولي الحدود اكتشفوا 264 حشرة في منافذ الدخول الأميركية، وهو أعلى قليلاً من الرقم المسجل في عام 2020، والبالغ 250 حشرة، من بينها ديدان وحشرات ويرقات، مدرجة ضمن الآفات الزراعية والبيئية.
وتعدّ معظم اللحوم والدواجن ومشتقات الحليب ومنتجات البيض إما محظورة أو مقيّدة في الولايات المتحدة، استناداً إلى القوانين والأمراض السائدة في بلدان المنشأ.
كما تحظر وزارة الزراعة الأميركية جلب منتجات الحيوانات والطيور من البلدان التي أبلغت عن حالات الإصابة بأمراض الماشية، مثل جنون البقر والحمى القلاعية وأنفلونزا الطيور وحمى الخنازير.
ويُمنع جلب معظم أنواع الفاكهة والخضار الطازجة والمجمدة من كافة دول العالم تلافياً لمخاطر الآفات والأمراض، التي يمكن أن يعيش بعضها في درجات حرارة شديدة البرودة، وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية.
وتستثنى كندا من ذلك، حيث يمكن للمسافرين الذين يعبرون الحدود البرية إلى الولايات المتحدة جلب بعض الفاكهة والخضار الطازجة، إلا أنهم بحاجة إلى إبراز أدلة على أن المنتجات زُرعت في كندا وأنها خالية من التربة والآفات والأمراض، إضافة إلى السماح ببيعها في أميركا.
وتوفر الوزارة رابطاً على موقعها الإلكتروني لتمكين المسافرين من التحقق من الأمراض الحيوانية والزراعية الشائعة في بعض الدول والمناطق الخارجية.
وتسمح الولايات المتحدة بقائمة طويلة من المواد والمنتجات بما فيها التوابل وزيوت الطهي والخبز والبسكويت والكعك والحبوب والشاي المعبأ وغيرها من المنتجات المخبوزة والمعالجة، والتي يمكن الاطلاع عليها على الموقع الإلكتروني لوكالة الجمارك وحماية الحدود.
ويتعين على المسافرين الإبلاغ عن جميع المواد الغذائية والزراعية في نماذج الجمارك الأميركية، لكي يتمكن المفتشون من فحصها والتأكد من خلوها من الآفات الضارة والأمراض الخارجية.
وأفاد لوسيرو هيرنانديز، من الخدمة الفدرالية لفحص صحة الحيوان والنبات، بأنه لا يسمح حتى بإدخال الوجبات الخفيفة من الفاكهة والخضار المقدمة على متن الطائرات أو السفن السياحية.
ويجب الإبلاغ عن جميع المواد الغذائية الزراعية في نماذج الجمارك الأميركية، سواء كانت ضمن الأمتعة المسجلة أو المحمولة أو داخل المركبات، كي يتمكن المفتشون من فحصها والتأكد من خلوها من أية آفاتٍ أو أمراضٍ خارجية.
كما يجب على المسافرين المتوجهين إلى الولايات المتحدة –في جميع الحالات– حفظ الإيصالات والعبوات الأصلية لإثبات بلد منشأ المنتجات الغذائية، بحسب وكالة الجمارك وحماية الحدود.
وتعتبر الشحنات تجارية إذا حمل المسافرون أكثر من 50 باونداً. وفي هذه الحالة، يتوجب إخضاعها لتدابير فحص السلامة الموسع.
وأوضحت وزارة الزراعة الأميركية بأنّ المسافرين الذين يبلّغون عن حيازة منتجات زراعية في أمتعتهم لن يواجهوا أية عقوبات، حتى وإن خلص المفتشون إلى أن المواد غير مؤهلة لدخول البلاد، منوهة إلى أنهم يكتفون بإتلاف الأطعمة، في مثل هذه الحالات.
وأفاد المتحدث باسم وكالة الجمارك وحماية الحدود بأن جلب «تفاحة أو وجبة خفيفة عن طريق الخطأ لن يؤدي دائماً إلى وقوع حادث كبير»، مشيراً إلى أنه مع ذلك، فإن «محاولة جلب مواد محظورة قد يؤدي إلى تأخير المسافر وتدفيعه غرامة مالية».
وأضاف بأن عدم الإبلاغ عن حيازة مادة غذائية محظورة سوف يؤدي إلى إصدار عقوبة مدنية، بحق المسافرين المخالفين.
Leave a Reply