ديربورن
أقيمت الإثنين الماضي في «مركز فورد للفنون» مراسم احتفالية بتنصيب القاضية العربية الأميركية سوزان دباجة في محكمة مقاطعة وين، بحضور مسؤولين حكوميين ورسميين منتخبين ورجال أعمال وقضاة، إضافة إلى حشد ضمّ المئات من أبناء وفعاليات المجتمع المحلي في منطقة ديترويت.
وكانت حاكمة ميشيغن، غريتشن ويتمر، قد قامت بتعيين الرئيسة السابقة لمجلس بلدية ديربورن، في منصب قاض بمحكمة مقاطعة وين، لولاية جزئية تمتد من 18 نيسان (أبريل) المنصرم حتى مطلع العام 2023، حيث سيتعين على دباجة خوض الانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل للاحتفاظ بمنصبها.
وخلال حفل التنصيب، أشاد المتحدثون بمناقبية دباجة وكفاءتها القانونية على تحمل عبء مسؤوليات منصبها الجديد، حيث تتولى حالياً رئاسة قسم الأسرة في محكمة مقاطعة وين. وتتابع على المنبر كل من النائب عن مدينة ديربورن في مجلس ميشيغن التشريعي جيفري بيبر، والناشطة ملاك بيضون والقاضية في محكمة مقاطعة وين شارلين الدرّ وناشر صحيفة «صدى الوطن» أسامة السبلاني ومحافظ مقاطعة وين وورن أفينز والقاضي في محكمة ديربورن سالم سلامة ورئيسة قضاة المحكمة العليا بميشيغن بريدجيت ماري ماكورماك.
وبعد أن قامت عائلة دباجة بتسليمها روب القضاء، قامت القاضية المُحتفى بها بأداء قسم اليمين أمام ماكورماك، التي اعتبرت تعيين دباجة «إضافة تعني الكثير بالنسبة لولاية ميشيغن». وقالت: «إن ولايتنا غدت أفضل بعد أن وافقتِ على الخدمة في هذا المنصب.. لقد كان يوم تعيينكِ يوماً جيداً لميشيغن».
من جانبه، أثنى محافظ مقاطعة وين، وورن أفينز، على قرار الحاكمة الديمقراطية بتعيين دباجة، وقال: «أشكر الحاكمة ويتمر على بصيرتها في إدراك أن سوزان ستكون شخصاً ذا قيمة مرموقة في السلك القضائي»، واصفاً قرار غريتشن بالقرار «الصائب» و«الرائع».
واعتبر ناشر «صدى الوطن»، الزميل أسامة السبلاني، انضمام دباجة إلى فريق القضاة العرب الأميركيين في محكمة مقاطعة وين «لحظة تاريخية» و«إضافة متميزة» إلى سجل إنجازات الجالية العربية في منطقة ديترويت. وقال السبلاني: «إننا وقبل شيء نشهد اليوم على التاريخ وهو يُصنع من خلال تنصيب قائدة بارزة في مجتمعنا، ألا وهي القاضية سوزان دباجة»، مضيفاً: «إننا كجالية نحتفل بإنجاز جديد يضاف إلى إنجازات مجتمعنا، لا في الحقل القضائي وحده، وإنما في مختلف مجالات الخدمة العامة».
وكان السلك القضائي قد شهد –خلال العقد الماضي– تزايد عدد القضاة العرب في محكمة مقاطعة وين التي تضم حالياً سبعة قضاة، هم –إلى جانب دباجة– كلاً من ديفيد آلن وشارلين الدر وعادل حرب ومريم بزي وهلال فرحات وإيفانا إبراهيم.
وفي نفس السياق، أكدت الناشطة ملاك بيضون –التي قادت حملات دباجة الانتخابية لعضوية مجلس المدينة و«المحكمة 19» في ديربورن خلال العقد الماضي– على أن تعيين دباجة هو «تأكيد قوي على المكانة التي وصلت إليها الجالية العربية في منطقة ديترويت».
وكانت دباجة قد شغلت رئاسة مجلس ديربورن البلدي لمدة ثمانية أعوام (2013–2021)، قبل أن تدخل سباق رئاسة بلدية ديربورن العام الماضي، حيث لم يحالفها الحظ في تجاوز الجولة التمهيدية. كما سعت لشغل منصب قاض في محكمة ديربورن عام 2016، لكنها خسرت السباق الانتخابي بفارق ضئيل أمام القاضي الحالي جين هانت.
وقالت بيضون: «تعيين سوزان هو في الحقيقة تتويج لقوة مجتمعنا، وإشارة إلى المدى الذي وصلنا إليه، كما أنه علامة على الفرص المتاحة أمامنا والمدى الذي يتوجب علينا قطعه».
وأهدى القاضي سالم سلامة مطرقة القضاة، للقاضية المحتفى بها، متحدثاً عن جهودها في مناصرة قضايا مجتمعها من خلال الخدمة العامة ومزاولة مهنة المحاماة لنحو عقدين من الزمن. وقال سلامة: «بينما عملت بجد لبناء مهنتها وتفوقها في ممارسة القانون، إلا أن ذلك لم يمنعها من الانخراط الفعال في شؤون مجتمعها وقضاياه».
وعلى المستوى المهني، مارست دباجة مهنة المحاماة في مكتبها الخاص بديربورن لنحو 17 عاماً، حيث تولت القضايا المندرجة تحت قانون الأسرة والقانون المدني والقانون الجنائي، إضافة إلى قضايا الإفلاس والعقارات والعقود والإيجارات والهجرة.
ودأب مكتب دباجة القانوني على تقديم خدمات مجانية للأمهات الوحيدات والنساء المعتدى عليهن والأحداث والمنظمات غير الربحية.
وتشغل دباجة حالياً منصب الرئيس المشارك لـ«مؤسسة ديربورن التعليمية»، كما تتولى عضوية «لجنة الشؤون الشرق أوسطية بميشيغن»، وهي هيئة استشارية تتبع لمكتب الحاكم، إضافة إلى توليها رئاسة «هيئة استقرار المجتمع المحلي».
وفي نهاية الحفل، تحدثت دباجة عن رحلتها الشخصية والمهنية وصولاً إلى «هذه اللحظة المحورية في حياتها»، بحسب تعبيرها، وقالت: «لقد كانت تلك هي إرادة الله تعالى في وضعي بالمكان الذي سأخدمه بشكل أفضل من خلال منحي الخبرات المهنية والشخصية والروحية التي كان يجب عليّ أن أعيشها لتحقيق التوازن والتعاطف والمرونة وقوة الشخصية وأخلاقيات المهنة».
وشكرت دباجة عائلتها وكل من دعمها خلال رحلتها الطويلة، «التي لم تخلُ من المصاعب»، وقالت: «لقد أردت حقاً أن أغتنم هذه الفرصة للتعبير عن امتناني العميق لكم جميعاً على ثقتكم ووقتكم وجهودكم التي كان لها أكبر الأثر في تحقيق حلمي بأن أصبح قاضية».
يشار إلى أن دباجة حاصلة على شهادة البكالوريوس في علوم الأحياء في «جامعة ميشيغن–ديربورن»، ودرجة الدكتوراه في من من «جامعة ديترويت ميرسي»، التي تخرجت منها بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف. وهي متزوجة وأم لثلاثة أبناء.
Leave a Reply